معركةُ التحرير..بقلم/ منصور البكالي
يواصل شعبنا اليمني العظيم -بعد 9 أعوام من العدوان والحصار والاحتلال الأمريكي السعوديّ البريطاني الإماراتي- الإعداد والتحضير لخوض معركة التحرير الكبرى لكل أراضيه ومياهه وجزره، وتطهير اليمن من أي تواجد أجنبي، ومن أية وصاية أَو تبعية للخارج.
فقبائل اليمن الوفية، التي قدمت قوافل من أبناءها الشهداء في مختلف ربوع يمننا السعيد، وتحملت كُـلّ تبعات الحصار الجائر، وهي تتصدى لقوى العدوان وأدواتهم، وخبرت الحروب على مر التاريخ، هي اليوم حاضرة برجالها وعتادها لمساندة الجيش اليمني، بكل شوق ولهفة واستعداد لتقديم المزيد والمزيد من التضحية والفداء في سبيل الله.
قيادتنا السياسية والثورية وكلّ المكونات السياسية الوطنية الشريفة تعي جيدةً مسؤولياتها ومهامها، أمام هذه المعركة التي لا مفر منها، كما تعي همومَ وتطلعات الشعب وتوقه لخوض غمار المواجهة بجيلٍ قرآني أكثر وعياً وبصيرةً، تربى وترعرع على مشاهد المجازر والجرائم الوحشية بحق أهاليه، وجيرانه، وأقربائه، ممن قتلتهم طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ، واستباحت دمائهم، وحولت أجسادهم إلى أشلاء متطايرة وقطع مبعثرة وجثث هامدة، تحت سقف منازلهم ومدارسهم وأسواقهم ومساجدهم وصالاتهم ومشافيهم ومزارعهم وفي كُـلّ مكان يقفون عليه، ويتحَرّكون فيه.
فجيل كهذا لا يمكن له أن يهدأ أَو يصمت أَو يقعد عن القتال في ظل وجود غازٍ محتلّ يدنس ذرة من ذرات تراب اليمن ويتحَرّك عليها وينهب ثرواتها ويحاصر شعبها، وهو الجيل الذي تبني عليه القيادة لخوض معركة الأُمَّــة برمتها.
تطلع الشعب والقيادة لخوض هذه المعركة المقدسة معاً، مرتكزه الأَسَاسي حجم الثقة بالله وبنصره، وبقدرات وتحديثات متقدمة اكتسبتها مختلف القوى البرية والبحرية والجوية، في الجيش اليمني المتشبع بالعقيدة القتالية الإيمانية، وبخبرات متراكمة كشفت ضعف العدوّ وعرت كُـلّ أكاذيبه، وأفشلت كُـلّ حروبه العسكرية والنفسية والإعلامية، وكلّ مؤامرتهم لاحتلال اليمن، وتقسيمه، أمام كُـلّ أبناء الشعب بمختلف مكوناتهم السياسية والمناطقية، وأمام كُـلّ أحرار العالم، طيلة سنوات العدوان والحصار، وما سبقها من حروب ظالمة أشرفت على إدارتها والتخطيط لها رأس الشر أمريكا.
زمان انطلاق هذه المعركة، وحدودها الجغرافية، خارج حسابات ومخطّطات الغزاة ومشاريعهم ومؤامراتهم الضعيفة، تستمد قرارها من قلب اليمن النابض وعاصمته الأبدية صنعاء، لا من أية عواصم أُخرى ولا من أية سفارات أجنبية، وقودها دماء الشهداء، وقاداتها أبناء الشهداء وكلّ من باعوا من الله أنفسهم وأموالهم في صفقة رابحة وتجارة خالدة ثمنها الجنة وتحرير اليمن.