بمنهجية قرآنية.. القيادةُ تخلِّص السعوديّةَ من الهيمنة الأمريكية..بقلم/ محمود المغربي
تدركُ القيادةُ السياسيةُ أن لدى النظام السعوديّ هامِشًا بسيطًا من الصلاحيات، لا يستطيع تجاوزه، وفي الملف اليمني والمفاوضات مع صنعاء ربما استنفد وتجاوز النظامُ السعوديّ ذلك الهامشَ، ولَمَّا يعُــدْ قادرًا على الذهاب أبعدَ من ذلك، بالرغم من وجود أطراف دولية، بالإضافة إلى أن المصالحَ السعوديّةَ تشجّعُ وتضغَطُ على النظامِ السعوديّ؛ للقفز فوق ذلك الهامش، وتجاوز الرغبات والتوجيهات والمصالح الأمريكية، والتخلص من التبعية لأمريكا، وتغليب المصالح السعوديّة التي تؤكّـد أن مصلحةَ السعوديّة تكمُنُ في إنهاء العدوان والخروج من اليمن بأسرع وقت ممكن، والتوقّف عن التدخل في الشأن اليمني، وتعويض أبناء اليمن عما تسبب به العدوان والحصار والتدخل السعوديّ، وتطبيب الجراح؛ عَلَّهم يستطيعون تناسيَ جرائِمِ ومجازِرِ النظامِ السعوديّ بحقهم، بينما لا تزال هناك فرصة لذلك.
هذا ما يبرّر صبر القيادة السياسية حتى الآن على مماطلة وأكاذيب النظام السعوديّ وعدم اللجوء إلى القوة لإرغامه على التحَرّك وتنفيذ المطالب اليمنية، كما أن القيادة السياسية تدركُ أن اللجوءَ إلى القوة قد يُفشِلُ جهودَ الأطراف الدولية ومحاولات إقناع النظام السعوديّ الذي لا يزال متردّدًا بالقفز خارج الرغبات والتوجيهات والمصالح الأمريكية التي أصبحت تتعارض مع مصالح النظام والدولة السعوديّة وتضر بهما إلى أبعد الحدود.
وربما قد يؤدي العمل العسكري ضد المنشآت والمصالح السعوديّة في الوقت الراهن إلى نتائجَ عكسيةٍ، تدفع بالنظام السعوديّ للعودة إلى أحضان أمريكا والتمسك بحبالها، معتقدًا أن الحلَّ الوحيدَ بيد أمريكا، وهي وحدَها القادرةُ على حمايته، مع أن أمريكا فشلت طوال السنوات الماضية في حماية السعوديّة ومنع الضربات اليمنية على المنشآت النفطية السعوديّة رغم صفقات شراء الأسلحة الأمريكية الباهظة.
قد يقول قائل: “لسنا معنيين بمساعدة النظام السعوديّ على مغادرة الأحضان الأمريكية، وبالقوة فقط نحن قادرون على إجبار السعوديّة على وقف العدوان والخروج من اليمن، سواءٌ أعادت إلى الأحضان الأمريكية أَو ذهبت نحو الأحضان الصينية”.
وقد يكون ذلك صحيحًا إلا أن قيادتنا تديرُ الصراعَ والمعركةَ وفق منهج قرآني، يجعلنا نتجاوَزُ الصراعَ مع الأدوات، ونركِّزُ على العدوّ الحقيقي للأُمَّـة.
كما أن النصر لن يتحقّق بهزيمة السعوديّة، بل بالقضاء على التواجد والهيمنة الأمريكية في المنطقة، ويشمل ذلك أهم الأدوات الأمريكية، العدوّ الصهيوني.