المقاطعةُ واجبٌ ديني مقدَّس..بقلم/ إياد الأسد
من جانبنا كمسلمين يجبُ علينا كواجب ديني ومقدس أن يكونَ لنا موقف، فَــإنَّ كُـلَّ إنسان مكلَّفٌ، وعليه مسؤولية تجاه مقدساته وعلى الأُمَّــة جمعاء أن تنهض بمسؤولياتها، وبمقدورها إن تظافرت جهودها أن تقدم على خطوات فعلية موجعة ومنكلة للأعداء وأهمها التعبئة العامة بما تعمله تلك الدول والأنظمة بمقدساتنا وأولها القرآن الكريم، والحث على التربية الإيمانية الجماعية الواعية في كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية، ويعتبر أقل واجب تجاه كتابنا ومقدساتنا هو المقاطعة الفعلية لكل منتجات تلك الدول المجرمة، فقد أثبتت هذه المقاطعة بأنها السلاح الفعال والمنكل، نستطيع من خلاله كسر شوكتهم وغرورهم وتكبرهم، وبالتأكيد فهم إنما يعبدون المال، وهو عجلهم وصنمهم الذي يعبدون، ومع ذلك فالمقاطعة أقل واجب وسلاح أولى، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
وبمقدورنا جميعاً إن توحدنا كأمّة إسلامية، ودول عربية تؤمن بهذا القرآن، أن يكون لنا موقف فعلي هادف وحازم ومؤثر على أعداء الله، الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لجعل مقدساتنا وأهمها القرآن تحت الإهانات المتواصلة والساخرة، ذلك أن هذه الأُمَّــة قد أصبحت في نظرهم لا تمثل شيئاً في الواقع البشري.
والشعوب العربية بصراحة تمتلك الكثير والكثير من وسائل الضغط التي تستطيع من خلالها إجبار هذه الإدارة الأمريكية وحملها على إعادة النظر في سياساتها العدوانية والشيطانية تجاهها وتجاه أوطانها؛ لولا أن هذه الشعوب بصراحة لم تجد بعد ذلك الحراك أَو المحرك الشعبي الذي يوجهها ويقودها إلى استخدام مثل هذه الوسائل بشكل ممنهج ومنظَّم.
من أبرز هذه الوسائل طبعاً وأقلها كلفةً هي تفعيل واستخدام سلاح المقاطعة!
تخيلوا معي لو أن الشعوب العربية ومن خلفها الشعوب الإسلامية أَيْـضاً.. فعَّلوا هذا السلاح الفتاك والخطير!
لو أنهم مثلاً فعَّلوا فقط سلاح مقاطعة البضائع الأمريكية، تخيلوا.. ماذا سيحدث؟!
أقل ما سيحدث هو أن المُنتِج أَو المُصنِّع الأمريكي سيخسر سوقاً استهلاكية تقدر بأكثر من مليار ونصف المليار مستهلك، الأمر الذي سيؤثر سلباً على حالة استقرار ونماء الاقتصاد الأمريكي ككل!
وهذا بالطبع -وكما تعلمون- ليس بالأمر اليسير أَو الهيِّن الذي يجعل الأمريكيين لا يأبهون له مثلاً أَو يعيرونه شيئاً من اهتمام.
على أي حال، تأثير المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية على المستوى الاقتصادي واضحٌ، وبالذات كلما اتسعت دائرتها، ووعت الأُمَّــة أن هذا سلاحٌ فعَّال ٌبكل ما تعنيه الكلمة، واهتمت بذلك، كما أنه سيكون عاملاً مهماً في بناء الأُمَّــة على المستوى الاقتصادي، لصناعة البدائل، وللنهضة، ولتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن نعمل على تقوية المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
هذه نقطة مهمة جِـدًّا؛ لأَنَّ أكثر ما يفيد العدوّ على المستوى الاقتصادي والمادي هو بضائعه، هو تجارته، التي يعمل على الترويج لها، وعلى نشرها، وسلاح المقاطعة سلاح فعال، وباستطاعة كُـلّ إنسان أن يفعله، وهو موقف مسؤول وواعٍ، وهو من أقل ما يجب علينا، سلاح فعال، سلاح مهم.
الله “سبحانه وتعالى” أمر المسلمين في زمن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- أن يقاطعوا (مفردة) كلمة، كان العدوّ يستفيد منها في معنىً من معانيها: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا، وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: من الآية104]، فكيف لا نقاطع البضائع التي تذهب من خلالها مليارات الدولارات إلى جيوب الأعداء، ويستفيدون منها في محاربة أمتنا، وفي دعم موقفهم ضدنا، وفي تعزيز قدراتهم العسكرية لمواجهتنا؟! هذه مسألة مهمة جدًّا.
وعلينا التجاوب الفعَّال مع كُـلّ دعوات المقاطعة للبضائع الأمريكية وكذلك الصهيونية؛ كون المقاطعة بحد ذاتها سلاح فعال وفتاك قد يفوق في أثره وفعله ما قد تفعله قنابل نووية أَو أسلحة دمار شامل.
ونبدأ مرحلةً جديدة وحاسمة من مراحل المقاطعة للبضائع الأمريكية؟!
الكرة طبعاً في ملعب الجميع.