المراكزُ الصيفية ودورُها في توعية الطالب..بقلم/ يونس عبدالرزاق
للتعليم دور كبير في تفتح العقول وتنمية المهارات لدى الإنسان، وذلك يؤثر في حياة الفرد والمجتمع أَيْـضاً، فالتعليم هو أَسَاس تقدم الأمم والشعوب ويؤثر في جميع جوانب الحياة بما في ذلك الحياة الاقتصادية للفرد والمجتمع، حَيثُ تساهم المراكز الصيفية في اكتساب المعرفة والتعرف على المزيد من المعلومات حول القرآن والشريعة في كافة المجالات، وتجعل خريِّجها قادرًا على التمييز بين الصواب والخطأ، وتدربه على كيفية التفكير واتِّخاذ القرارات كما تزيد من ثقة الفرد بنفسه، وتساعده في تطوير ذاته وتنمية مهاراته، ومعرفة الإنسان لحقوقه وواجباته بالإضافة إلى القوانين والتشريعات التي تحكم المجتمع والفرد، والحصول على العلم بشكل أسهل؛ فهي تجعل الفرد يحصل على الاحترام في المجتمع، تساعده على إدارة حياته بشكل أفضل ليعيش حياة مستقرة كما أرادها الله -عز وجل- للنفس البشرية حياة كرامة وسمو، أي أنه يحقّق الغاية والهدف الذي مِن أجلِه وُجد وبه يسمو، وعندما نعرف في ذاتنا أن الله مكون آمالنا يزداد يقين الفرد فينا بعمله، أي أن لها دورًا كبيرًا في بلورة آمالنا ورعاية أفكارنا؛ وهو ما يرسِّخُ اليقينَ بالله راعياً ومحيطاً؛ فيجعلنا متمسكين بنهجه.
فصرح آمالنا التي نهفو إلى تحقيقها من ذواتنا ونثق بالله فيها مفاتيحها العلم بالثقافة القرآنية البحتة، ألم يَسْمُ بها أناس قبل أربعة عشر قرناً.
إن المراكز الصيفية هي حجر الأَسَاس بالنسبة للمجتمع، وتركز بشكل كبير على الجوانب الدينية الاجتماعية، أستطيع أن أقول إنها تعلي من المكانة الاجتماعية وتجعل الفرد على قدرٍ عالٍ من الثقافة القرآنية والرقي، كما تساعد في إصلاح المعتقدات الخاطئة التي يكتسبها الإنسان من المجتمعات المتخلفة.
تحسن من قيم وأخلاق الفرد، وتجعله على دراية بتاريخه وأصوله والعالم المحيط به، ترفع مستوى الوعي لدى الناس، كما تعمل على النهوض بالمستوى الاقتصادي للمجتمع من خلال تطوير مهارات الأفراد واستخدام العلم في تزويد المشروعات التي ترفع من شأن المجتمع، كما تتميز بأنشطتها ومهاراتها الفريدة في إشباع شغف الطالب للعلم وحاجته إليه مما يؤدي إلى ازدهار المجتمع، تساعد هذه المراكز المجتمع في تربية أبنائه تربية صحيحة إيجابية غير قابل للضياع، شخص لا يستهان به فهو إنسان سوي.
القارئ فيها على قدر من الثقافة والعلم أكثر من الطالب الذي لم يقرأ كَثيراً؛ فهي تعمل على زيادة الوعي والمعرفة والثقافة وتطور الأفكار وتنمية الخيال لدى القارئ فيها، وهي أَيْـضاً الحماية في زمن، حَيثُ إن الكثير من الأشخاص فيها يتلقى العلم والمعرفة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي في جميع المجالات والتخصصات، أي مجهولة المصدر والغايات، فهي تعمل على إشباع شغف الطالب لمعرفة الحقيقة التي لن يجدها في أي مكان آخر.
إن العلم زينة الإنسان وأهم مظهر من مظاهر الرقي الاجتماعي، فيجب علينا أن نحرص على أهميّة التعليم ونساعد أبناءنا في تسهيل الحصول على قدرٍ كافٍ من الثقافة القرآنية وتلقي العلم والنجاح، بل حثهم على الخلافة والتمكين في الأرض؛ إذ قال تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ).