المطرُ المُنتظَرُ لدولةِ اللا قيم..بقلم/ إبتهال محمد أبو طالب
يُعـرَفُ الآدمي بإنسانيـته، وتتـضح الإنسانيـة بقيمها الراقيـة وأُسلُـوبها المُتزن، فعندما تنحل الإنسانية عن نظامها وتنفر من طبيعتها تكون بلا فائدة قيمةً ومعنى، بلا منفعة فكرًا وغاية، فمثلها مثلُ الأنعام بل أضل.
فهكذا هي أمريكا، وهكذا هو رئيسـها في احتفالهم التضليلي الشيطاني، يعلنـون الانسـلاخ عن القيم ويحتفـون بثقافة الشـواذ، ويروجون بالمثـلية.
إن القرآن يكشـف النفسـيات، ويحدّد عناوين كُـلّ نفسية، فهو المرآة التي تُحدّد قيم أي إنسان، ففي إطار سـورة الأعراف، يقول الله عز وجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}، ففي هذه الآية نجد أن النهاية الحتمية في الآخرة لامتداد قوم لوط هي جهنم، فالله خلقهم وأوضح لهم طرق الهداية والاستقامة، ولأنهم اتجهوا إلى الغي والفسـاد غفلوا عن كُـلّ أوامر ونواهي الله، فطبع الله على قلوبهم فأصبحت لا تفقه، وأعمى عيونهم فأصبحت لا تبصر، وأصم آذانهم فأصبحت لا تسـمع، فأصبح خلقهم بهذه الوضعية مناسـبًا جِـدًّا لجهنم، وأصبحت جهنم مناسـبة جِـدًّا لهم.
عند التعمق في تفسـير الآية الكريمة نجد أن الله وصف أُولئك وصفًا دقيقًا، حَيثُ شـبههم بالأنعام بل أضل من الأنعام، وختم الآية بوصفهم غافلون، وعند البحث المعجمي عن كلمة “غافلون” في إطار هذه الآية نجد المقصود بها: بأنهم بلا وعي، لا يرجى خيرهم ولا يؤمن شـرهم، وهذا ما نسـمعه من أمريكا الدولة المعلنة للفسـاد والدولة الشـاذة على وجه الكرة الأرضية هي وموجهتها إسرائيل، فكلتا الدولتين تسعيان لنشر الفساد، فهمهما الأكبر طمساً للهُــوِيَّة الإيمانية، وبث الأفكار الشيطانية.
فأمام كُـلّ ذلك الانحطاط الأخلاقي نجد مملكة الرمال ومن تبعها مِن كراتين الخليج يقتفون ذلك الوحل الرديء، خسئوا وخسـئت عقول في رؤوسهم، وبئست قلوبهم الجامدة التي لا تفقه ولا تعي أبدًا.
أدعو الأُمَّــة الإسلامية والعربية؛ للتصدي لكل ذلك من خلال تعزيز التمسـك بالهُــوِيَّة الإيمانية التي هي مرفأ النصر والنجاة، والعزة والكرامة، والأمن والرشد والسداد.
وأوجه سـؤالًا استنكاريًا: هل ما زال البعض يعارض الصرخة التي أكّـد السيد حسـين الحوثي -سلام الله عليه- على ترديدها؟! فحريٌّ علينا أن نضعها على واجهة باب كُـلّ منزل في شتى الدول الإسلامية والعربية؛ لنعلن أن أمريكا الشيطان الأكبر، وإسرائيل الغدة السـرطانية، هما الدولتان المهرجتان بالقيم وواقعهما يكشف أن تلك القيم في عدم.
إننا في تأكّـدٍ تام وفقًا للرؤية القرآنية أنه كلما تزايد الفساد قرب العقاب من مُنزل الكتاب، قال تعالى في سورة الشعراء الآية ١٧٣، وسـورة النمل الآية ٥٨: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا، فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}.
إنه المطر المنتظر لدولة اللا قيم، مطر الحجارة، أَو ريح شديدة أَو رجفة تدمّـرهم، وإنَّ غدًا للنظر لعقابهم قريب بحول الله وقوته.