جبهةُ العلم إكمال لانتصارات الأبطال وتحصينٌ لعقول الأجيال..بقلم/ دينا الرميمة

على قدمٍ وساق، وبوتيرةٍ عالية، وعلى الرغم من تلك الحملات الدعائية المسعورة، مضت المراكز الصيفية في مهامها التي أوكلت إليها في تحصين الشباب والنشء في يمننا الحبيب وحماية أذهانهم ونفوسهم من الثقافات الدخيلة على ديننا وقيمه ومبادئه، هادفة إلى تسليحهم بسلاح القرآن الكريم وثقافة أهل البيت -عليهم السلام-، التي فيها الفلاح دينًا ودُنيا، إضافة إلى تنمية مهاراتهم وقدارتهم الذهنية والبدنية، واستغلال طاقاتهم وإبداعاتهم المكنونة بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة والنفع، وبما يقيهم شر ابتزاز الأعداء الذين لطالما نظروا إلى شعبنا اليمني على أنه شعب جاهل، وصوروا المواطن اليمني بصورة ذلك المسكين الذليل المغلوب على أمره؛ وهو من أودت به الأقدار المؤلمة وسياسة الأنظمة السابقة الفاشلة والخبيثة إلى الاغتراب في بلدانهم؛ بحثًّا عن لقمة عيشه تاركًا تعليمه وبقيةً من أحلامه وبلدًا يعج بالثروات ولكنه في أيدي العصابات، ليكون مصير هذا المواطن عاملًا بسيطًا وكادحًا على أراضيهم تمارَسُ عليه أسوأُ عمليات الابتزاز والاستغلال في جهده ورزقه.

إلا أن اليمنيين -اليوم- وبفضل الله ثم بفضل انتصارات جيشنا ولجاننا الشعبيّة، دحضوا تلك الفكرة المغلوطة والسيئة عنهم، وغيروا نظرة أعدائهم التي كانت تنتقص منهم بعد أن أصروا على أخذ نصيبهم من التعليم، إكمالاً للانتصارات العظيمة التي أعادت إليهم كرامتهم، وها هم اليوم يعيدون عملية التعليم ويديرون عجلتها إلى الأمام، برغم كُـلّ المعوقات التي زرعها العدوان في طريقهم وطريق العملية التعليمية، التي واجهت هي الأُخرى حرباً خبيثة واستماتة من الأعداء لإيقافها بالقصف المتعمد للمنشآت التعليمية، وإيقاف رواتب أرباب العلم حتى يتوقفوا عن عطائهم بحثًا عن أعمال ومصادر رزق يسدون بها رمق أهاليهم وما يواجهون به عبث الحصار وهمجية الحرب الاقتصادية التي زادت معاناتهم إلا أنهم لم يكترثوا بذلك واستمروا مجندين في جبهتهم التعليمية منتصرين على كُـلّ عبثية العدوان ضدهم وضد جيل حملوا مسؤولية تعليمه أمانة في أعناقهم طيلة سنوات ثماني من الحرب الممنهجة عليهم، ومن ثم أتت المراكز الصيفية استكمالاً لما نقص في المدارس واستغلالاً للإجازة الصيفية بالعلم النافع الذي يطغى على كُـلّ ثقافة لا تنتمي إلى قيم وأخلاقيات ديننا وبلدنا، علاوة على ما يتم تلقيه من تربية وطنية تغرس في نفوس وافدي المراكز حب الانتماء لهذه الأرض الطيبة المباركة، التي تواجه أسوأ عدوان بقيادة أرباب الطغيان العالمي، بغية سلبها سيادتها وكرامة شعبها.

يتلقى وافدو المراكز الصيفية ثقافة تقيهم ذنب وإثم الخيانة لوطن يتآمر عليه جميع الأعداء والمرتزِقة ويحاربه جميع شذاذ الآفاق وخونة الأوطان، وبحسب التقارير الإعلامية الواردة من المراكز الصيفية، فَــإنَّ حجم الإقبال على هذه المراكز قد فاق كُـلّ التوقعات، بعد أن تأكّـد الأهالي من حقيقة أهداف هذه المراكز، وما تحمله من منهجية منجية لأبنائهم من الحرب الناعمة، وما تتوخاه من قيم وآداب أصيلة، وخَاصَّة مع ما قد يأتي به الفراغ من انكباب على الإنترنت والقنوات التلفزيونية بغير فائدة في كثيرٍ من الأحيان، وما تبثه المحطات من غثاء يذهب بزكاء النفس، وأكّـدوا على صوابية افتتاح هذه المراكز وإلحاق أبنائهم بها وتسجيلهم فيها بعد أن لمسوا حجم التغيير الكبير في سلوكيات وأخلاق أبنائهم؛ وهذا ما جعل الأعداء حائرين، ولا عجب أن يجن جنونهم ويزداد نحيبهم ونباحهم ضد المراكز الصيفية التي أفشلت بفضل الله تعالى، كُـلّ خططهم في استهداف قيمنا ومبادئنا واستدراجنا إلى مستنقع حضاراتهم الهشة والهزيلة، وهذا إن دل على شيء فَــإنَّما يدلُّ على انهزامهم في استهداف يمننا الحبيب الذي سيظل دائماً متمسكًا بهُــوِيَّته الإيمانية وحكمته اليمانية، تحت قيادة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي استطاع أن يقرأ واقع الأُمَّــة وأعلنها معركة وعي وتحصين انتصرت كما انتصرت قبلها الجبهة التعليمية، وكما انتصرت قبلهما جبهات القتال وأعادت لنا العزة والكرامة.