مدير مكتب هيئة الزكاة بالمحويت الشيخ حميد الرضمي في حوارٍ لـ “المسيرة”: نفذنا مشاريعَ في محافظة المحويت خلال العام الماضي بتكلفة مليار وأربعة وخمسين مليون ريال
المسيرة- حاوره عبداللطيف مقحط:
أكّـد مدير مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة المحويت، الشيخ حميد الرضمي، أن المكتبَ نفّذ الكثيرَ من المشاريع خلال الأعوام الماضية، وأن تكلفة المشاريع خلال العام الماضي بلغت أكثر من مليار ريال يمني.
وقال في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “المكتب ومن أجل تنفيذ موجهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- التي دعا إلى تأهيل وتدريب كوادر الهيئة نفذ عدة دورات في هذا المجال، وأن لديهم خطط لاستهداف أمناء الزكاة في المديريات على مستوى كُـلّ عزلة وقرية”.
وأشَارَ إلى أن طموحهم هو أن يكون موظفُ الهيئة العامة للزكاة أنموذجًا مميزًا في المجتمع وقُدوة.
إلى نص الحوار:
– في البداية نود أن تحدثنا عن طبيعة أعمال المكتب والمهام التي تقومون بها؟
بالنسبة لطبيعة العمل، فَــإنَّ مكتبَ الهيئة العامة للزكاة يقوم بأعماله على مدار 24 ساعة، وأعمال كثيرة أصبح المكتب هو الحضنَ الدافئ والآمن، وهو الذي يلبي ويعين ويساعد الفقراء والمساكين على مدار 24 ساعة، وفي كُـلّ المجالات، فالأعمال كثيرة والضغط على المكتب من المديريات والفئات والفقراء والمساكين والنازحين وجميع المصارف الزكوية ومن جميع الفئات، ونحن بدورنا نقوم بأعمالنا على أكمل وجه.
– ماذا بشأن المشاريع والأنشطة التي تم تنفيذها خلال هذه الفترة؟
المشاريعُ التي قامت بها الهيئة كبيرة منذ إنشائها وهي مُستمرّة بالقيام بالمشاريع، منها خلال العام 2022م، أولاً مصرف الفقراء والمساكين، هذا المصرف كان له النصيب الأكبر من مصارف الزكاة، وذلك من خلال تنفيذ عدة مشاريعَ تمثلت في التالي:
أولاً: مشروع الاستجابة الطارئة الذي يهدف إلى التدخل في تقديم العون والمساعدة للمتضررين من السيول والأمطار، فقد استهدف هذا المشروع 188 أسرة، وبمبلغ 25 مليونًا و700 ألف.
ثانياً: مشروع العرس الجماعي والذي استهدف شريحة أبناء الفقراء والمساكين وباقي الفئات الذي هم المرابطون والأسرى وعبر الجهات التي هي شريكة معنا في هذا المشروع وكان نصيب المحافظة للعرس الجماعي 262 عريسًا وعروسًا، وبمبلغ يزيد على 100 مليون.
ثالثاً: المشروع العيني (وآتوا حقه يوم حصاده) والذي استهدف 7340 أسرة بواقع قدح لكل أسرة، لمختلف أصناف الحبوب، للمديريات كامل.
رابعاً: مشروع الصرف المركزي، وهذا المشروع يستهدف المطالبين بحالات الزواج والأقل من عمر 25 عاماً، وكان هذا المشروع يواكب طلبات المتردّدين إلى المكتب.. الحالات المرضية والذي يستهدف المساكين في كُـلّ المديريات، بحسب الأولوية في مضمون الحالة، حَيثُ تم استهداف 1021 مستفيدًا، ممن تقدموا بطلبات علاجية ومَرَضية من الصرف اللا مركزي من مكتب المحافظة، بمبلغ 147 مليونًا.
خامساً: مشروع (رحماء بينهم) وهو المشروع الأكبر في المحافظة، وهو من ضمن مشاريع المليون أسرة التي أطلقها الرئيس المشاط في العام الماضي، وتم على ضوئه صرف عامين لهذا المشروع 2022-2023م استهدفنا 27705 أسرٍ بمبلغ 560 مليونًا، وبواقع 20 ألفًا لكل أسرة، وكذلك هذا العام 2023م في رمضان تم استهداف 27705 أُسَرٍ نفس العام الماضي، ولضيق الوقت والتوجيهات أتت في الأخير يتم صرف للعدد والمبلغ السابق للعام الماضي.
