أهالي تعز في لقاء موسّع لهم بصنعاء: السحل والتمثيل بالجثث ليست من ثقافتنا
– طلال عقلان: تعز رمز لكوكبة المفكرين ومن يحاولون تصويرها عكس ذلك سيفشلون
الجندي للمرتزقة: أُتركوا تعز لكل ما هو جميل وانقذوا أنفسكم وكل ما قمتم به محسوب عليكم
عبدالله الحاكم: كنا ولا نزال حريصين على تجنيب المنطقة الخراب، ولن نسكت إذا استمرت جرائم المرتزقة ولو فنينا من الأرض
صدى المسيرة- زكريا الشرعبي
عقَدَ أَبْنَاءُ محافظة تعز، صباح أمس الأحد، بالعاصمة صنعاء لقاءً جماهيرياً حاشداً، مؤكّدين رفضَهم الكاملَ لثقافة العمالة والارتزاق وللعمليات الإجْـرَامية التي أقدمت عليها التنظيمات الإجْـرَامية بالمحافظة من قتل وسحل وتمثيل بجُثَث المواطنين.
وجدّد أهالي محافظة تعز في اللقاء الموسع الذي أقيم في ملعب الظرافي بصنعاء تحت شعار “تعز العز.. ضد العدوان” على مواقفهم الوطنية الثابتة ومزيحين عن محافظتهم الغبار العالق بها بفعل جرائم مرتزقة العُدْوَان.
وعبّر أَبْنَاء محافظة تعز عن استهجانهم الشديد لاستمرار العُدْوَان الأمريكي السعودي الغاشم وما يرتكبه من جرائم بشعة على مستوى الوطن عموماً وتعز بوجه خاص، منددين بما يجري في المحافظة من أعمال تخريبية وقتل وسحل وأعمال تؤدي إلَـى إشعال الفتنة والحرب وإشاعة الفوضى وإذكاء الصراعات والقيام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مؤكدين أن ما يحدث في تعز لا يعبّر عن ثقافة أَبْنَاء المحافظة.
وأكدوا أن تعز لم ولن تكون مع العُدْوَان، وأنهم سيستمرون في مواجهة العُدْوَان ومرتزقته حتى تحرير تعز من الإرهاب والسحل والسلخ والتنكيل وعمليات الخطف للأطفال والنساء والشيوخ.
اللقاء الذي حضره كلٌّ من مدير مكتب رئيس الجمهورية الأستاذ محمود الجنيد وعضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان وقائد المنطقة الرابعة اللواء عبدالله يحيى الحاكم ومحافظ المحافظة الأستاذ عبده الجنَدي ومفتي تعز الشيخ سهل بن عقيل وحشد من مشايخ وأعيان وأَبْنَاء محافظة تعز.
وذكّر عضوُ اللجنة الثورية العليا طلال عقلان في كلمة له بمكانة تعز الثقافية وثقافتها الوسطية، مشدداً على هذه المكانة وعلى وجوب بقائها، قائلاً “إن تعز لم تكن يوماً سُنية أو شيعية، بل كانت شافعية زيدية إسماعيلية متعددة المذاهب على مر التأريخ”، ومؤكّداً على أنّ الذين يحاولون اليوم أن يصوّروا تعز عكس تأريخها سيفشلون.
كل المؤامرات على تعز ستتحطم
وفي ذات السياق أضاف عقلان “تعز لن تكون إلا أحمد بن علوان ولن تكون إلا النعمان ولن تكون إلا عَبدالعزيز عَبدالغني ولن تكون إلا عَبدالفتاح إسماعيل هي رمز لكوكبة المفكرين”.. موضحاً أن ثُلّةً من المجرمين وعلى رأسهم التجمع الـيَـمَـني للإصْـلَاح يريدون لتعز أن تحترقَ وأن تكون بيئةً خصبةً لإنتاج داعش والقاعدة، ولكن ستتحطم كُلّ المؤامرات بصمود وثبات أبنائها وستنتصر تعز.
من جهته رحّب محافظة تعز عبده محمد الجندي بالضيوف والحاضرين من أَبْنَاء تعز الشرفاء لتأكيد مواقفهم الوطنية في مواجهة وردع العُدْوَان ومرتزقته.
ودعا الجندي المغرَّر بهم والذين يقتلون إخوانهم ويدمرون مدينتهم من أجل المال أن يعودوا إلَـى جادة الصواب ويتركوا الانتهازية وهم مواطنون ولهم في ذلك الأمان، محذراً إياهم من الإصرار في غيهم، مشيراً إلَـى أن هذا الغي سيقودهم إلَـى مصير مماثل لمصير المرتزقة من قبلهم الذين صرعوا على أيادي الجيش واللجان الشعبية.
وقال الجندي “إن الجيشَ واللجان الشعبية يقفون بالمرصاد للمرتزقة الذي يرتكبون أبشع الجرائم بحق أَبْنَاء تعز من سحل وتمثيل بالجثث وغيرها من الجرائم، وبالأمس بدأوا يتساقطون كأوراق الخريف”.
وأضاف: “قلت بالأمس أن عقاب القوات المسلحة واللجان الشعبية سوف يكون مدويا ولكنهم لم يستخدموا ذلك، ولم تغريهم الأموال والأسلحة التي تمطر من السماء، فقطرة دم طفل أو امرأة أثمن من الكون كله لدينا”.
وأشار الجندي إلَـى أن المبادرة التي تقدم بها المحافظ وقبلها الجيش واللجان الشعبية ليست من ضعف ولكن تقديمٌ للسلام على الحرب والأمان على غيره.
