مملكةُ الشر جرائمُها تمتد..بقلم/ خـديـجة المـرّي
عندما نأتي لنستذكر “مجزرة تنومة” تلك الفاجعة الأليمة، والمأساة الكُبرى التي ما زالت حاضرة ولم تنتهِ بعد من عقول وأفكار كُـلّ اليمنيين، بل وسَتُخلد إلى ذلك اليوم الذي يُلاقي فيه العدوّ المُتغطرس وأسياده العذاب المُخزي والأليم الذي يستحقونه جراء تلك المجزرة التي ارتكبها نظام آل سلول بحق حُجاج البيت الحرام الآمنين في سفرهم، والمُتلهفين بِكل شوقٍ ولهفة لأداء مناسك الحج رغبة في رضا ربهم، وطمعاً في جنته التي أعدها لمن سار في دربهم، ولكن ما هي إلا لحظات قلائل، وسُرعان ما أتى غدر الباغي الظالم؛ ليصب فوفقهم حقدهُ الدفين منذ أزلٍ بعيد، فيرتكب أسوأ جريمة في تاريخ اليمنيين، وينتهك الحُرمات دون مُبرّر أَو حق مُبين، وينتهك الأعراض بدمٍ بارد دون رقابة إلهية من رب العالمين.
أكثر من ثلاثة ألآلف حاج ذهبوا إلى البيت الحرام بِلا استعداد لأية مُواجهة مع أحد، وليس لديهم أسلحة أَو إمْكَانيات للاعتداء على أحد، وتكون الطامة الكُبرى بِسفك دمائهم، وهتك أعراضهم، والتقطع لهم، والقتل لهم غدراً وظلماً وعدواناً.
فلا غرابة ولا عجب مما حدث بالأمس بأجدادنا، فهو يحدث اليوم بِنا، فما زالت جرائم ممّلكة الشر قائمة إلى حَــدّ الآن، وأكبر شاهد على ذلك عدوانها الغاشم على بلدنا وشعبنا العظيم طيلة ثماني سنوات، وليس قبل مئات السنوات فقط؛ بل ممّا زاد مضاعفة حقده علينا هو تماسُك شعبنا، وإرادته القوية التي لا تُقهر، وصموده الذي لا ينكسر، وثباته الذي لا يلين، وتمسكه بقيمه الأخلاقية، وثقافته القرآنية، وحكمته الإيمانية، والتأييدات الربانية التي هزمت القُوى الشيطانية، وقهرت القُوى التكفيرية.
فعلاً إنّها مملكة الشر، مملكة داعش التي أوصلتها الوهَّـابية إلى الظلم والطُغيان بحق الأبرياء الذين لا ذنب لهم، ناهيك عما تقوم به من اختطاف وجرائم بشعة بِما تعنيه الكلمة من معنى، لا تقل إدانة عن هذا العدوان الوحشي والحقد الدفين عليه، ولا زالت تصب حقدها دون أدنى شكٍ في ذلك.
ولكن العدوّ قد فشل في عدوانه على شعبنا، وخابت جميع مساعيه، فبات بلا ضمير ولا إنسانية، وممارسته قذره، حَيثُ وصلت قذارته إلى صدّ الشعب اليمني وأبنائه عن أداء “فريضة الحج” ومن أراد وأُتيح له الفُرصة لذلك، فعليه أن يدفع عشرات المليارات لكي يحج، فمن يُدير استخبارات الحج ليست السعوديّة، بل هم الصهاينة الذين يُحركون العملاء معهم في كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية.
ولن ينسى الشعب اليمني مجازر النظام السعوديّ ومن وقف إلى جانبه يدعمه ويُموله، وسَتبقى مجزرة تنومة هي من تُذكرنا بحقد المملكة الداعشية، ولن ننساها أَو ننسى أية جريمة ارتكبها في شعبنا، وسنأخذ ثأرنا، ولن ننسى دماء الشهداء الطاهرة التي سالت بدون رحمة ولا إنسانية، وسَندخل بيت الله الحرام حُجاجاً والروؤس مرفوعة عالية، والنصرُ حليفنا ومُوعدنا من رب البرية: «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ».