الشذوذُ الأمريكي من رأس الهرم.. ماذا عن حلفاءِ العدوان ومرتزقته؟
المسيرة: خاص
البيتُ الأبيضُ يتجلَّلُ بشعار “المِثلية”، وهذا يبشِّرُ بنهاية أمريكا وزوال هيمنتها، بهذه العبارات القليلة المعزَّزة بشواهدَ من القرآن، علَّقت صنعاء على لسان القيادي البارز محمد الفرح، حولَ التبنِّي الرسمي الأمريكي الصهيوني للشواذ، وتكشف العلاقات الرابطة بين هذه الجائحة الأمريكية ومصدرِ صناعة القرار من البيت الأبيض وحتى البنتاجون.
رسميًّا، تفرضُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية الشواذَ أَو (المِثليين) باصطلاحها، جنساً ثالثاً ليس على العالم أن يتعايشَ معه وحسب، بل أن يلحقَ برَكْبِه فرضاً لازماً لا تُلغيه أعرافُ الديمقراطية وموضوعات الحرية الاختيارية -كما يزعُمُ الغربُ تبنِّيَها- بل تعترضُه في ظل جنوح شاذٍّ مُخيفٍ بات يهدِّدُ وجودَنا كبشر، ويهدمُ فطرتنا السليمة، ومعتقداتنا الدينية بفواحش منكرة جاهر بها قوم لوط فكان هلاكهم وسخط الله عليهم.
وفي سابقة تاريخية حدثت في نيويورك، أمس الأول، حَيثُ استبدلت السلطاتُ الأمريكية أعلامَ 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة بأعلام ما يسمى بـ “مجتمع الميم” (الشواذ) (مجتمع قوم لوط) بمناسبة الذكرى الـ53 لأول مسيرة خرجت من مدينة نيويورك الأمريكية لدعم (الشواذ) بالعالم.
وفي خطاب عام بمناسبة فاحشة الشذوذ بعث، أمس، الرئيسُ الأمريكي جو بايدن رسالةً للشواذ في ولاياته والعالم خص فيها الأطفالَ تحديداً بالقول: “أنتم محبوبون، أمريكا تحميكم”.
لم تكن هذه المجاهَرةُ بفاحشة الشذوذ تخُصُّ رئيساً أمريكياً دون غيره من الرؤساء الأمريكيين وصُنَّاع قرارها على الأقل في الخمسة العقود المنصرمة؛ فالأمرُ تكشَّف اليومَ بكونه توجُّـهاً سياسيًّا جرى التحضير المتراكم له منذ وقت طويل، وبلغ ذروته في العام 2015م خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عندما أضاء البيت الأبيض الجانب الشمالي من المبنى بألوان قوس قزح في أعقاب حكم المحكمة العليا الشهير Obergefell v. Hodges الذي يضمن حقاً دستورياً للزواج من نفس الجنس.
ويتعزز ذلك التوجّـه السياسي الأمريكي أن الرئيس جو بايدن قبل 10 أعوام حين كان نائباً لأوباما عبَّرَ عن تأييده حَقَّ “الزواج للجميع” عوضاً عن كونِ الأضواء ذاتها أضاءت الرواقَ الجنوبي للبيت الأبيض بألوان قوس قرح عام 2022م بعد أن وقع بايدن على قانون الحماية الفدرالية للزواج من نفس الجنس.
اليوم يمكن القول: إن صانعَ القرار الأمريكي يعتبر الشذوذَ شرطاً للحصول على الوظيفية العامة والخَاصَّة، وإن وزارةَ الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي خرجت ببيان تقول فيه إن “استهدافَ المثليين والشواذ يقوِّضُ تماسُكَ الجيش الأمريكي”، لا يعني أن الصف الرفيع في البنتاغون من الشواذ وحسب، بل إن هذه الفاحشة باتت في صف جنوده ومختلف التشكيلات العسكرية.
لُعبةُ الإعلام:
قبل ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة توثِّقُ معلومات صحفيين ومراسلي وسائل إعلام غربية في اليمن، توجّـهاً أمريكياً لتبنِّي قضية الشواذ على المستوى المحلي، بتغطيات إعلامية ذات بُعدٍ إنساني تهدفُ لكسبِ التعاطف ثم التأييدِ للشواذ المحظورين دينياً ومجتمعياً باليمن، ويتزامن ذلك مع نشاطِ الجناح الأمريكي الناعم بصنعاءَ وأذرعه بكل المحافظات تحت عنوان (الحشد والمناصرة) وسط نشاطٍ إعلامي مدروس يعتمدُ على استراتيجية “الصدمة” “والتكرار” حتى لا يثيرَ مع الوقتِ تحفزاً استنكارياً لدى المجتمع؛ فيبدأ الأخير بالتعاطي السلبي، ثم القبول، غير أن اندلاعَ ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة قضت على هذه المؤامرة التي كانت تُحيطُ باليمن، بمُجَـرَّدِ القَضاءِ على رأسِ التواجُدِ الأمريكي الناعم والعسكري بصنعاء.
يدركُ الأمريكيون والإسرائيليون وكُلُّ أنظمة الصهيونية العالمية مدى استقباح المجتمعات المسلمة للشذوذ (اللواط) وحالة الاشمئزاز من مُجَـرّد سماع المصطلح، فضلاً عن تعميمه، ناهيكم عن تطبيق دلالاته ومعانيه على أرض الوقع؛ لذلك سعى اللوبي الصهيوني ضمنَ مشروع الحشد والمناصَرةِ؛ لكسب التأييد لهؤلاء الخارجين عن فِطرة البشر ومعتقداتهم، والمتآمرين على سنن الكون، وسعى إلى إعادة تعريف المفاهيم، والسبق إلى وضع معنى مغاير للمعنى الأصلي، وبالتالي اجترحوا مسمياتٍ أُخرى، ووضعوا لها معانِيَ مغايرةً؛ بغية تحريف المعنى الأصلي؛ حتى يُصبِحَ لهذا الفعلِ الشاذ قُبُولاً وانتشاراً.
لَعَلَّ قلقَنا اليومَ من هذه الجائحة الأمريكية الشاذَّةِ يُفضِي لتساؤلين مركَزيَّين: كيف سيكونُ حالُ اليمن المحرَّر لو لم تنعم بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة؟ وَإذَا كان الشذوذُ توجُّـهاً أمريكياً مفروضاً لقادتها قبل مجتمعها، ماذا عن حلفاء الأمريكي بالعدوان على اليمن؟، وماذا عن مرتزِقتها الذين صدّرتهم اليومَ تحت مسمى مجلس القيادة الرئاسي؟!