الرويشان: العدوّ يحاول كسب الوقت وصنعاء قادرة على التحكم بالموانئ السعوديّة عسكرياً
أكّـد أن الخطط الاقتصادية للرياض معرَّضة للخطر في ظل استمرار العدوان والحصار
المسيرة | خاص
جدَّدَت صنعاءُ التأكيدَ على أن العدوَّ السعوديَّ يحاولُ كسبَ المزيد من الوقت، من خلال المماطلة والتلكؤ في التعاطي مع المطالب والاستحقاقات الإنسانية المشروعة للشعب اليمني، محذرة من أن استمرار العدوان والحصار والاحتلال سينسف المخطّطات والطموحات الاقتصادية للمملكة التي لا زالت موانئها ومنشآتها الحيوية ضمن قائمة أهداف القوات المسلحة، في رسالة إنذار إضافية تضع الرياض أمام خطورة الوضع الراهن وأمام تداعيات الاستجابة للتوجّـهات الأمريكية.
وأكّـد نائب رئيس حكومة الإنقاذ الوطني لشؤون الدفاع والأمن الفريق جلال الرويشان، في حديث للمسيرة أنه “لا يوجد رد سعوديّ حتى اللحظة لحسم الملف الإنساني بعد مفاوضات رمضان” وأضاف: “تقديراتنا أنهم يكسبون الوقت”.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أشار إلى ذلك في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى الصرخة، حَيثُ أوضح أن دول العدوان تظن أنها تكسب الوقت من خلال المماطلة، مؤكّـداً أن “استمرار معاناة الشعب اليمني لن يمر دون حساب”.
وكانت جولة المفاوضات التي احتضنتها العاصمة صنعاء، في رمضان الفائت بحضور الوساطة العُمانية، قد انتهت بمغادرة الوفد السعوديّ للتشاور مع قيادته بشأن ما تم طرحه، على أن يتم عقد جولة أُخرى بعد عيد الفطر، لكن النظام السعوديّ عاد للمماطلة والتلكؤ؛ وهو الأمر الذي عكس استجابةً سعوديّة واضحة للتحَرّكات الأمريكية التي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد مفاوضات رمضان، والتي تدفع نحو مواصلة العدوان والحصار ورفض مطالب الشعب اليمني، بما في ذلك صرف مرتبات الموظفين.
وأوضح الرويشان أن المفاوضاتِ الجاريةَ مع الطرف السعوديّ بوساطة عُمانية في وضعها الحالي لا زالت في سياق “محاولات لتحقيق السلام”، مؤكّـداً أن صنعاء قابلت هذه المحاولات بإيجابية.
وكان النظام السعوديّ قد حاول استثمار أجواء المفاوضات بشكل سلبي؛ للترويج إعلامياً لمزاعم القيام بدور “الوسيط ما بين الأطراف اليمنية”؛ وهو الأمر الذي سخرت منه القيادة الوطنية، مؤكّـدة أنه لا مجالَ أمام السعوديّة للتهرب من التزامات السلام التي يفرضه عليها موقعُه القيادي في تحالف العدوان.
وفي سياق تحذير السعوديّة من تداعيات موقفها السلبي، أكّـد الفريق الرويشان في حديثه لـ”المسيرة” أن “على السعوديّة أن تدرك أنه لا يمكن الجمع بين خطط التطوير الاقتصادي وبين غزو بلد مجاور”.
ويأتي ذلك تعزيزاً للإنذار الذي وجَّهه قائدُ الثورة في خطابه الأخير للسعوديّة، والذي أكّـد فيه أنها لن تنعم بالأمن والاستقرار، ولن تستطيع أن تحقّق “طموحاتها الاقتصادية” إلا بتحقيق السلام العادل في اليمن.
وكان الرئيس المشاط، قد أشار مؤخّراً إلى أن السعوديّة لا زالت غير آمنة للاستثمار، في ظل استمرار العدوان والحصار، في تأكيد على أن باب عودة العمليات العسكرية العابرة للحدود لم يغلق بعد.
وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي تحاول فيه السعوديّة أن تروِّجَ لنفسِها كمنطقة آمنة للاستثمارات وكـدولة “راعية للسلام في المنطقة”.
وفي هذا السياق أَيْـضاً، أكّـد الفريق الرويشان أن “لدى صنعاء القدرةَ على التحكم عسكريًّا في الموانئ السعوديّة، وتدفق رؤوس الأموال إليها”، لافتاً إلى أن “القوات المسلحة قد نفذت سابقًا عمليات في هذا الاتّجاه”.
ويوجه هذا التحذير المحدّدُ بعناية رسالةً واضحة للنظام السعوديّة بأن القوات المسلحة قد أعدت العدة لعمليات عسكرية مدروسة ضد المنشآت الحيوية في العمق السعوديّ، في حال فشلت جهود السلام؛ وهو ما يضع الرياض مجدّدًا في مواجهة مخاطر فوات فرصة السلام، وعدم جدوى التعويل على المماطلة واستمرار حالة اللا حرب واللا سلام.
وتعزيزاً لهذه الرسالة أكّـد الفريق الرويشان أن: “القوات المسلحة اليمنية ومنذ اللحظة الأولى للهُدنة شرعت في ترميم قدراتها ومع انتهاء الهدنة عدنا لحالة الحرب”.
وكانت صنعاء قد وجّهت العديد من الرسائل في هذا السياق على امتداد فترة التهدئة، حَيثُ أقامت القوات المسلحة عروضاً عسكرية ضخمة كشفت فيها عن تعاظم القدرات القتالية الوطنية، سواء على المستوى البشري أو المادي، كما أجرت مناورات حربية واسعة أكّـدت من خلالها الجهوزية القتالية العالية لكافة الوحدات العسكرية.
وفي سياق المؤشرات على عدم جدية دول العدوان في التوجّـه نحو السلام الفعلي في اليمن، أوضح الفريق الرويشان أن “مشروع التقسيم يعبِّر عن مساعي العدوّ لتعقيد المشهد اليمني وكسب نقاط تفاوضية في مواجهة صنعاء”.
وكانت دول العدوان قد صعّدت مؤخّراً تحَرّكاتها لفرض مشروع التقسيم من خلال دفع مرتزِقتها إلى إعلان إجراءات تصعيدية تستهدف وحدة الأراضي اليمنية، وهو الأمر الذي عبرت بريطانيا عن وقوفها وراءه على لسان سفيرها، ريتشارد أوبنهايم، الذي أكّـد أن بلاده مستعدة لاستصدار قرار دولي يشرعن “تقرير مستقبل الجنوب” حسب تعبيره.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة التصعيدية تأتي كمحاولة من جانب دول العدوان لفرض الاحتلال والتقسيم كأمر واقع على طاولة المفاوضات؛ مِن أجل قطع الطريق أمام شروط السلام الفعلي التي تتمسك بها صنعاء، وبالتالي إبقاء المجال مفتوحاً لمواصلة استهداف البلد تحت مِظلة “سلام” شكلي مصمم خصيصاً لإبعاد دول العدوان عن التداعيات فقط.
وأوضح الفريق الرويشان أن التصريحات الدولية التي تزعم الوقوف مع وحدة اليمن واستقلاله تتناقض من السلوكيات الملموسة على الميدان، في إشارة إلى محاولات رعاة العدوان لتضليل الرأي العام؛ مِن أجل التغطية على تحَرّكاتهم الداعمة لمشروع التقسيم في المحافظات المحتلّة.