شُكراً معالي الوزير..بقلم/ الشيخ عبدالمنان السنبلي
أوقف سيارته فجأة..! وترجل عنها قاصداً أحد المواطنين والذي كان للتو قد فرغ من رمي بعض أكياس القمامة في الجزيرة الوسطى لأحد الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء..
لقد كان بإمْكَانه في الحقيقة أن (يقلب الدنيا ولا يقعدها) على رأس ذلك المواطن المستهتر أَو أن يأمر، على الأقل، حراساته الخَاصَّة بضبطه وتسليمة إلى أقرب إدارة مخالفات معنية..
كان بإمْكَانه أن لا يتوقف (بالمرة) أَو أن يعير الموضوع هذا شيئاً من اهتمام كما هو بالضبط حال كثيرٍ من المسؤولين هذه الأيّام خَاصَّة وأن عملية التصدي لمثل هذه الأعمال لا يُعد من مهام أَو اختصاص وزارته..
كان بإمْكَانه القيام بذلك كله،
لكنه، ورغم ذلك، أبى إلا أن يمارس دوره كمسؤولٍ مسلمٍ يحتم عليه دينه أولاً، وقبل كُـلّ شيء، أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وبما لا يتعارض أَو يتقاطع مع القانون..
وهذا بالضبط ما فعله بطل هذه القصة..
ولكم أن تتخيلوا لو أن كُـلّ مسؤولٍ استشعر المسؤولية وفكر بطريقة هذا البطل..
لو كُـلّ مسؤولٍ تدخل لمعالجة كُـلّ ما يقع أَو يراه في طريقه من تجاوزات أَو مخالفات…!
لو كُـلّ مسؤولٍ خرج من قمقمه ونزل إلى الشارع يتخاطب مع الناس، يعرفهم ويعرفونه، يفهمهم ويفهمونه، يستمع إليهم ويستمعون إليه..
برأيكم، كيف سيكون الحال؟
عُمُـومًا، وبالعودة إلى بطل حكايتنا هذه، أعلم أنكم الآن تتلهفون شوقاً لمعرفة من يكون..
ولا يهمكم، سأخبركم من يكون..
إنه بصراحة ليس فلاناً أَو فلاناً أَو فلانا من الوزراء والمسؤولين الذين لا يكاد أحد يعرفهم..
أجزم أن معظم الشعب لم يعودوا يعرفون بعض الوزراء اليوم، حتى أسماءهم لطول ما تواروا واحتجبوا عن الناس.. !
إن بطل هذه الحكاية وهذه المبادرة هو، في الحقيقة، اللواء المجاهد عبدالكريم الحوثي وزير الداخلية والذي استطاع بذلك الموقف أن يقدم نموذجاً مشرفاً للوزير المسؤول، والمسؤول القُدوة..
يكفي أن تعرف أنه، وبعد أن كلّم ذلك المواطن المستهتر وألزمه برفع هذه الأكياس والعودة بها إلى حين مجيء سيارة رفع المخلفات، لم يفُته، ومن ذات المكان، أن يوجِّهَ إدارة الأمن والمناطق التابعة لها بالتعاون الكامل مع قطاع النظافة بالأمانة، وبما يمكنه من تنفيذ ما جاء في مواد وأحكام قانون النظافة رقم ٣٩ لسنة ١٩٩٠…!
فالشكر كُـلّ الشكر لهذا الوزير المسؤول والقُدوة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولا عزاء لنا وللشعب في كُـلّ أُولئك المسؤولين النائمين دوماً في العسل.