وَحدةُ الساحات..بقلم/ أم كيان الوشلي
ضعفٌ إسرائيليٌّ لم يكُن في الحُسبان، فشلٌ ذريع، وانقلاب في موازين القوى؛ فالقوة الآن عربية إسلامية، تكتيكٌ واحد، هدفٌ واحد، وخارطةٌ واحدة، وعدوٌ واحد.
ما أجملهُ من مشهدٍ فيه الفزع الكبير، لإسرائيل وأعوان إسرائيل، مشهد القوة الحيدرية المُتمثلة في دول محور المقاومة التي فندت كُـلّ من راهن على قوة أمريكا وإسرائيل، وإمْكَانيات العدوّ الصهيوني.
فاليوم العدوّ بلا إمْكَانيات، توجعهُ أبسط ضربة توجّـه إليه، فإسرائيل الآن كما أفاد إعلامها: بلا قوةً برية، بلا قوةً عسكرية؛ فكُل ما تملكه إسرائيل هو قوة جوية فقط، لن تستطيع المواجهة بها إن حدثت حرب مُتعددة الساحات.
وبالأخص بعد القوة العسكرية التي أصبحت تمتلكها دول محور المقاومة، كالقوة الصاروخية التي يمتلكها حزب الله واليمن، والقوة البشرية المتمثلة بالحشد الشعبي في العراق، وجيش الأسد في سوريا، والقوة النووية في إيران والتي يدرك خطورتها الكيان المؤقت، ولكن لا حيلة لهذا الكيان الهزيل الذي وهن عظمه، فهو لا يستطيع أن يُخيف نملة لو لم تكن أمريكا معه.
أمريكا التي تُنظم مواعيد التطبيع لبعض الأنظمة العربية مع إسرائيل، كالسعوديّة التي أباحت حرمة المسجد الحرام للإسرائيليين، ومصر الذي جاء بطلٌ من أقصى الفداء نحو الحدود المصرية الإسرائيلية ليعلم النظام المصري كيف يكون الشرف، وهو الشهيد البطل محمد صلاح الذي قتل ثلاثة من الجنود، فرفع رأس كُـلّ حر وزُف بزغاريد الحرائر، ولكن لن يتعلم الشرف من طبع مع إسرائيل راقصاً على دماء آهات وأنين الشعب الفلسطيني.
هذه الأنظمة العميلة التي باعت على العلن القضية الفلسطينية، التي افتدتها بدماء الأحرار وحدة الساحات في دول محور المقاومة، فمن جنوب لبنان ترى الموت لإسرائيل، وقبل العدوان على اليمن قتل الشهيد القائد حين صرخ بالموت لإسرائيل، وفي العراق بذل سبط رسول الله دمه الزاكي ليعلم الأُمَّــة كيف تُحارب إسرائيل، وضحى كيان الفارسي بأحبته كي يتعلم المؤمنون بأن الفوز في الحرب مع إسرائيل، وفي سوريا يستشهد الشهداء وهَمُّهم العداءُ لإسرائيل؛ فاتّحاد الساحات بالموت لإسرائيل، سيُحقّق الموت لإسرائيل، وإن أحاط بها المطبعون ودعمها المنافقون بإعلامهم، وأيدها المشركون بصمتهم، الموت لإسرائيل.