زَخَـمُ وعظمةُ الأثر القرآني ..بقلم/ آلاء غالب الحمزي
لا يوجد مَـا هو أعظم أثرًا، وسموًا، وثقافةً، وعزةً، في واقع الأُمَّــة أكثر من القرآن الكريم، ولا يوجد ما يمثل حصناً وجداراً منيعاً للوقاية من غياهب الظلمات، ومن مأزق الجهل، وهدم جدار الإيمان، والعبث بالأخلاق، وذهاب زكاء النفس، ومن الوقوع في مستنقع الرذائل، مثل كتاب الله تبارك وتعالى؛ لأَنَّه فيه النور والهدى، والبصيرة، وكلّ ما يجعلك قويًا ذو أهميّة وفاعلية، فلن تتمكّن من امتلاك عناصر القوة والتميز إلا باتباعك لهذا الكتاب الحكيم الذي وصفه اللَّه تعالى بقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْـمُتَّقِينَ، اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرض مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْـمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَـمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، فما أعظمه من هدى، ويا له من نور..
أثر القرآن الكريم قد تجلى في فلذات أكبادنا، وأصبحت رؤية المؤمنين رؤية قرآنية، ومواقفهم، وأقوالهم، كذلك سلوكياتهم، كلها أصبحت قرآنية، ويعود الفضل لله تعالى، وللمراكز الصيفية التي عملت على إصلاح نفوس أبنائنا وبناتنا، والتي عملت على تعزيز كُـلّ ما يشدهم إلى الله تعالى؛ فهذه المراكز ابتداءً من معلموها الأفاضل، ومنهجها، وأنشطتها التربوية والتثقيفية، إلى أبسط شيءٍ فيها، كلها ساهمت في تعزيز إيمان، ووعي أبنائنا وبناتنا، ففي جُب الصراع مع الباطل، ومن خلال الواقع الذي نعيش فيه يلعب العدوّ بعقول ضعيفي النفوس في جعلهم مدجنين، ووحوشاً عمياً، ويسلب منهم إرادتهم وأرواحهم معًا، وجعلهم يلهثون وراء الدنيا، ويبيعون أنفسهم بأرخص الأثمان، مُجَـرّدون عن جوهرهم الإنساني والأخلاقي، فنستطيع القول وبحق: إن المراكز الصيفية، هي نعمة لا تضاهيها بقية النعم؛ فالحفاظ على الجوهر الإنساني عظمة لا تضاهيها أية عظمة.
القرآن الكريم هو الحل الوحيد للنجاة، وهو الأمان، وسر الفلاح والنجاح، فالشكر والتقدير والعرفان مكللة بكل الود والحب والاحترام، لكل من ساهم وعمل على نجاح هذه المراكز، وعلى رأسهم سماحة السيد القائد العَلَم/ عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، ولكل المعلمين والمعلمات، فكتب الله أجورهم، وسدد بذلك خطاهم، وجعلهم الله قادة للحق، وعنواناً للفضائل، فبمثل هذا الجهد الجبار، وبمثل هذه المراكز التي عنوانها وحركتها القرآن الكريم، نعتز ونفتخر.