في الذكرى الـ34 لرحيل الإمام الخميني.. وصاياه حاجةٌ مُستمرّةٌ للنظام الإسلامي
المسيرة | متابعات
بعد مضي 34 عاماً على الفقد الأليم للإمام روح الله الموسوي الخميني (رض)، فَــإنَّ الجمهورية الإسلامية أمضت 44 عاماً من حياتها المليئة بالفخر والاعتزاز في الساحات الداخلية والإقليمية والدولية، وستظل الأفكار والوصايا الخالدة للإمام الراحل حاجة مُستمرّة للنظام الإسلامي والشعب الإيراني وجيل الشاب على الخصوص، وإن هذه الأفكار والوصايا تكتسب أهميّة وضرورة مضاعفة في الأوضاع الراهنة عندما تصبح سيناريوهات واستراتيجيات الأعداء وخَاصَّة الثالوث الأمريكي البريطاني الصهيوني أكثر تعقيدًا، وبات من الضروري الاهتمام بأفكار ووصايا الإمَـام الراحل (رض) في هذا الصدد بعيدًا عن أية مصالح فئوية أَو حزبية.
هكذا جاء نص بيان لحرس الثورة الإسلامية على اعتاب الذكرى السنوية لرحيل مفجر الثورة الإسلامية الإمَـام الراحل، أكّـد فيه بأن “الجمهورية الإسلامية التي أسّسها الإمَـام الراحل (رض) اظهرت قدراتها بالمساهمة في بلورة نظام حديث وهندسة جديدة لخارطة القوى العالمية، وصنعت كابوسا مخيفا يقض مضاجع الأعداء”.
في السياق أكّـد المتحدث باسم قوات حرس الثورة الإسلامية العميد “رمضان شريف” أن “الإمَـام الخميني (رضوان الله عليه) كان يعتبر مشاركة الشعب الإيراني في تحديد مصيره، أكثر العوامل المؤثرة في تقدم إيران الإسلامية”.
وقال شريف، السبت، في مراسم الذكرى السنوية الـ 34 لرحيل الإمَـام الخميني: إن “إيران شهدت ظهور شخصيات بارزة في تاريخها وأحبها الشعب الإيراني”، موضحًا أن “الإمَـام الراحل كان من أكثر الشخصيات شعبيّة في أوساط هذا الشعب وعرفه التاريخ حتى الآن”.
وتابع قائلاً: “بالرغم من مرور 34 عاماً على رحيله المفجع إلَّا أن خطاباته وكلماته القيمة ما زالت ماثلة أمام أعين الشعب الإيراني، حَيثُ تعتبر وصيته السياسية – الالهية مصداقا حيا لتلك الخطابات وتفتح آفاقا واضحة أمام البشرية كافة”.
بدوره، أقام المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، ندوة حوارية بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين الخَاصَّة بالذكرى في العاصمة العراقية بغداد.
وقال عضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الشيخ محسن حيدري خلال الندوة الحوارية: إنهُ “توفيق كبير لي بوجودي في العراق وحضوري بين أبناء المجلس الأعلى الإسلامي لاستذكار الإمَـام الخميني (قدس)، حيثُ إن الإمَـام ليس شخصاً مختصاً بإيران؛ لأَنَّ حركته إسلامية عامة تضم جميع المستضعفين في العالم” مُشيراً إلى أن “منهج الإمَـام الخميني (قدس) هو منهج لإحياء تعاليم أهل البيت عليهم السلام، حيثُ إنه حارب جميع التيارات المنحرفة التي حاولت الإساءة للإسلام أَو تهين حقوق المستضعفين”.
من جانبه قال اية الله السيد ياسين الموسوي خلال الندوة: إن “الإمَـام الخميني، قدّم دروسًا عدة من خلال الثورة الإسلامية المباركة ونجح باستنهاض همة الشعوب للتخلص من الضعف والعبودية والدكتاتورية”.
