شـتانَ ما بين الأمس وَاليوم..بقلم/ كـوثر العزي
حكـم جـمهوري، والقرار أجنبي، رئيس يحمـل الجنسية اليمنية، والولاء يهوديًا لا يمنيـًا، شعـب تكبل بالجـرعـات وويلات ارتفاع الأسعار والعيش في جحيم الدنيا، سماء تعـج بـأنفاس الانتماء، وأرض بـالأحمر للسفير قد بسطت، ووزارات كادرهـا بالأمس اليوم خـارج الوطن هـاربين بخيرات الشعب عائشين، مـنذ 33 سنـة والـدولة بالسكوت تؤيدهم بنهب وسرق ما تريد أنفسهم، بناء مستقبل الأحفاد مقابل مستقبل الأجيال اليمنية، تحـت مسمى “إذا غـريمك الدولة من تشارع” إقامة الدولة حق الإعدام في من شارعهـا على حق أَو مطلب شرعي.
ثلاثة وثلاثون عامًا واليمـن تصارع والشعب بقارعة الإفراج ينتظر، ثلاثة وثـلاثون واليمـن ينازع والشعب يحتضر، ثلاثة وثلاثون واليمـن يصبر، ثم بعد ذلك الشعب انتفض، وهب هبّة رجـل واحـد تحـت راية: “الشعب اليمني واحد، مطلبهم مطلب واحد” وفي طيات الهتـاف: “الشعب يريد إسقاط النظام” ما بعد الثـلاثة والثـلاثين أشـرقت شمـس الـحرية في ربوع الجـمهورية اليمـنية، وتـعالت روائح الانتصارات في سمائهـا فـأزيـح غبار الهيمنة الأمريكية والسيادة الخارجيـة التي خيمـت علينا مـنذ زمـن طويل، فمـا بعد سـنين الخـزي والرضـوخ، سوى سنيين العـزة والكـرامـة، تحـت سيادة يمنية عاش اليمن واليمنـيين في رغد الانتماء الديني.
ما إن عادت العـزة اليمنية، والولاء المحـمدي، والهُــوِيَّـة اليمنية، والحكمةَ اليمانية، وقادتنـا قيادة هاشمية، وتجـند الشعب في معسكرات المسيرة القرآنية، وتعففت نسائها بعفة الطاهرات مـن آل البيت، ودرست الأجيال عن خطورة أمريكا في الأرض والعداء للغدة السرطانية، حتى جـن جـنون أمريكا، كيف لذلك البلد الضعيف أن يعصي أوامر لأعظم وأكبر الدول، حتى معظم الدول باتوا في حيـرة مـن أمرهم، نسوا قوله تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ” فَأنساهم الله أنفسهم، وإيمـانهم وقذف في قلوبهم الرعب، وبث في أجسادهم داء الانتكاسة، مـا بعد هذا وذاك تجـمعت الأحزاب وتـآلفت القلوب ما بين العرب والغرب، وشكلوا تحـالفًا أسموه إعادة الشرعية، أَو إعادة الأمل، أي أمـل يريد وأية شرعية لها الحق في حُكـمنـا والتـلاعب بدستورنـا وقوانيننا، ما إن تقاسموا الأدوار، وتصدرت السعوديّة زمام الأمور وأمريكا من خلفها تدير وتأمر، شنوا عدواناً عبثاً بحق الأرواح اليمنية، والممتلكـات العـامة حتى ذلك التـراث بات من ضمن الأهداف، دواب وأشجار جبال وسهول، تجـمع مرتزِقة المحافظات تجـنداً وارتماء في كنف الريال السعوديّ والدولار الأمريكي، أي عـار قد ألحقتم أنفسكم؟، وأي قائد جعلتموه وليًا عليكم؟!، أخزاكم الله دنيا فكيف آخـرتكم، أرضيتم بخـزيكم، عن عز شعبكم، فما إن فشل العدوان في حروبه المتعددة إعلاميًا عسكريًّا، حتى استنجد بالمطابخ القذرة التي يقودها ذبابٌ إلكتروني؛ لتشويه قيادات اليمن العظيمة، والتبرؤ من رئيس يقود شعبه لأعالي صهاريج العـزة والقوة، يا بقايا الرذاذ أنتم تتكـلمون عن رئيسٍ يمني حـر نزيه، متبرئاً مـن اليهود، متوليًا لآل مـحمد يكمـل مسير الشهيد الصماد.
كِـلاب التـحـالف تـنبح، وقــافلة المشـاط تمضي دون التفات، ذُبـاب الارتزاق تنشغـلُ في المـواقع نهشاً في ما جسده المشاط مـن عظمةٍ في العـروض العسكريـة وغيـرهـا مـن دور المشاط كرئيس؛ ولأنهم فاشلـون في الواقـع، لم يستطيعوا ولا 1 % أن يرتقوا من حضيض ذلك القاع.
لا عـجبَ مـن قومٍ تبرأوا مـن أوطانهـم وارتموا في أحضان الغـزاة، أخـزاكم الله.
لا يُمثلنـا هـكذا أغبياء سُفهـاء الـوطن، فعلاً صدق الكـاذبـون ولأول مـرة يصدقون فـي القول؛ فالمشاط لا يمثـل إلا الأحرار من أبناء الوطن، الثابتين في الحـروب، الباقين عـلى العهـد، المـلبين لـنداء الله، داعسوا الغدراء، السابقين السابقين في نصرة الحق، المضحين بالدماء لله والدين وللوطن، المشاط يمثـل الفئة المـؤمنـة الصادقة المجـاهدة الباذلة؛ مِن أجل كـرامـة وعـزة الشعب، أما رذاذ الخـونة، وسكان الفنادق فلا يمثلهم سوى هـادي وغيرهم من الفـارين الهـاربين، فشتانَ ما بين يمن الأمس وَيمـن اليـوم، فرق ما بين حكـم الطاغي وحكـم الولي.
عزة شعب اليوم، تنسي عار دولة رضت لشعبهـا كُـلّ تلك الإهـانات، شتـانَ ما بين الاستيراد للقمح، وزراعة واستثمار الأراضي الزراعية، شتـان ما بين اقتصاد الأمس، واكتفاء اليـوم، شتـان ما بين المنظمـات التي تـسعف شعباً، وشعب اليوم يداوي نفسه بصنـاعة المنتجـات الوطنية، يمننا اليوم يصنع نفسه والدولة للشعب.