ما دورُ الصرخة في تحطيم الهيمنة الأمريكية على اليمن؟..بقلم/ يونس عبد الرزاق
يمثّل الشعارُ نوعاً من الحرب الوقائية النفسية؛ فالترديد المُستمرّ للشعارات المعادية لأمريكا وسياستها الخارجية في الأوساط الشعبيّة يخلق لديهم انطباعاً بأنه لا محلَّ لأمريكا من الإعراب في بلد هذا حاله، وأن السياسة الخارجية لأمريكا لا يمكن أن تكون محلَّ ترحيب فيه؛ ما يجعلهم يفكّرون ألف مرة قبل اتِّخاذ أية حماقة ضد هذا البلد، وخلق هكذا انطباع في نفوس الأعداء أمر مطلوبٌ دِينًا.
الدور الفعال للصرخة في استنهاض الشعوب كان له أثره الفعال في إخراج هذه الأُمَّــة من حالة الاستضعاف والذل إلى حالة العيش بكرامة وإباء والتحرّر من العبودية والتبعية، كما كان له الدور الفعال في زيادة الوعي تجاه الأعداء وتحصين الأُمَّــة من الهجمات الشرسة التي تتعرض لها الأُمَّــة.
ومن أهم نتائج شعار الصرخة أنه أظهر زيف الشعارات التي ترفعها دول الغرب، وخَاصَّة أمريكا عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وغيرها من الشعارات التي خدعوا وخدروا الشعوب بها وخَاصَّة الشعوب العربية، وقد كان له الدور البارز في التصدي للهجمة الشرسة ضد الشعب اليمني، وتحصين الساحة الداخلية لأبنائها من الاختراق الأمريكي الشامل (فكرياً، ثقافيًّا، سياسيًّا، عسكريًّا، أمنيًّا، اقتصادياً)، وقد مثَّل الشعار كابوس رعب للولايات المتحدة وحلفائها؛ وهو ما لم تُخْفِه وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، اللذان عبرا عن قلقهما من هذا الشعار.
كما أن رئيس النظام العميل، حينها، علي عبد الله صالح، طلب من الشهيد القائد التوقف عن إطلاق “الصرخة”، وقالها بكل وضوح: “الأمريكان يزعجُهم هذا الشعار”؛ وهو ما رفضه السيد حسين، ليشن على صعدة 6 حروب ظالمة (عام 2004 حتى عام 2009)، وُصُـولاً إلى الحرب الكبرى التي يشهدها اليمن منذ عام 2015م؛ بهَدفِ إجهاض هذه الثورة الشاملة، فكرياً وثقافيًّا، والتي بنى أعمدتها الشهيد القائد.
الشعار ليس مُجَـرّد موقف، كذلك هو إعلان البراءة من أعداء هذه الأُمَّــة وكلّ من يسير على خطاهم أَو سعى للتقرب منهم.