عيدُنا مباركٌ بكم..بقلم/ وسام الكبسي

 

أيها الرجال ولا سواكم:

على قمم الجبال الشُم جبالٌ من الصبرِ والثباتِ لا شُغل لهم إلا طردُ الغزاةِ ومرتزِقتهم وهم في بطون الأودية، أسود قد عرف العدوّ طريقةَ اصطيادهم لهُ بمهارة لا مثيلَ لها في تاريخ الصراع، وَفي تلك الصحاري يعانقون الفرقدين شموخاً وإباء لتدوس أقدامهم جحافل الغزاة وعلوجهم وسِرعان ما تلتهم الرمال قطعانهم؛ حتى لا يتأذى ملائكة الأرض بعفنهم النتن.

وتجدهم عصا موسى في يد أبي جبريل على امتداد السواحل يتصفحون وجِهة الأعداء عن كثب بجهوزية تفوق ما سبق بمئات المرات، في أيديهم شَبَكْ الصيد متلهف لتحويل البوارج ومن عليها إلى وجبةٍ دسمةٍ لأسماك البحر وإغلاق المضيق في وجه العالم اقتصاديًّا إن اقتضت الحاجة.

 

رجال الله:

تحرسون الأرض وتذودون عن العِرض وتحملون أرواحكم على أكفكم؛ دفاعاً عن ديننا وأهلينا ومن أجل هذا سكنتم المتارس وسكنتكم الثغور فعشنا في سكينة لم نعش مثلها إطلاقاً، فأمِن الناس على دينهم ورَيعهم وتجارتهم، وتقفون في وجه أعتى قوى العالم عتادًا وعُدةً وشيطنة، تحملون رسالةَ الله وهديَه للعالم الذي يتفرج على إبادتكم لما يزيد على سنوات ثماني من القتل والظلم والحصار، كُـلّ شغلهم وتفكيرهم وخططهم وتوجّـههم هو كيف القضاء عليكم وعلى مشروعكم فحشدوا كُـلّ طاقاتهم وإمْكَاناتهم واستخدموا كُـلّ أوراقهم فنِفدت أَو كادت ولم يزدهم ذلك إلا تراجعًا وهزائمَ لم يعرف التاريخ لها مثيلًا فيتبددوا أكثر وينتشر نور الله أكثر فيزادوا عتواً ونفورًا.

حيثُ أنتم والسماء تُقبّل أقدامكم الطاهرة وأرواحكم الزاكية بنسائم أنفاسكم المُسبِحة والمستغفرة آناء الليل وأطراف النهار تتدبرون آيات الكون في خشوعٍ وروحانيةٍ عَطِرة، زادكم من هدي القرآن ومعينكم قرناءه، حَيثُ أنتم في الجبال والشعاب والوديان والصحاري وَالشواطئ، في المدن والقرى في المتارس والمواقع؛ سعادتكم في إسعاد شعبكم والدفاع عنه.

فعيدكم ليس في ملبسٍ جديد أَو غيره حتى أصبحتم السعادة التي يملكها المواطن في نيل شرف زيارتكم في أَيَّـام العيد مقدماً، ما جاد به الزمن من (جعالة ولحم وملبس) في حالةٍ من الاستحياء مقابل ما تقدموه من تضحيات ومواقف.

ملتمسين العذر منكم ومَن لم يجد فقد نذر صومهُ ودعاءهُ في الأيّام المباركة بأن الله يحفظكم ويرعاكم ويثّبتكم ويمدّكم بجنود السّماء والأرض.

لسان حال شعبكم يلهج بالدعاء والمباركة لكم بالعيد وأصبح حديثهم (أعيادنا جبهاتنا) وعليه فقد عقدوا الإحرام وساقوا الهدي إلى موَاطِنكم موَاطِن العزةِ والشموخ يسعون من جبهةٍ إلى أُخرى مبتهلين إلى الله القدير ومعكم يتبرؤون من الشيطان الأكبر ويرجمونه بجمرات القذائف والمدافع، ليشاركوكم احتفال عيد الأعياد عيد الولاية بمحبةٍ صادقة وولاءٍ خالص وعشقٍ روحاني، ويقطعون عهدًا لا حنث فيه لكم أنهم سيكونون لأبي جبريل كما كان جدهم الأشتر لجده ابن أبي طالب -عليهم السلام-.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com