حَجٌّ يسبقٌ الفتحَ..بقلم/ محمد أحمد عبدالرزاق
إذا كان الحجاج اليمنيون بدعوة من قيادة السعوديّة سيحجون هذا العام؛ فَـإنَّ ذلك نتيجة لسبب هو الصمود الأُسطوري النابع أصلاً من الثقة بالله والتوكل عليه جل وعلا، أيضاً فَـإنَّ الفتح كذلك سيكون نتيجة لسبب هو فساد المترفين والواقع أن بلاد الحرمين الشريفين تعيش حالة من تدنيس المشركين من اليهود والنصارى، كحالة منقطعة النظير.
إن الانفتاح الحاصل والمعاش في بلاد نجد الحجاز حريٌّ بأن يولد الآهات ويوجب الحسرات، إذ كيف لبلد هبطت فيه الرسالة وبعث فيه النبي الخاتم ليحرّر الناس من عبادة الأصنام وسيادة الإنسان للإنسان إلى عبادة رب العباد وأن يتولوا الله ورسوله والمؤمنين ومن هم اليوم لأولئك المؤمنين امتداد.
حرم الغناء والرقص والبغاء والخمر والميسر، وما إلى ذلك من الشرائع الدينية والأحكام الإلهية لضبط حاله الفوضى والضياع لدى البشر.
إن سادة قريش في الجاهلية هم تجار تلك المرحلة وقد سخروا كُـلّ شيء مِن أجل أن يحصلوا على المال، إن من قرأ تاريخ قريش وسادتها وعرف ما الذي جرى بمكة وشعابها، أيقظت تلك الأسباب متجمعة أَو منفردة معنى أن يبعث الله رسوله -صلوات الله عليه وآله-، وإذا ما وقف على ذلك الواقع وتأمل حاضرَ ما يدور ويجري وجب عليه أن يتوقع زوال سادة الحاضر، أَمَّا على يد من سيكون زوال سادة الجاهلية الأُخرى فَـإنَّ الإجَابَة ستكون وبلا شك على أيدي أحفاد وأبناء من نصروا الإسلام في الأولى.
إن ضرب الفرس للروم والغلبة التي جاءت من الروم على الفرس قد انهكت كلتا الدولتين وهو؛ ما أَدَّى إلى ضعفهما وعدم قدرتهما على مواجهة دولة الإسلام بقيادة الرسول الأكرم -صلوات الله عليه وآله-.
إن ما يجري اليوم بين موازين القوى العالمية من حروب وما إلى ذلك هو امتداد لتلك الحالة التي آلت إليها دولتا الفرس والروم، وهو ما يولد لدينا الثقة بالله بحاكمية الإسلام وانتصار المسلمين، بقيادة علم الهدى حفيد الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وآله-.
إن الوقائع التي مرت بها المسيرة القرآنية والأحداث التي صبر فيها أنصار الله منذ أن كانوا قلة إلى أن أصبحوا قوة لا تترك مجالاً للشك بقرب الفتح ودنو النصر.