مجزرةُ تنومة لم تكن أول ولا آخر جرائم ومجازر بني سعود..بقلم/ محمود المغربي
تعد مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين التي ارتكبها النظام السعوديّ في تنومة ووادي سَدْوَانَ بعسير عام 1923م من أبشع الجرائم التي ارتكبها آل سعود بحق الشعب اليمني والأمّة الإسلامية، ومن المظاهر التي كشفت عن طبيعة النظام السعوديّ الدموية وعدائه للإسلام والمسلمين، لكنها لم تكن الأولى أَو الأخيرة بل كانت واحدة من العديد من المذابح بحق أبناء الأُمَّــة الإسلامية وأبناء الحجاز في مكة والمدينة الذين كان لهم النصيب الأكبر من بطش وإجرام بني سعود، بالإضافة إلى ما ارتكب من مذابح بحق مرجعيات المذاهب الإسلامية التي كانت تتواجد في مكة منذ مئات السنين.
ولم يقتصر الأمر على سفك دماء المسلمين بل ذهب النظام السعوديّ وبمساعدة بريطانيا إلى إزالة المظاهر التي قالوا بأنها مظاهر شركية من المسجد الحرام والمسجد النبوي كقبور شهداء بدر وأُحُد وأضرحة كبار الصحابة بما في ذلك مقام السيدة خديجة -رضي الله عنها- ومنازل رسول الله في مكة والمدينة ومقام سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب وكلّ آثار الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كما قاموا بإزالة قبر السيدة فاطمة بنت رسول الله عليها وعلى أبيها الصلاة والسلام والكثير الكثير من جرائم صاحبت قيام الدولة السعوديّة الأولى والثانية يخجل التاريخ من ذكرها ولا تزال الأُمَّــة تعاني من جرائم ومجازر آل سعود حتى يومنا هذا والعدوان على اليمن أكبر شاهد على خبث وقذارة هذا الكيان.
أما عن مجزرة تنومة فقد وقعت المجزرة في منطقة تنومة ووادي سدوان بعسير التي كانت تحت سيطرة آل سعود، في عام 1342هـ الموافق 1923م بحق حوالي 3000 حاج يمني كانوا في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج آنذاك، حَيثُ أوقف جيش بني سعود بقيادة سلطان بن بجاد آل سعود، شقيق الملك عبد العزيز السعوديّ قافلة الحجاج اليمنيين وأجبرهم على التخلص من ملابس الإحرام والإقرار بالولاء لآل سعود والتبرؤ من الإمام يحيى حميد الدين، حاكم المملكة المتحدة اليمنية لكن الحجاج اليمنيين رفضوا الخضوع لهذه المطالب، فأمر سلطان بن بجاد جنوده بإطلاق النار عليهم وذبحهم وسلخ جلودهم وحرق جثثهم التي بقت في العراء لأيام عديدة دون دفن، كما أغار الجيش السعوديّ على متعلقات الحجاج وأخذ نسائهم وبناتهم كسبايا بحجّـة أن الحجاج كانوا مشركين وخوارج.
وقد أثارت هذه المجزرة استنكارًا وغضبًا شديدَينِ في الشارع اليمني والإسلامي، وأصدرت جامعة الأزهر فتوى تدين آل سعود بالكفر والضلال كما أصدرت دول عديدة مثل تركيا وإيران وأفغانستان والهند بيانات تستنكر هذه المجزرة.