وأكّد محافظ تعز أنه ليس أمام مرتزقة العُدْوَان من مفر إلا الالتزام بهذه بالمبادرة، وقال “اتركوا تعز للسلام، اتركوا تعز للثقافة، اتركوا تعز للأقلام، اتركوا تعز لكل ما هو جميل، وانقذوا أنفسكم وكل ما قمتم به محسوب عليكم”.
وزاد بقوله: “فها هي الحرب تليكم في لحظاتها الأولى إنكم لستم بمستواها، ونحن قلنا ولا نزال ضاغطين على أَبْنَاء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية أن لا يدخلوا مدينة تعز حرمة للنساء والأطفال وحرمة للمدنيين لكن وقد وقعت الواقعة “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”.
حريصون على تجنيب المحافظة الخراب والدمار
من جانبه قال قائدُ المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبدالله يحيى الحاكم إن الجيش واللجان الشعبية وافقوا على المبادَرة التي تقدم بها المحافظ في حينه.. مجدداً استعدادَ وموافقة الجيش واللجان الشعبية على تنفيذ المبادرة ابتداءً من اليوم إذا التزم مرتزقةُ العُدْوَان بها.
وأكد الحاكم على أن الجيشَ واللجان الشعبية حريصون ولا يزالون حتى اللحظة على تجنيب المنطقة الخراب والدمار والصراع.. وقال “في حال التمادي والإصرار على القتل والتشريد والسحل وارتكاب الجرائم بحق أَبْنَاء تعز من قبل المرتزقة لن نسكت حتى لو فنينا من الأرض”.
بدوره أكد مفتي تعز الشيخ سهيل بن عقيل على أهمية الوقوف ضد كُلّ خائن باع وطنه أينما وُجد، وأن يكون الـيَـمَـنيون يداً واحدة في مواجهة العُدْوَان.
وقال بن عقيل “إننا هنا أمام مجزرة ليس لها مثيلٌ في التأريخ، حتى عندما دخل التتار بغداد لم يرتكبوا ما ارتكبه العُدْوَان الغاشم ضد الشعب الـيَـمَـني”.. مبيناً أن هذه الجريمةَ ليست مختصةً بالـيَـمَـن فقط، بل بالإنسانية جميعاً وبالشعوب وبالأخص الشعوب العربية والإسلامية.
في ذات السياق ألقت الدكتورة أحلام البريهي كلمةً عن المرأة أوضحت فيها أن ما يجري هو اعتداء منظم وممنهج ضد الـيَـمَـن أرضاً وإنساناً وتأريخاً وحضارةً.
مشيرةً إلَـى أن اللقاء الجماهيري لأَبْنَاء تعز يأتي للتنديد والاستنكار لما حصل من جرائم مروعة ومخيفة من قتل وسحل وذبح وتنكيل يندى لها الجبين ومجرّمة من كُلّ الأديان والأعراف والقوانين الإنسانية.. لافتةً إلَـى أن هذه الجرائم البشعة أظهرت الوجه القبيح لأصحاب المشروع الداعشي التدميري.
وألقت الطفلة فاطمة العريقي كلمةً عن أطفال تعز، أوضحت فيها أن العدو السعودي اغتال بعُدْوَانه أمان وروح تعز وثقافتها.. وقالت “سنرفع الظلم عن تعز وسنصد العُدْوَان وسنوصل للعالم مظلوميتنا وما نعانيه من قتل وتشريد من العُدْوَان السعودي الغاشم”.
وتخلل اللقاء قصائدُ شعرية وفقرات إنشادية أكدَت أن العُدْوَان وما يرتكبه من جرائم إبادة بحق الشعب الـيَـمَـني وحّد الـيَـمَـنيين في مواجهة العُدْوَان.
وصدر عن اللقاء بيانٌ أجمع فيه الحاضرون على تحميل قيادة التجمع الـيَـمَـني للإصْـلَاح مسئوليةَ كُلّ الجرائم التي ارتكبتها عناصرُه الإجْـرَامية والتخريبية بالمحافظة، من إذلال للمجتمع وكل من يعارض جرائمهم أو يرفض ممارساتهم في ساحة تعز.
وطالب البيانُ الجيشَ واللجان الشعبية والجبهة الوطنية لمواجهة العُدْوَان القيام بواجبهم ومسئوليتهم الدينية والوطنية والإنسانية لتحرير المناطق الواقعة تحت السيطرة المباشرة وغير المباشرة للعُدْوَان وأدواته بمحافظة تعز وغيرها من المناطق الـيَـمَـنية، والعمل على حماية أهلها وتأمينهم، دَاعياً أَبْنَاء تعز للاصطفاف والتلاحم لمواجهة المرتزقة.
كما أدان البيان الجرائم والمجازر المروعة التي ارتكبها العُدْوَان وأدواته بحق أَبْنَاء الـيَـمَـن في مستبأ بحجة وتعز وصرواح بمأرب وغيرها من المناطق.. معتبراً تلك الجرائم إرهاباً وجرائم حرب ضد الإنسانية، دَاعياً المجتمع الدولي ومنظماته إلَـى تحمل مسئوليتهم تجاه تلك الجرائم ومرتكبيها، مطالباً بمحاكمة كُلّ من خان الوطن وتعاون مع العُدْوَان ومؤكّداً على ضرورة إيقاف العُدْوَان ورفع الحصار عن الشعب الـيَـمَـني.
كما دعا البيانُ السلطاتِ المحلية والجهات الحكومية الرسمية إلَـى إيقاف رواتبِ المرتزقة والتعامل الجادّ مع من يقومُ بتدمير محافظة تعز ويقوم بارتكاب الجرائم البشعة في حق أَبْنَاء الوطن.