تنُومة الحقد الدفين..بقلم/ نوال عبدالله
تنومةُ المذبحة الدامية، مجزرة بكل ما تعني الكلمة من بشاعة، حقدٌ دفين يتوارثه العرق السعوديّ جيلًا فما بعده، كُـلٌّ منهم يبدع بطريقِ الجرم، هَـا هو شهرُ ذي القعدة يعود حاملًا معه تفاصيل مؤلمةً، أحداث لا يتصورها العقلُ البشري، جريمة شنعاء بحق ضيوف الرحمن، لم يراعوا حرمة الحج، لم يخجلوا من الله حين هدروا دماء وأنفسًا زكية لا حول لهم ولا قوة، فكانوا ضحية لحقدٍ دفين.
إنْ غُيبت تلك المجزرة لسنوات، لا بُـدَّ للحقيقة أن تُعلن عن نفسها ومكانها وتفصح عن مجرميها الحقيقيين، ومن اغتالها سنوات تتكلم بلسان حالها تتحرّر من سجونها المنسية تروي فصول الجريمة بدقة؛ استجابة لنداء الله الحق، وإتمام فريضة الحج، انطلق حجاج بيت الله من جميع محافظات اليمن وقلوبهم تغمرها السعادة المطلقة، كُلٌّ منهم يهوّن على الآخر عناءَ السفر ومشقة الطريق.
الأمل يقترب والمتاعب تتلاشى والحلم الكبير سيتحقّق، وصل إليهم خبر أن الطريق آمنة من قبل الملك سعود، تقدموا في السير مهللين مبتهجين وألسنتهم تتبتل بالتسابيح وترديد النداءات بصوت حميمي، سبحت معهم طيور الأرض وملائكة السماء، وهنا الغصة التي دمعت لها الأعين دماء وتقطعت الأفئدة ألماً في أرض تنومة، خرجت الذئاب الجائعة، حدت السيوف مسبقًا وجهزت البنادق، تُحاك المكيدة بتخطيط مبسق للغدر بالحجاج، راح ضحيتها ما يقارب 3000 ألف حاج استشهدوا وهم بملابس الإحرام يلبون النداء، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إنّ الحمدَ والنعمة لك والملك لا شريك لك.
أخُفيت معالم المجزرة تماماً بتدبير خبيث، وظلت تلك المذبحة منسية أعوامًا، ليس بغريب أَو عجيب صنعهم فهم يعبّرون عن حقدهم الدفين حتى يومنا هذا تجاه اليمَن بصورة وحشية بعدوان همجي.
سُلالةٌ ماكرة، حكامُهم من شرار الناس وأخبثهم، ها هم يشرعنون هجمات باطلة، يعطّلون فريضة الحج تدريجيًّا كما قال السيد حسين -رضوان الله عليه- في أحد ملازمه سيتم إيقاف الحج بحجّـة وباء، وفعلاً هذا ما نشاهده ونسمعه، ألم يتم منع الناس من التوافد لبيت الله العتيق؟ والحجة كورونا، وتارة يموت الحجاج بذريعة تزاحم الوافدين لمكة، لدرجة أن الكعبة أصبحت في إحدى الأعوام شبه خالية، إدراج أعداد محدّدة للحج، رفع تكاليف الحج، السبب واضح وجلي.
ستتحرّر الكعبة من قوانينكم التي تفرض على ضيوف الله.
دماء المجزرة لن تذهب سدى، تكبروا تجبروا فقد تجبرت أقوام من قبلكم أمثال فرعون ومعاوية، فكانت نهايتهم وخيمة، يا من تدّعون أنكم مسلمون، تُحِلُّون ما حرَّم الله وتحرِّمون ما أحله الله، أنتم عبءٌ على الإسلام، يجب أن تُحرَّرَ الكعبة المشرفة منكم أولاً، وتُقتلعَ جذورُكم من الأَسَاس.