أعلامُ الهدى من أعظم النِّعَم..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي

 

المتأمِّلُ ببصيرة وصاحبُ النفس الزكية، والذي لم يَرِنْ على قلبه ما يفسِدُ نفسيتَه، والذي لا زالت فطرتُه سليمةً ومستقيمةً، يشنِّفُ مسامعَه وناظرَيه بسماعِ ورؤيةِ عَلَمِ الهدى السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-.

ما أعظمَها من نعمة وما أقدسَه من واجب، وما أوجبَ ما يستساغ من بديع المعاني، ودرر الكلام، وجمال القول، وحسن التعبير، والمعالجة العملية للواقع الشائك؛ لكي يستقيمَ واقعُنا العملي؛ ولكي نصلَ لمرحلة التخلُّص من الذنوب؛ حتى تلينَ قلوبُنا لسماعِ حل إشكاليات وعُقَدِ القلب من دنس المعاصي.

مسؤولياتٌ والتزاماتٌ وتوجيهاتٌ كثيرةٌ قد لا ندركُها، ونسأل الله أن يوفِّقَنا لإدراكها؛ حتى نزدادَ ارتباطاً وثقةً وإيماناً وذوباناً في الله، ونرتقيَ في وعينا وبصيرتنا وأُسلُـوبنا العملي، ونتفهَّمَ ما يجب علينا؛ لأَنَّ سماع هدى الله لا يكفي، لا بدَّ من التذكر الدائم والاستذكار، فمن يتحَرّك دون هدى الله كمن يتحَرّك دون نور، وكمَن يمشي في الظلمات تائهًا لا يبصر، لا يكونَ تحركه مثمراً أبداً.

ونحن نستمع هذه الأيّام العشر الأوائل من ذي الحجّـة للعام 1444ه، لدروس السيد القائد -يحفظه الله- “وصايا الإمام علي للإمام الحسن -عليهما السلام-، وأقول: إن السيد القائد يحب الشعب اليمني كَثيراً، ويعلم علمَ اليقين أن الشعب اليمني بلد الإيمان والحكمة، ولدى أبناء الشعب اليمني بصيرة ووعيٌ وتفهُّم؛ فمثل هذه الدروس والوصايا لا تُلقى للعامة فهي خَاصَّة جِـدًّا، للذين قد بلغوا من الوعي والإيمان مرتبة اليقين، فنحن خصنا الله بهذه النعمة العظيمة، ويجب علينا الاستفادة هذه الدروس العظيمة والتلهف والتشوق والتهيئة لسماعها اليومية، والإقبال على هدى الله بروحية المتفهم وليس الفاهم، والتركيز على كُـلّ فقرة وكلّ جملة.

التقرب إلى الله بالطاعات والإحسان والاستغفار والتسبيح والدعاء للعلم القائم بالحفظ والرعاية، وأن يجعلنا له سامعين مطيعين، وفي رضاه سبحانَه ساعين وإليه بذلك متقربين، وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com