182 طفلاً ما بين شهيد وجريح جراء القنابل العنقودية ومخلفات العدوان
في تقرير حديث لمنظمة “انتصاف”:
140 حالة اغتصاب لنساء من قبل مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي و92 اغتصاب أطفال
المسيرة | صنعاء
أوضحت منظمةُ “انتصاف” لحقوق المرأة والطفل، أن عدد الشهداء المدنيين من النساء والأطفال خلال العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم المتواصل للعام التاسع على التوالي بلغ 6 آلاف و357، منهم ألفان و454 امرأة وثلاثة آلاف و903 أطفال، فيما بلغ عدد الجرحى سبعة آلاف و284 جريحاً، منهم ألفان و979 امرأة وأربعة آلاف و305 أطفال.
وقالت المنظمة في تقرير حديث لها، أمس: إن “عدد الضحايا من الأطفال والنساء بلغ 13 ألفاً و641 شهيداً وجريحاً حتى نهاية مايو 2023م”.
وأوضح التقرير أن معدلات العنف القائم على النوع وسط الأطفال في تزايد مُستمرّ، حَيثُ ارتفعت بمقدار 63 % عما قبل العدوان، فيما بلغت جرائم الاغتصاب التي ارتكبتها قوى العدوان في منطقة الساحل الغربي 712 جريمة منها 140 اغتصاب نساء و92 اغتصاب أطفال، فيما بلغت جرائم الاختطاف 430 جريمة منها 65 اختطاف نساء و150 اختطاف أطفال، فيما تم الإبلاغ عن 452 جريمة اغتصاب في محافظة عدن، لافتاً إلى انتهاكات النظام السعوديّ الذي قام باعتقال وتعذيب عدد من النساء اليمنيات، آخرهن مروة الصبري وفكرة الضبياني.
وأشَارَ تقرير منظمة انتصاف إلى ارتفاع عدد المتضررين من مخلفات العدوان إلى ثمانية آلاف وَ122 ضحية من المدنيين منهم 182 طفلاً سقطوا ما بين شهيد وجريح جراء القنابل العنقودية ومخلفات العدوان منذ بداية العام إلى نهاية مايو 2023م.
وفيما يتعلق بالتعليم بيّن التقرير أن عدد المنشآت التعليمية المدمّـرة كليًّا وجزئياً والمستخدمة لإيواء النازحين وغير الآمنة بفعل العدوان بلغ ثلاثة آلاف وَ768 منشأة، منها ما يقارب 435 مدرسة مدمّـرة كليًّا بنسبة 11.5 %، ونحو 1578 مدرسة متضررة جزئياً بنسبة 42 %، فيما بلغ عدد المـدارس التي استخدمت مراكـز إيـواء للنازحيـن ما يقارب 999 مدرسة بنسبة 26.5 %، إضافة إلى إغلاق نحو 756 مدرسة في جميع أنحاء اليمن بنسبة 20 %.
وَأَضَـافَ أن أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة يعانون من انهيار نظام التعليم بفعل العدوان والحصار، فيما لم يتسلم 196 ألفاً و197 معلماً ومعلمة رواتبهم بشكل منتظم منذ 2016م؛ الأمر الذي يعرِّضُ أربعةَ ملايين طفل إضافي لخطر فقدان التعليم، وقد يرتفع عددُ الأطفال الذين يواجهون انقطاعاً عن التعليم إلى ستة ملايين طفل، فيما 8.1 ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات تعليمية طارئة في جميع أنحاء البلاد.
وبيّن التقرير الحقوقي أن مليونين و400 ألف طفل خارج المدارس من أصل عشرة ملايين و600 ألف في سن الدراسة، وأصبحت 31 % من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم؛ نتيجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة وعدم قدرة الأسر على توفير احتياجات التعليم الأَسَاسية، كما أن نسبة العجز في طباعة الكتاب المدرسي بلغت سنوياً 56 مليوناً وَ615 ألفاً و44 كتاباً.
وبحسب التقرير، فقد ارتفع عدد النازحين إلى 6.4 ملايين نازح حتى مارس 2023م في 15 محافظة جراء العدوان المُستمرّ منذ أكثر من ثماني سنوات، وبلغ عدد الأسر النازحة 740 ألفاً و122 أسرة، مبينًا أن أكثر من ثمانية ملايين امرأة وفتاة بحاجة لتوفير الخدمات المنقذة للحياة خلال العام الجاري 2023م، فيما يحتاج ستة ملايين طفل لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أَو الحماية، وتشير التقديرات إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى حوالي 80 %، ومن بين كُـلّ عشرة أطفال يعيش أكثر من ثمانية أطفال لدى أسر ليس لديها دخلٍ كاف لتلبية احتياجاتهم الأَسَاسية.