ودعا “القيادة العراقية بان تدرس تاريخ الإمَـام الخميني؛ لأَنَّ حركته منهجية ومدعومة شعبيًّا ومرجعيا”، مبينًا أن “منهج الإمَـام الخميني، هو مشروع أُمَّـة بأكملها ولا يختص بالجمهورية الإيرانية فحسب”، وتابع: “الإمَـام حرك جميع مشاعر المسلمين في العالم وزرع في نفوسهم روح الثورة على الطغيان”.
بدوره، أكّـد أمام جمعة النجف الاشرف صدر الدين القبانجي، أن “أعظم الإنجازات التي يجب أن تسجل للإمام الخميني، قضية تصدير الثورة الإسلامية، رغم انها كانت في دورة جنينية وفي بداياتها”.
وقال القبانجي: إن “الإمَـام الخميني “رحمة الله عليه” طرح منذ يومها الأول للثورة بعد إسقاط الشاه، ورغم الحصار العالمي طرح مفهوم تصدير الثورة، وتصدير الثقافة، وتصدير الوعي والحرية للشعوب”، معتبرًا أن هذا هو الإسلام الذي “يظهره على الدين كله ولو كره المشركون”.
إلى ذلك، أكّـد أن المفكر الإسلامي بحركة الجهاد الإسلامي د. طاهر لولو، أن “الإمَـام الخميني، كان رجلًا صاحب مبادئ وصادقاً في أقواله، وكانت له وجهة نظر؛ فأول عمل له بعد عودته من الخارج، بان حوّل السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطين، حَيثُ أصبحت أول سفارة فلسطينية في العالم”.
وأوضح، أن الإمَـام الخميني، كان يعتبر أن “قضية المسلمين هي قضية فلسطين الأولى، هذه القضية التي كانت غائبة عن الكثير من العلماء والساسة”.
وللمناسبة، قال نائب رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” في لبنان الشيخ علي الخطيب إن “ذكرى الإمَـام الراحل الخميني تأتي لتشحذ العزيمة على المضي قدماً في طريق الحق الذي سار عليه الراحل الكبير”.
وَأَضَـافَ الشيخ علي الخطيب، أن “ذكرى الإمَـام الراحل الخميني تأتي لتشحذ العزيمة على المضي قدماً في طريق الحق الذي سار عليه الراحل الكبير الذي أحيا بفكره وإخلاصه الأُمَّــة الإسلامية واستنهض عزيمة الشعب الإيراني ليخرجه من دائرة التبعية والاستعمار إلى رحاب الحرية والعزة وتكون ثورته المجيدة أعظم حدث في التاريخ المعاصر”.
في السياق، أقيمت مراسم إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل المؤسّس العظيم للثورة الإسلامية الإمَـام الخميني، بحضور نخبة من العلماء والمهتمين بفكره وبثورته في حوزة الإمَـام الحسن المجتبى (ع) العلمية في الكويت.
وقد شارك في هذه المراسم القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الكويت “إبراهيم نوروزي” وعدد من المفكرين والمثقفين الكويتيين، كما شرح عدد من أئمة المصلين في المساجد الكبرى في الكويت جوانب مختلفة من حركة الإمَـام ومثله المحبة للحرية خلال خطب صلاة الجمعة، أمس الأول.
وفي البحرين، أعلن رئيس وحدة الحريات الدينية بمنظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان السيد عباس شبّر أنّ “السلطات البحرينية قطعت الكهرباء عن المسجد عتيق علي في العاصمة البحرينية المنامة؛ بسَببِ إحياء ذكرى وفاة الإمَـام روح الموسوي الخميني”، مُشيراً إلى أنّ ذلك “يعدّ انتهاكا صارخًا لحقوق الطائفة الشيعية في البلاد”، مطالبًا بعدم “التمييز الديني”.
وسأل في تغريدات له على حسابه على “تويتر”: “لماذا يُعامل المجتمع الشيعي بتمييز وتضييق الحريات الدينية؟”، مشدّدًا على أنّ “قطع الكهرباء عن المسجد يعكس انتهاكا واضحًا لحقوق الطائفة الشيعية وحريتهم الدينية، يجب محاسبة المسؤولين عن هذا التصرف القمعي”.