دمويةُ آل سعود وتاريخُهم المُظلِم..بقلم/ إلهام نجم الدرواني
تختزنُ الذاكرةُ اليمنية أبشعَ جريمة بحق حُجّاجها، المجزرةُ الأكثرُ بشاعةً ودموية، التي قامت بها عصاباتُ عبد العزيز آل سعود؛ لتدخل ضِمن سلسلة جرائمهم الوحشية بحق اليمنيين.
ففي عام (١٣٣٤ه) وبينما يستعد الحُجّاج اليمنيون لحزم أمتعتهم والذهاب إلى بيت اللهِ الحرام لأداء مناسك الحج، وقد لبسوا ثيابَ الإحرام تاركين خلفهم أهليهم وذويهم؛ على أمل اللّقاء مجدّدًا، متحَرّكين صوبَ مكة المكرمة؛ ليحطّوا رِحالهم في مشارف أبها؛ ليستريحوا بُرهة من الوقت، وما هي إلا لحظات ويحملون أمتِعتهم لمواصلة المسير قاصدين بيت الله الآمن.
وفي يوم الأحد، السابع عشر من ذي القعدة، عند وصول الحُجّاج إلى أرض تنومة، وفي وقت الظهيرة تحديداً، وقد قاموا لأداء صلاة الظهر، ولم يعلموا ما قد دُبِّر لهم، وَإذَا بعصابات آل سعود و”الإخوان” تتربصُ بهم، فأحاطتهم هذهِ العصاباتُ من كُـلّ الجِهات؛ لتُمطِر عليهم النيران فتُردِيهم أرضاً ما بين قتيل وجريح، ثم نزلت هذه العِصابات لِتذبحَ من بقي منهم على قيد الحياة، وتنهب ما لديهم من أمتِعة؛ لِيُقتل في تلك المجزرة أكثرُ من ثلاثة آلاف حاج يمني، فلم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وقد خُضبت رِمال تنومه بدماء اليمنيين، لِترسم بشاعة نظام آل سعود الذي لا يتوقف عن قتل اليمنين إلى يومنا هذا.
إن هذهِ الجريمة تم تغييبُها طيلة هذهِ العقود؛ حتى يظل النعال الأمريكي لامِعاً أمام المشاهد؛ وحتى لا تتضحَ للجميع بشاعةُ آل سعود و”الإخوان” ووحشيتهم.
قرنٌ على هذهِ المجزرة البِشعة التي ظلت طيَّ الكِتمان كُـلَّ هذه الفترة؛ لِيُزاح الآن هذا الستار عنها وعن تفاصيلِها، وتنكشفُ حقيقة آل سعود وكيفية تعاملهم مع زوار بيت الله الحرام!
إن هذا النظام الذي تربع على شعب الجزيرة، وأُسست قواعده على دماء الأبرياء، ومن ثَمَّ زرع هذا النظامُ أذنابَه من “الإخوان” والوهَّـابيين الذين كانوا يستقون التوجيهات من تل أبيب؛ فجعل هذا النظام من القتل والترهيب والسفك منهجاً في نظامه ودستوراً يسيرون عليه، فدمويةُ آل سعود لم تقتصر بتنومة وسَدوَان فحسب، بل أصبحت منهجيةً لا يحيدون عنها.
لقد تعود هذا النظام على سفك دِماء العامة: إما لترهيبهم وإذلالهم أَو لِلتخلص من خصومِهم، وما جريمةُ تنومة وسدوان إلا ضمن سلسلة جرائمِهم بحق الحُجاج؛ ليكون العدوان على اليمن أكبرَ وصمة عارٍ لهم، وتُسجل ضمن صفحات تاريخهم المظلم.
إن على شعب الجزيرة أن يعيَ أن هذهِ المرحلة لا بُـدَّ فيها من تغييرٍ جذري لهذا النظام التعسفي، الذي سخّر بيتَ الله الحرام لأغْراض ومقاصد شيطانية، وعطّل الحج من وظائفه الأَسَاسية، وجعل منهُ مُجَـرَّدَ طقوس فارغة لا قيمة لها، بعيدًا عن أهميّة الحج ودلالاته، وجعل من الكَعبة مكاناً غيرَ آمن لعبادِ الله.
لا بُد لشعب الجزيرة أن يتحَرَّكَ؛ لاستْئصال هذهِ الممالك الظالمة؛ فهذهِ الأنظمة لا تُعامِل أيَّ قوم بعين الرحمة؛ فمن لم يكن معهم في التطبيع والارتهان والخيانة فهو ضِدهم، ومن كان ضدَّهم فمصيرُه حبلُ المشنقة أَو الاغتيال، إذاً لا خيارَ إلا بإزالة قرن الشيطان من بيتِ الله الحرام.