كما ذكر أنه مع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تعاني النساء والفتيات النازحات أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية، والتهديد لسلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأَسَاسية؛ وهو ما يجعلهن أكثر ضعفًا وعُرضةً للعنف والإساءة، منوِّهًا إلى أن واحدة من كُـلّ ثلاث أسر نازحة تعولها نساء، وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 % من هذه الأسر عن 18 عاماً.
ووفق منظمة “انتصاف” فقد ارتفع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من ثلاثة ملايين قبل العدوان إلى 4.5 ملايين شخص حَـاليًّا، موضحًا أن حوالي ستة آلاف مدني أُصيبوا بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم ما يقارب خمسة آلاف و559 من الأطفال، ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير، وهناك 16 ألفَ حالة من النساء والأطفال بحاجة إلى تأهيل حركي.
ولفت التقرير إلى توسع ظاهرة عمالة الأطفال خلال الحرب بنسبة قد تتجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه سابقًا، مُشيراً إلى أن 1.4 مليون طفل يعملون محرومون من أبسط حقوقهم، وحوالي 34.3 % من الأطفال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً.
وفي الجانب الصحي أفاد التقرير الحقوقي بأن اليمن يسجل أعلى معدلات وفيات للأطفال في الشرق الأوسط، حَيثُ يموت نحو 60 طفلاً من بين كُـلّ ألف مولود، إضافة إلى وفاة 52 ألف طفل سنوياً؛ ما يعني وفاة طفل كُـلّ عشر دقائق.
كذلك أَدَّى الحصار إلى زيادة معدلات سوء التغذية، حَيثُ ارتفعت خلال العامين الماضيين إلى ستة ملايين شخص، من 3.6 ملايين، بزيادة قدرها 66 %، فيما تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية، و632 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم المهدّد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى أن هناك أكثرَ من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط.
في حين أن امرأة وستة مواليد يموتون كُـلّ ساعتين؛ بسَببِ المضاعفات أثناء فترة الحمل أَو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أَو الولادة بـ 17 ألفَ امرأة تقريبًا، وهناك حوالي 12.6 مليون من النساء بحاجة إلى خدمات منقذة للحياة في الصحة الإنجابية والحماية، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة ألفي حضانة بينما تتوفر حَـاليًّا 600 حضانة فقط؛ ما يتسبب في وفاة 50 % من المواليد الخدج.
ونوّه التقرير إلى تفاقم معاناة النساء الحوامل، إذ تجري أكثر من 50 % من عمليات الولادة على أيدي أشخاص غير متخصصين، وتحتاج نحو 8.1 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب للمساعدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومن بينهن 1.3 مليون امرأة ستلد خلال هذا العام، ومن المتوقع أن تصاب 195 ألفاً منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة مواليدهن.
وذكر تقرير المنظمة أن 51 % فقط من المرافق الصحية تعمل في اليمن وما يقارب 70 % من أدوية الولادة غير متوفرة؛ بسَببِ الحصار ومنع تحالف العدوان إدخَالها، حَيثُ يمكن تجنب أكثر من 50 % من وفيات المواليد في حال توفير الرعاية الصحية الأَسَاسية، موضحًا أن 35 % من مراكز وعيادات الصحة الإنجابية فقدت قدرتها على العمل، فضلاً عن أنها تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر البشرية، في حين بلغ عدد المصابين بمرض السرطان 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل، وبلغ عدد مرضى التشوُّهات القلبية للأطفال أكثرَ من ثلاثة آلاف طفل بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.
وفيما يتعلق بالأمراض الوبائية، فقد وصل عدد حالات الإصابة إلى نحو 4.5 ملايين في أمانة العاصمة والمحافظات منها 226 حالة إصابة بشلل الأطفال، ومليون و136 ألفاً وَ360 حالة بالملاريا، وَ14 ألفاً وَ508 حالات اشتباه بالكوليرا، إضافة إلى وفاة 15 طفلاً وإصابة 1400 آخرين بالحصبة في 7 محافظات خلال عام 2022م، بينما بلغ عدد مرضى الفشل الكلوي أكثر من خمسة آلاف مهدّدون بالوفاة؛ بسَببِ العدوان والحصار.
وحملت المنظمة، تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعوديّة المسؤولية عن كُـلّ الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين خَاصَّة النساء والأطفال، على مدى ثلاثة آلاف يوم، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، والمجازر البشعة التي تحدث بحق المدنيين.
ودعا تقرير منظمة انتصاف، كافة أحرار العالم إلى التحَرّك الفعّال والإيجابي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في كافة الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، ومحاسبة كُـلّ من يثبت تورّطه فيها.