مسيرةُ الجيش المجاهد.. من ذمار إلى إب وغداً إلى الـقـدس..بقلم/ الاعتزاز خالد الحاشدي
{إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا، وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا، يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا، بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}.
لقد أخرجت اليمن أثقالها، وكانت منبع صنع أبطالها، الذين جرعوا الغزاة من ويلاتها، وأسمعت الدنيا صدى دقاتها.
رجال أُعدت على مستوى عالٍ من التدريب والتأهيل، مقاتلون شرسون من أشد وأعنف المقاتلين الذين أعدتهم القوات المسلحة؛ لخوض أشرس المعارك وأعنفها، تحملوا مشقة السفر، ليس سفراً فحسب، بل مشياً على الأقدام، مسافة كبيرة قطعوها لتجاوز محافظتين، وهم يسيرون على أرجلهم، فما بالنا إذَا خاضوا المعارك الكبرى وهم بهذا الاستعداد والقوة، شباباً وشيوخاً مشوا على الأرض، صبروا وتحملوا حرارة الشمس، تحملوا أسلحتهم الثقيلة والخفيفة على ظهورهم، تحملوا مشقة السير على الأقدام والسفر المرهق للجسد، ورغم كُـلّ ذلك واصلوا سيرهم دون كلل أَو ملل، دون شكوى من تعب، حقاً إننا نملك جيشاً قوياً عظيماً.
جيش أرعب الأعداء، ترافقه وتعود للخدمة من جديد تلك الطائرات الحربية، التي افتقدنا رؤيتها وسماع صوتها منذ بدأ العدوان على بلادنا، أصبحت الآن تحلق في سماء اليمن بحرية تامة.
واليوم هَـا هي كتائب الرعب، كتائب الموت بدأت المشوار سيراً على الأقدام، لترى قوة تحملها وجهدها، تحدت نفسها، فكانت ذلك التحدي، رآه العالم بأكمله وهو يسير ويتعدى محافظتَين؛ لينذهل منه ومن قوة تحمله وإرادته، وعزيمته وإصراره.
وليست مسيرة أقدامه من ذمار إلى إب بمسافة قليلة، ولن يستكثر على نفسه هذا المسيرة، ولم يخسر طاقته في هذا المسير، بل إنه يطمح في مواصلة مسيرته؛ حتى يصل إلى أرض الله التي كان ينبغي الوصول إليها من قبل زمن، إلى أرض القدس، ولن تجده يشكو من أية معاناة، ما دام قلبه مرتبطًا بالله وبالجهاد في سبيله؛ لأَنَّ كُـلّ آماله وأحلامه هي أن تتحرّر الجزيرة العربية من السيطرة الأمريكية والإسرائيلية؛ لأَنَّه جيشٌ عقيدته مبنية على الموالاة والمعاداة، جيش يعرف في صف من يقاتل، وضد من يقاتل، عقيدته مبنية على حب الجهاد في سبيل الله وابتغاء مرضاته، جيش قيادته حكيمة رشيده، توجّـهه في المسار الصحيح، قيادة عظيمة أعادت بناء الجيش البناء الصحيح، المتكامل، فأصبح جيشاً وفياً لمن أوفى له، معادياً لمن خانه وباعه وجعله أضحوكة عند أمريكا وإسرائيل، والآن بكل فخر نقولها: جيشنا ليس للاستعراض، وإنما لحماية شعبه وأرضه، وهو جاهز لكل المعارك.