رحلاتُ الدورات الصيفية المغلقة في محاريب المناطق المقدسة..بقلم/ عبدالله عمر الهلالي
بقلوبٍ مِلؤها الشوق قام طلاب مدارس ساقين في محافظة صعدة برحلة مشتركة ضمن برنامج الدورة الصيفية المغلقة، كانت قبلتهم ووجهتهم في هذه الرحلة هي أرض الحضارة الإنسانية والثقافة القرآنية مهوى الأفئدة ومأوى صفوة الرجال في ما مضى من الأزمنة.
هي منطقة “مطرة” في محافظة صعدة، كان جُل ما يعرفه الطلاب عن تلك الأماكن هو أن السيد القائد جاهد فيها وانطلق منها وحشد إليها دونما أية زيادة ولا وصول إلى غاية المعرفة.
حين وصلنا إلى تلك المنطقة، وصلنا إلى تلة مشرفة على مساحة جغرافية من المنطقة، تجمعنا هناك قليلًا، وبينما نحن ننتظر تبادر في ذهن الجميع؛ ما الذي جاء بنا إلى هنا؟ الشمس حارة والأرض جبلية قاحلة تنعدم فيها الأشجار وتحترق فيها حتى الحجار!!
تأففنا قليلًا إلى أن بدأ المرشد بالشرح وتحدث من نقطة الصفر مُشيراً إلى أهميّة كُـلّ تبة، بل تكاد أن تقول كُـلّ صخرة بعد الشرح المفصل زاد الشوق للذهاب إلى جوار تلك الجروف التي ارتبط بها تاريخ مشرف لا تستطيع أن تستوعبه الحروف.
انتقلنا من الشرح اللفظي إلى الحسي وتوفقنا جميعاً بدخول بيت السيد عبدالملك هناك وسجد البعض منا في محراب مسجده، واستمعنا لشرح أحد المرشدين عن حياة السيد في هذا المنزل المتواضع، لم تشبع أعيننا هناك وكنا نرغب في المكوث أكثر لكن الوقت ضيق والمرشد ينادي: هيا تعالوا نذهب مكانًا آخر.
مشينا ونحن ننظر إلى خلفنا بخطوات ثقيلة وقلوب تتحسر لفراق بيت السيد عبدالملك الذي لم يكن ناطحات سحاب ولا أبراج ولا قصر وإنما مجموعة من الحجار المرصوصة، آوت داخلها من تعجز الحروف عن وصفه في هذا المقال.
تحَرّكنا وصولاً إلى أول معسكر تدرب فيه صفوة الصفوة وقادة الجبهة وما أكثر ما عرفناه هناك.
ثم ما لبثنا إلا ونحن في حضرة بيت السيد المجاهد العلامة بدر الدين الحوثي، الذي لشدة زحام الطلاب على منزله كادت الحجار تسقط، استمعنا لكثير من الشرح الذي انقطع لضيق الوقت ولم نكن نريد المشي إلا حين وعدنا المُعرف أن هناك أماكن أُخرى كان يزورها السيد عبدالملك ويجب علينا أن نزورها، تحَرّكنا إلى روضة الشهداء هناك وتعرفنا على كثير من العظماء ولا أزال أتذكر ما سمعناه عن الشهيد/ أبو أحمد عزيز الغبيري الذي كان له دور كبير في مطرة مع السيد عبدالملك وسلمنا على ضريح الشهيد الشاعر عبدالمحسن النمري وعلى كثير من العظماء.
لم يكن الخروج من هذه الرحلة فكرة مستساغة عند الطلاب إلا أن الخوف كان على أن لا تفوتنا الجمعة في منطقة الحمزات في مديرية سحار فسلمنا وخرجنا نحمل علماً ومعنويات تمثل شعلة من المعنويات والطاقة.
وما لمسته في الطلاب بعد تلك الزيارة هو الكثير من الوعي التي لا تكفي لشرحه العبارة.
ما أعظم ما صنعته تلك الرحلة من وعي في عقول الجميع، فلا خسارة على مال ووقت يُصرف في مثل هذه الزيارات فو اللهِ إنها دورة داخل الدورة، والله الموفق.