صنعاء تجدِّدُ تأكيدَ جاهزيتها القتالية: سنرغِمُ العدوَّ على وقف مؤامراته
خلال عرض عسكري مهيب لوحداتٍ من قوات الاحتياط بالمنطقة الرابعة:
الرئيسُ يعلنُ عن أسلحة نوعية جديدة ستدخُلُ المعركة القادمة ويحذّر العدوَّ من تفويت فرصة السلام
المسيرة | خاص
واصلت صنعاءُ والقيادةُ السياسية والعسكريةُ الوطنية توجيهَ التحذيرات العسكرية لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وتأكيدَ الجاهزية القتالية العالية؛ لمواصلة معركة التحرّر والاستقلال بوتيرة أعلى وبقدرات أكثر تطوراً، وخيارات ردع جديدة كفيلة بأن ترغم كُـلّ الأعداء على وقف استهداف الشعب اليمني والتآمر على أمنه واستقراره؛ الأمر الذي يضع قوى العدوان مرة أُخرى أمام ضرورة حسم قرارها بالتعاطي مع مطالب الشعب اليمني العادلة، أَو الاستعداد لمفاجآت حاسمة.
آخرُ تلك التحذيرات وُجِّهَت من خلال عرض عسكري كبير لوحدات من قوات الاحتياط التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، والتي كان منتسبوها قد قاموا خلال الأيّام الماضية بأداءِ مسيرةٍ عسكريةٍ راجلةٍ من محافظة ذمار إلى محافظة إب، حَيثُ أُقيم العرضُ بحضور القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، والذي ألقى كلمةً وجّه فيها العديدَ من الرسائل التي انسجمت مع حجمِ العرض العسكري ونوعيته؛ لتؤكّـدَ بأوضح صورة أن الجيشَ اليمني على أهبة الاستعداد لمعركة كسر عظم العدوِّ، الذي يُصِرُّ على تضييع فرص السلام.
وتطرقت رسائلُ الرئيس المشاط إلى تفاصيلَ هامةٍ تؤكّـدُ حساسيةَ المرحلة التي يمر بها مسار التفاوض مع العدوّ في ظل إصراره على التعنت، حَيثُ أوضح أن “ما يُعرَضُ اليوم على الأعداء لن ينالوه غداً”، وأنه “إذا استمروا في عنادهم فهم يضيعون الفرص” وهم “يعرفون كم خسروا وكم سيخسرون”، في تأكيدٍ صريحٍ على أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق العدوّ في اختيار المرحلة التالية، والخيارات هي: إما اغتنام فرصة السلام الفعلي، أَو مواجهة العواقب التي يحاول التهرب منها.
ولإتمام الحجّـة على العدوّ وإيضاح الصورة أمامه، أعلن الرئيس المشاط أن “هناك أسلحة نوعية ستدخل في المعركة القادمة، وسيُكشَفُ عنها خلال الأيّام المقبلة”، مؤكّـداً أن هذه الأسلحة “ستُرغِمُ العدوَّ على وقف مؤامراته بإذن الله”؛ وهو إعلانٌ ملفتٌ يأتي في توقيتٍ حساس ويؤكّـد حرص صنعاء على وضع العدوّ أمام فرصة أخيرة لاختبار رغبته في السلام؛ لأَنَّ تجاهل ما ستكشف القوات المسلحة سيكون دليلاً قاطعاً على عدم جدوى منح العدوّ المزيد من الوقت.
وتعزيزاً لهذا التأكيد، ومن أمام آلاف الجنود الذين انتظموا في استعراضٍ مهيب جسّد الاستعداد الكامل لاستئناف المعركة بالخيارات الجديدة، أوضح الرئيس أن رسائلَ الجهوزية العسكرية العالية تجعل العدوّ يدركُ أن إقدامَه على ارتكاب أية جريمة سيجعله في “كارثة”.
وأكّـد الرئيسُ أن الموقفَ الوطني شعبيًّا ورسميًّا لا يقبَلُ المساومةَ، وأن “كلّ الأحرار في الشعب اليمني يرفضون الخضوع والاستسلام ويتمسكون بالحرية والاستقلال والسيادة على كامل تراب الوطن”، في إشارةٍ واضحة إلى أن فشل كُـلّ محاولات العدوّ الالتفاف على هذا الموقف عن طريق الابتزاز والمراوغة.
وأوضح الرئيس أن العدوّ يحاول أن يلعب بورقة اختراق المجتمع وتفكيك تماسك الجبهة الداخلية، من خلال فرض إجراءات “هدفُها مضاعفةُ معاناة الشعب، ثم محاولة تحريضهم”، مؤكّـداً أن هذه المساعي التي تتنوع أساليبها، تصطدم بوعي اليمنيين وإدراكهم لهُــوِيَّة المتسبب الحقيقي بالمعاناة؛ وهو تحالف العدوان الذي انكشفت كُـلّ أهدافه وغاياته الإجرامية أمام الجميع.
وَأَضَـافَ في هذا السياق أن حجمَ تضحيات الشعب اليمني في سبيل الحرية والاستقلال “تحتمُّ على الجميع صونَها والحفاظَ عليها”.
وأكّـد الرئيس أن “الانضباطَ الذي أبدته القواتُ المسلحة في الفترة الماضية رغم المعاناة يمثل دليلاً على تحلِّيها بروح المسؤولية العالية”، وأن هذا الانضباط قدَّمَ “رسالةَ سلام لمن يريد السلام”، ورسالةَ تحذير وإنذار للأطراف التي لم تنفك عن التآمر على اليمن.
وحيَّا الرئيسُ الثباتَ والإقدامَ الذي ترجمَه جنودُ قوات الاحتياط خلال المسير العسكري، مؤكّـداً أنهم كانوا “جِبالًا تسيرُ فوق الجبال”، وأن الشعب اليمني بأكمله كان ينظر إليهم بفخر واعتزاز.
وكان الرئيس المشاط التقى في وقتٍ سابق وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وأكّـد خلال اللقاء ضرورة الاهتمام بالتدريب والتأهيل لمنتسبي القوات المسلحة وتعزيز جاهزيتها للدفاع عن الوطن ومواكبة متطلبات المرحلة، مشيداً بالمستوى المتطور الذي وصل إليه الجيش اليمني، وما تبذُلُه وزارة الدفاع من جهود لبناء وتأهيل القوات المسلحة على مختلف المستويات.
ويأتي العرضُ العسكري الأخير وما تضمنه من رسائل وتحذيرات، في سياق توجُّـهٍ متصاعِدٍ من جانب صنعاء لوضع العدوّ أمام ضرورة حسم خياراته وإنهاء المماطلة والتلكؤ، وأمام حقيقة بدء “نفاد الصبر”، حَيثُ وجهت صنعاء والقيادة الثورية والسياسية الوطنية رسائلَ هامةً متتاليةً للعدو خلال الفترة القصيرة الماضية، وتضمنت تلك الرسائل إنذارات باللجوء إلى “بدائل رادعة”، وتأكيدات على أن استجابة النظام السعوديّ للرغبات الأمريكية ستؤثر عكسياً وبشكل مباشر على أمنه واقتصاده، كما ستكون تداعياتها “عالمية”.
ويجدد العرضُ العسكريُّ والرسائلُ التي وجَّهها الرئيسُ المشاط، التأكيدَ أن محاولةَ الالتفاف على متطلبات المرحلة بخطوات شكلية بغرض كسب الوقت لن تجدي نفعاً، ولن تجنب دول العدوان عواقب استمرار معاناة اليمنيين وضرورة رفعها بشكل كامل وبدون شروط.