ختامُ المراكز الصيفية بدايةٌ لتطبيق القرآن على أرض الواقع..بقلم/ الاعتزاز خالد الحاشدي

 

وها هي الأيّامُ مرت سريعاً على مراكزنا الصيفية، وأصبحنا نختتمها وعيوننا تفيض دمعاً، لا نود أن تنتهي بهذه السرعة، لقد ربينا وتربينا فيها من هدى الله سبحانه وتعالى، قضينا مع الأجيال أياماً كلها في سبيل الله ومرضاته.

والآن هَـا هي الأيّام تنقضي، وتعلن ختام الدورات والأنشطة الصيفية، والمراكز تقيم احتفالاتها وتكرم كُـلّ من الأشبال الحيدريين، والفتيات الزينبيات، الذين أتوا إلى هذه المراكز رغبةً في انتهال العلم والثقافة القرآنية؛ ليكونوا في الغد هم دروع الأُمَّــة ومن يحميها من كيد الأشرار.

أيضاً قامت المراكز بتكريم كوادرها من المعلمين جميعهم، الذين كان لهم الدور الكبير في إنجاح هذه المراكز وختامها على أرقى مستوى، الذين أسهموا في تدريس الطلاب وتعليمهم الثقافات الصحيحة من المغلوطة، والثقافة القرآنية السليمة التي لا شك فيها ولا ريب، أُولئك المعلمون الذين سعوا في تعليمهم لبناء جيل الغد، الجيل الذي سيكبر على علم وحقيقة من يكون أعداؤه، ومن يكون أولياؤه.

وقد أثمرت جهودنا وجهود أولياء الأمور في المراكز الصيفية في دفع أبنائهم نحوها، وجهود المعلمين في إيصال الثقافة القرآنية لهم وتوعيتهم ضد الحرب الناعمة وخطرها عليهم وعلى المجتمع بأكمله، ستثمر الجهود فيهم، وإننا نرى جهودنا ملموسة على أرض الواقع، قبل أن تنقضيَ هذه المراكز، ونحن نراهم يطبِّقون تطبيقاً عمليًّا، وكُلَّ يوم نلاحظُ هذا الشيء.

لم تكن فترة المراكز الصيفية فترة تعليم فقط، فقد كان يتم ترفيه الأطفال، وأخذهم رحلات ترفيهية وثقافية، وكان يوجد تفاعل كبير من قبلهم، فحين أخذهم للمعالم التاريخية والأماكن الأثرية، فكانوا يستفيدون من هذه الرحلات ويستمتعون في نفس الوقت، وتزيد ارتباطهم بحضارتهم اليمنية، وهُــوِيَّتهم الإيمانية، وحين زيارتهم رياض الشهداء يزداد عداؤهم لمن كان السبب في قتلهم، ويزدادون حقداً وكرهاً لليهود، الشهداء قدموا أرواحهم وحياتهم في سبيل الله وكان غايتهم هي الشهادة وكان توجّـههم ضد أعداء الله توجُّـهَ عِداء قرآني وليس ثأرًا؛ فيكون الجيل على نفس المسار.

وهنا من مراكزنا الصيفية، لا نريد أن نختتمها دون نتيجة أَو فائدة نغرسها في أطفالنا، فنحن نريدهم أن ينشؤوا النشأة الصحيحة والسليمة، نشأة حقيقية، نستطيع من خلالها أن نفتخر بهم، ونتحدى الأمم، ونقول إن هؤلاء هم أجيالنا، هذا هو الجيل الذي سيحرّر القدس، حامي الأُمَّــة ودرعها الواقي.

فهذه هي أهداف المراكز الصيفية، هي الأمل الوحيد لتحصين أبنائنا وبناتنا من الغزو الفكري، والتضليل العدواني على الهُــوِيَّة الإيمانية، فهنيئاً لمن اغتنم الفرصة ودفع بأولاده إلى مراكز الوعي والبصيرة، وحسافة على من فاتته هذه الفرصة العظيمة، ولم يستغلها ويدفع بأولاده نحوها، ونتمنى من الله هداية الجميع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com