سادساً: مشروع (إفطار الصائم) سعينا لتقديم هذا المشروع للشريحة الفقيرة والمساكين والنازحين الموجودين في عاصمة المحافظة والمديريات الحضرية والتي يوجد فيها النازحون والفقراء والمدن أكثر من الأرياف، فاستهدفنا هذه الشريحة 1100 أسرة، وجبة يومية مكونة من الدجاج والحقين والشعيرية والمكرونة والرز والتمر، وإضافة إلى إخواننا النزلاء في السجن المركزي وجبة رمضانية، وسعينا لتقديم هذه الوجبة بشكل مُستمرّ على مدى شهر رمضان كاملاً، وبمبلغ ما يقارب 60 مليوناً على مدار شهر رمضان والأفران الخيرية، حَيثُ عملنا أفرانًا في مراكز المديريات ومراكز بعض الأسواق التي فيها نشاط حيوي تم إنشاء أفران ودعمناها لتوزيع الكدم للفقراء والمساكين على مستوى أَيَّـام شهر رمضان، باقي المشاريع كبيرة، خلاصةُ الكلام: مشاريعُنا في 2022م للمصارف للفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وسبيل الله وابن السبيل، كانت مليارًا وَ54 مليون ريال يمني.
ومن بداية 2023م مشاريعنا مُستمرّة في الصرف اللا مركزي والمبادرات المجتمعية.
– ما هي الآليةُ المتَّبَعة لديكم في استهداف المستفيدين؟
أولاً: الفقراء المحصورون ضمن قاعدة حصر الفقراء والمساكين التي تم حصرها على مستوى المحافظة كاملاً، معنا حصر وقاعدة بيانات للفقراء والمساكين على مستوى المحافظة.
وبالنسبة لحصرهم، معنا قاعدة بيانات من اللجان المجتمعية، ومعنا ما يقارب 8000 عنصر من اللجان المجتمعية، على مستوى المحافظة، وهؤلاء أولينا لهم موضوع حصر الفقراء والمساكين بإشرافنا ومتابعتنا والتعاون معهم، وَتم حصر الفقراء والمساكين، لجنة مجتمعية على مستوى العزلة مكونة من خطيب المسجد ومشرف العزلة والأمين الشرعي وأمين الزكاة والاجتماعي والصندوق الاجتماعي وعُنصر نسائي، ما يقارب ثمانية أفراد في اللجنة الواحدة، وكان اختيارهم من اللجنة الإشرافية بالمديرية على أَسَاس بشروط اختيار من هم أعضاء اللجان المجتمعية الذين هم من المحسنين وأفضل الناس أخلاقاً ويهمهم إعانة الناس، واختيار المستفيدين المستحقين من الفقراء والمساكين ولا يخونون الأمانة، فكان اختيارهم ضمن شروط ومعايير.
– كون محافظة المحويت يبلغُ عدد سكانها ما يقارب أكثر من مليون نسمة.. هل لك أن تحدّد لنا نسبة الفقر في هذه المحافظة؟
نسبة الفقر فيها كبيرة، وعلى سبيل المثال معنا مديرية خميس بني سعد، التي تصنف ومحصور أنها من أفقر المديريات على مستوى الجمهورية، بالنسبة للمحافظة أغلبها فقراء ومساكين لا توجد معهم موانئ ولا منافذ ولا عائدات، وإيراداتهم أكثرها وأغلبها مغتربين ومزارعين، ومعنا تجار من المحافظة نشاطهم خارج المحافظة وهم تجار على مستوى كبير، أما الذين في المحافظة فهم يقومون على الزراعة.
– ما هي رؤيتكم خلال هذه الفترة في تنفيذ مشاريع معينة؟
رؤيتُنا تنفيذُ مشاريعَ عدة ومشاريعَ مُستمرّة، مثلاً المشاريعُ المركزية يتم تنفيذُها، ورؤيتنا أن نسعى إلى تمكين الفقراء والمساكين بأعمال اقتصادية بالمعاهد المهنية والفنية، بالنسبة للطلاب من أبناء الفقراء والمساكين ولديهم القدرة على الالتحاق بهذه المعاهد، يتم تأهيلهم وقد تم إطلاق هذا المشروع في عدة محافظات ونحن القادم علينا، كذلك لدينا مشروع تأهيل المرأة في مجال الخياطة والحرف اليدوية والمشاريع الصغيرة، أَيْـضاً تأهيل المزارعين في مجال الزراعة وتمكينهم من مشاريع صغيرة زراعية، وفي مجال تربية الحيوانات وتربية النحل، في كُـلّ المجالات.
يعني في هذه الفترة نحن قادمون على تمكين ومشاريعنا القادمة ستكون في التمكين، تمكين الفقير من أعمال وحرف يستطيع من خلالها أن يدر على أسرته مصاريف ودخل يومي أَو شهري؛ للاستفادة وتقوية الأسرة وإيجاد الدخل الكافي لها.
– ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهونها؟
هناك صعوباتٌ في مجال الإيراد، الناس لا يزال لديهم قصر وعي، لا يوجد اهتمام ومبادرة في إخراج الزكاة المفروضة عليهم، الناس يحتاجون ملاحقة وإجراءات وتنفيذ في بعض المناطق، وَأَيْـضاً صعوبات في الصرف، بعض الناس يحاول أن يدخل، ويأخذ الزكاة المستحقة للفقير وهو غيرُ مستحق، وعلينا الحد من هذه الأشياء، ولدينا تطوير للآلية للوصول إلى المستحَق المفروضةِ له الزكاة من الله سبحانه وتعالى، ونعاني من وساطات وإحراجات ولا يعلمون أن هذا حقًاً للفقير والمسكين، ونحن معنيون بإيصالها لهم.
– ذكرت في مجمل حديثك عن قصور الوعي لدى المجتمع والذي يعتبر الجانب التوعوي مهمًّا.. ماذا عملتم في هذا الجانب؟
لدينا إدارة توعية وتأهيل وتدريب ولدينا برامج توعوية من خلال الإعلام والنزول الميداني والاجتماعات في المديريات وخطباء المساجد والمشرفين والسلطة المحلية، على مستوى موسع، وكذلك المناسبات التوعوية لها أهميّة كبيرة في هذه الفترة بالأخص، نحن نحتاج إلى التوعية والوعي، الناس يعون ما هي الزكاة ولمن تصرف، وكلما أنزلنا برامج توعوية نلاحظ فَرْقًا، وسنحاولُ أن نصلَ إلى كُـلّ قرية وكلّ مستفيد.
– ما مدى التنسيق بينكم وبين السلطة المحلية؟
عملنا مشترك، وهم العونُ لنا دائماً ونحن كلنا عملنا جماعي ومكملين لبعضنا، وهم عونُنا في الضبط والتوجيه وحتى في تنفيذ المشاريع، فنحن جزء من السلطة المحلية وهم عون لنا.
– بناءً على توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن يتم بناءُ وتأهيل كادر الزكاة.. ماذا عملتم إزاء هذه التوجيهات؟
كانت موجِّهاتُ السيد القائد -يحفظه الله- في الاجتماع الذي ضم المحافظين ومدراء عموم مكاتب الهيئة العامة للزكاة ورئاسة الجمهورية ورئاسة الهيئة، وكانت من الموجهات التي تم الخروج بها من ضمنها تأهيل كادر الهيئة في المحافظات وفي الديوان، نحن من مخرجات هذا الاجتماع بدأنا كأول محافظة بتنفيذ هذه المخرجات، ونحن اليوم بصدد تخرّج دفعة من الموظفين في المكتب (الإدارة العامة للمحافظة) والفروع في المديريات، وَسنكرم عدد 26 موظفاً من موظفي الإدارة العامة والفروع لحضورهم وتأهيلهم في ورشة توعوية تدريبية وتأهيلية لبناء القدرات في العمل والثقافة وهدي الله، وفي الحاسوب أَيْـضاً، فكانت دورة حضرناها معهم وكانت دورة طيبة خرجنا منها بفائدة كبيرة، ونحن مُستمرّون في تأهيل بقية الموظفين بالإدارة العامة والمكاتب، وكان الجدول مقسوم نصفين (دورتين) لاستمرار العمل وأخذ الدورة، مسار يدخل الدورة ومسار يواكب العمل، وَستخرَّج دفعة وبعد أسبوع سنلحق بقية الموظفين للدورة ومن بعدها نستهدف أمناء الزكاة في المديريات على مستوى كُـلّ عزلة وقرية، حتى يكونَ موظفُ الهيئة نموذجًا في المجتمع وقُدوةً، ونحن قادمون على هذا، ولن نتردّد في بناء هذه النماذج.
– كلمة أخيرة!
نشكر صحيفتكم الموقَّرة على زيارتها، ونرحب بكم في محافظة المحويت، ونسألُ اللهَ لكم العونَ في هذا العمل الكبير والصعوبات كبيرة والعمل يحتاج إلى انطلاق بقوة، وبصيرة ووعي، وبهمة عالية، كما نسألُ اللهَ أن يجعلَ الخيرَ على أيدينا للفقراء والمساكين، الذين تحملنا مسؤوليةً عليهم وأن نكون خداماً لهم، ونرجو من الإخوة في السلطة المحلية وموظفي الزكاة أن يكونوا القُدوة المُثلى والحسنة في تنفيذ مهامنا وخدمة هذه الشريحة الكبيرة التي تقع على عاتقنا خدمتها وتوفير ما أمكن لهم، حَيثُ إن البلاد تمر بظروف وقطع مرتبات وحصار؛ فالمهمةُ كبيرة.
في الأخير نشكرُكم على حضوركم وزيارتكم وإعطائنا هذه الفرصة للحديث.