الانطلاقةُ الإيمَـانية والتنميةُ الزراعية المستدامة..بقلم/ محمد الضوراني
التنمية المستدامة من كمال الإيمان، المجتمع المؤمن حقاً يتحَرّك في كُـلّ مجالات العمل والإعداد من منطلق إيمَـاني، الانطلاقة الإيمَـانية تجعلنا نمتلك الطاقة المعنوية، هذه الطاقة التي تكسر لنا كُـلّ الحواجز والصعوبات وتجعل منا أُمَّـة منطلقة في كُـلّ المجالات التي أمرنا الله أن ننطلق فيها وبدون حواجز ومعوقات وتحديات، التي تتحول بفضل الله إلى فرص كبيرة يتحقّق من خلالها الخير لهذه الأُمَّــة والعزة والكرامة والتمكين والرعاية الإلهية.
الانطلاقة الإيمَـانية في الجانب التنموي، وبالأخص الجانب الزراعي هي الأَسَاس في تحقيق النجاح في هذا الجانب المهم والرئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي للشعب اليمني.
إن الزراعة تحتاجُ من كُـلّ فئات المجتمع وبمختلف مواقعهم وأعمالهم إلى التوجّـه القوي والصادق والمثمر في هذا الجانب.
لا يمكن أن تتحقّق التنمية الزراعية والانطلاقة في هذا الجانب انطلاقة ضعيفة أَو انطلاقة يشوبها الشوائب والمعوقات المعنوية والمادية والمالية، الشخص الذي ينطلق وهو يبحث عن مصالح شخصية أَو أهداف ذاتية أَو ليرضى عنه فلان أَو علان أَو غيرها من الأهداف التي تزول مع الوقت وتنتهي، أمثال هؤلاء لا يتحقّق من خلالهم أية ثمرة تذكر، بل يعتبرون سببًا في إفشال التحَرّك التنموي.
الانطلاقة الإيمَـانية تتجاوز كُـلّ الحواجز ويصبح من يتحَرّك من خلالها أكثر وعيًا وإدراك وتحمل للمسؤولية وأكثر تصميمًا وعزيمة وصبر وجهاد لتحقيق الخير لأمته ومجتمعه، ويدفع بكل الطاقات والإمْكَانيات نحو تحقيق هذه التنمية من استشعاره للمسؤولية الإلهية والواجب الديني أمام الله؛ لأَنَّه يعلم بأن الله شديد العقاب لمن مكّن عدوَّه منه ومن هذه الأُمَّــة.
إن الجانب الزراعي يحتاج لانطلاقة إيمَـانية جهادية منظمة يتحَرّك من خلالها الجميع، ننطلق والأهداف واضحة لدينا ونبني نماذج تنموية زراعية في كُـلّ الأماكن، سواءٌ أكانت في المدارس أو في المؤسّسات أو في القطاع الخاص أو في كُـلّ مكان، نماذج زراعية حقيقية تكون ناجحة وتسعى كُـلّ المحافظات لبناء هذا النموذج، مثال على هذا النموذج يتم اختيار مدارس في كُـلّ محافظة لتكون نموذجاً زراعياً ناجحاً يُعَمَّمُ في كُـلّ المدارس ليستفيد منها المدرسين والطلاب وتصبح مدارسنا للعلم والتنمية، يتم وضع مشاتل نموذجية في كُـلّ مدرسة نموذجية ويتم رعايتها من الجميع المجتمع وقطاعات الدولة وهذا النموذج الناجح يعمم على كُـلّ المدارس وبشكل كبير وناجح.
فرص التنمية الزراعية كثيرة واليمن أرض الخير، أرض الزراعة وأهلها يحملون الإيمَـان والحكمة، نتوحد جميعاً ونتفاعل جميعاً وننطلق جميعاً في العمل التنموي الزراعي لما فيه الخير لنا والعزة لنا ولما فيه قوتنا وتماسكنا وبما يحقّق لنا الاكتفاء الذاتي وبما يكسر العدوان والحصار وبما يحقّق لنا الرعاية من الله والسعادة في الدنيا والآخرة.
المجتمع المنطلق وهو يعي واجباته ودوره ومهامه وموقعه في هذه الدنيا هو المجتمع الذي يعجز الأعداء عن مواجهته مهما كانت قوتهم وإمْكَانياتهم، مهما كانت مؤامراتهم ومكائدهم، المجتمع المنطلق في التنمية الزراعية لا ينكسر أبداً ولا يضعف أمام التحديات والصعوبات مهما كانت، لننطلق يا شعب الإيمَـان نحو الجبهة الزراعية بقوة وإيمَـان وتماسك شعبي وحكومي مع القيادة الثورية والسياسية.