ظِلالٌ محرقة..بقلم/ هدى الشامي
هللوا، كبروا، سبحوا، أحمدوا، الله كَثيراً، له الحمد وله الشكر.
يأتي عيد الأضحى المبارك ونحن في بلدنا العظيم المحتلّ والمنهوب الثروات والخيرات من قبل التحالف السعوديّ الأمريكي الإماراتي المجرم منذ ما يقارب الثماني سنوات، وهذا الشعب المغلوب على أمره من قبل من قاموا بأكل عظمه قبل لحمه عن طريق قطع المرتبات، وكما يقال في الأمثال “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”، لا توجد دولة في العالم مهما تكالبت عليها الدول المعتدية تتحمل تبعات انقطاع الراتب إلا أهل اليمن، ونحن على مشارف من عيد الأضحى المبارك لا ترى في أعين الناس إلا الحسرة والندم جراء ما يحدث لهم فلا يستطيعون إدخَال البهجة على فلذات أكبادهم سواءً من كسوةٍ للعيد أَو جعالته المعروفة عند اليمنيين أَو بقطعة صغيرة من اللحم الذي لربما تمر عدة أَيَّـام أَو أشهر لا يرونها؛ وذلك كله بسَببِ انقطاع الراتب الذي فاق كُـلّ التوقعات.
تبذل حكومتنا جهوداً لا بأس بها عن طريق إعطاء الموظفين نصف الراتب الذي لا يعطى إلا في شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى وبقية الأشهر لا تسلم وكأن الناس يأكلون الهواء بدلا عن التنفس، لو افترضنا أن المرتب كان 50 ألف ريال يمني فنصفه هو 25 ألفًا، فماذا بإمْكَان هذه الريالات أن تغطي الأكل أم الشرب أم الملابس أم…!
أما الطامة الكبرى فيما إذَا كان البيت الذي يسكنه الشخص إيجارًا فهذا يزيد الطين بلة كما يقال، أما عن الراتب والصحة فهذا الجانب عند الأسر اليمنية البسيطة يكاد أن يكون معدوماً فليس في المرتب ما يمكن رصده للعلاج فكَثيراً ما نسمع عن وفاة شخص فجأة وهو بالأمس يمشي في الحارة ونحن على يقين تام بأن الأعمار بيد الله وحده، وتناسينا أن هذا الشخص قد لربما كان مريضاً ولم يستطع الذهاب إلى الطبيب؛ بسَببِ عدم وجود مرتب كافٍ لحياة كريمة له ولأولاده.
ختامًا نقول في هذه الأيّام المباركة والتي فيها الدعوة مستجابة (اللهم من أراد بأهل اليمن سوءًا؛ فرد كيده في نحره وأجعل تدبيره في تدميره ولا حول ولا قوة إلا بالله).