تنومةُ الحقد الدفين..بقلم/ عُــلا أحمد
ليس حديثاً حقد مملكة الظلم وعداوتها لليمن وإنما تجذر هذا الحقد فيها منذُ القِدم وكلّ ذلك إرضاء لليهود، فسابقًا قبل أكثر من 100 عام حاكت مملكة الشر المؤامرات؛ امتثالاً لأوامر “البريطانيين” ودبر عبد العزيز آل سعود لِجريمة فظيعة اهتزت لها الأرض وحزنت لها ملائكةُ السماء؛ فبينما استعد حُجاج اليمن للرحيل إلى مكة المكرمة لقضاء فريضة الحج، حزموا أمتعتهم وتهيئوا للسفر مشياً على الأقدام وعلى أكتاف الإبل، تجمعوا جميعهم وكلهم شوقاً ولهفةً لزيارة بيت الله الحرام والطواف حوله، انطلقت قافلة الحجاج متوجّـهةً إلى مكة، متجهةً إلى الله قلوب أهلها تسأله التوفيق وأن يُبلغها بيتهُ الحرام، لم يكن في علم حجاج اليمن أن هنالك شيطاناً مريداً يستعد لاختطاف أرواحهم وسلبهم ما يملكون قبل وصولهم مُبتغاهم ومُرادهم، خططوا للجريمة وأصبحوا في استعداد تام لتنفيذها وبأبشع الطرق، برعاية يهودية بريطانية، وبتنفيذٍ سعوديّ بقيادة عدو الله ما يسمى “عبد العزيز آل سعود”.
بلغ الحجاج تنومة بعد سفر طويل وقلوبهم تصبوا إلى مكة العشق، والشوق يحدو أرواحهم لزيارة النبي الكريم في المدينة المنورة، حطوا الرحال في تنومة واستعدوا لصلاة الظهر بين حرارة الشمس، توجّـهوا إلى القبلة بنقاء قلوبهم وشوق أرواحهم، أقبلوا على الله بكل مشاعرهم وأحاسيسهم وكبروا للصلاة خلف إمامهم، في ذات الوقت كانت تستعد وحوش البشر المتسعودة للإجهاز عليهم، وعند تكبيرة الإحرام شرعت الوحوش الحاقدة بإطلاق النار صوب الحجاج دون احترام ما هم فيه من فرضٍ عظيم، ودون اكتراث لكونهم ضيوف الرحمن، لم يكتفوا بقتلهم من أعالي الجبال المحيطة، فعندما شاهدوهم قد أصبحوا على الأرض جميعاً نزلوا إليهم وبكل حقارةٍ وحقدٍ ووحشيةٍ وإجرام، أجهزوا على كُـلّ من كان لا يزال فيه نبض حياة بالسيوف، ولحقوا بمن هربوا بأرواحهم وقتلوهم جميعاً وسلبوهم ما كان بحوزتهم من أموال وغيرها ولم ينجوا منهم إلا قليلًا أبقاهم الله كي يكونوا شاهدين على ذلك الحقد الدفين والإجرام الوحشي، تسامت أرواح الحجاج إلى السماء ليحلوا ضيوفاً على جنته حين لم يكن لهم أن يكونوا ضيوفاً لبيته الحرام.
ودون حياءٍ حاول عبد العزيز إبعاد التهمة عنه بادِّعاء أن مرتكبي الجريمة هم من قطاع الطرق ولكن دون جدوى، والله وملائكته والسماوات والأرض يشهدون إنهم لكاذبون، منذ ذلك الحين وإلى اليوم يحملون حقداً دفيناً على اليمن أرضاً وإنساناً، وما عدوان ثماني سنين إلا امتداد لذلك الحقد والعداوة وكل ذلك إرضاء لأمريكا وإسرائيل والبريطانيين اليهود.
لن ننسى دماء شهداء مجزرة تنومة، لن ننسى الحزن الذي عم اليمن بأكملها حينها، لن ننسى دماء شهداء ثماني سنين، لن ننسى دموع الثكالى والأطفال، لن ننسى آهات الجرحى، لن ننسى كُـلّ قطرة دم سالت ظلماً وعدواناً، (وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).