خُدعة المحاورات..بقلم/ نوال عبدالله
الهيئة بشرية والحقيقة وحوش تقبع في جُب الضمائر، الكـلام عاجل يُدون في سجلات كذب العدوان، الأفعال إجرامية من الطراز الشيطاني الأول، طابع احترافي في المكر والخديعة والتـزوير، أمام الملأ يظهرون بـشعارات براقة، ويتحدثون بأنهم للخير مبادرون وحيث ما وطئت أقدامهم يحل السلام، ويعم الأمان، وخلف ستار إعادة الأمل مستترين، مقنعين بوجوهٍ ناعمة الملامح ومصانع التجميل تعمل ليلاً ونهاراً لـوضع كريمات خافية تجاعيد الإجرام، ومراهم لتخفيف حدة المخالب الظاهرة، وأما مصانع الأدوية حدّث ولا حرج حقن مهدية للأعصاب للحد من الوحشية الدموية مدتها مؤقتة خلال ساعات الاجتماعات وأُخرى تُعطى للتقليل من إفراز لُعاب الوحشية.
بعد الإجراءات الاحترازية، والحرص على عدم كشف أشكالهم الحقيقية؛ تلتصق أجسادهم على كُرسي المحاورات على رأسهم حية كُبرى تدعى أمريكا يلتف حولها قرود متقزمة، الكل خافضين أجنحة الذل والمسكنة مكبلين بأغلال المهانة، قبل بدء أي حوار، توزع الأوراق جانباً فقد قسمت الأدوار فعلى الجميع إتقان الولاء بشكلهِ المطلوب، إذ يظهرون بأنهم متفقون برأيٍ واحد، بنظراتٍ مستعرة بلهيب العقوبة الحتمية إذَا رد أحدهم بالتصرف الخطأ، تحدق بها الحية المسمومة وجميع الحاضرين والتوعد بالتصفية لمن يخالف أوامرها!
ترى الكل مستعدًّا لبدء المحاورات، وجلسة المشاورات ستكون إحلال السلام الوهمي؛ فقد شاع خبر التصنيع اليمني وتطورهُ؛ ولا بدَّ من تهدئة الوضع ونشر الأكاذيب الباطلة بأنهم يبحثون عن سبل السلام بمفهومهم الخاص.
مُستمرّون في غيهم وَتيههم، ولقد عاثوا في الأرض فساداً، فظنوا أن الأنصارَ من رجال الرجال ممثلين بقائدهم البدر، قد انطوت عليهم فكرة السلم المزعومة، ولم تتجسد القاعدة بأنه إذَا طالت مدة المراوغة سيكون الرد قاسياً ترتعب منه فرائصهم، فالقوة العسكرية تستعر لهيباً لتأديب مثل هؤلاء الأنذال المتجبرين؛ إن لم يكفوا عن أخذ ثروات اليمن من النفط والغاز وما في باطن الأرض من ثرواتٍ واستغلال موقعهـا الجغرافي الذي يمثل أهم موقع استراتيجي بحري في العـالم “ومنه مضيق باب المندب”.
والعاقبة للمتقين.