المواجهةُ الحتمية وحتميةُ المواجهة..بقلم/ نادر عبدالله الجرموزي
في ظل غيبوبة الضلال العميقة التي انسدح فيها أولياء الطاغوت متلكعين، ضالين، راكبين موجة الحماقة والغي، نأوا بعيدًا عن فرصٍ من ذهب تكاد تكون بمثل ساتر لسوءاتهم ووهنهم وحبل نجاةٍ يخرجهم من ظلماتٍ بعضها فوق بعض أبوا إلاّ أن يغرقون أنفسهم في خلجاتها، سمّاعين طائعين لوساوس ومكائد طاغوتهم، مقحمين أنفسهم في مستقبلٍ مخزٍ ومذلٍ يجعل منهم رفاتاً ويجعل حديدهم وسلاحهم وفخرهم أعجازُ نخلٍ خاوية.
لقد عبثوا وبغوا وطغوا وأكثروا الفساد، تنصلوا عن مطالب حقوقية وإنسانية مستبيحين بجرم أفعالهم معاناة الشعب اليمني المظلوم المكلوم، مكابرين في مراوغتهم والتواءهم، موظفين ومستثمرين فرص من السلام المؤقتة في إعادة ترتيب أوراقهم التي جعلها رجال الله أشلاءً ممزقة بفضل من الله وتمكينه، ظناً وجهلاً منهم -بمحاولات بائسة ويائسة- أن يتمكّنوا من فرض مشاريعهم وأهدافهم وآمالهم بصور وعلى جوانب مؤامراتية متعددة تجسدت في تحَرّكاتهم من خلال التوجّـه لضرب الداخل وتفتيت نسيجه ولحمته، أَيْـضاً على صعيد ذَلك فشلهم وتعريتهم في حربهم -بواسطة عملاءهم في الداخل- على الجانب الأمني والإخلال بالجبهة الداخلية، إضافة لتصديرهم للدعايات والشائعات الإعلامية على حساب أبواقهم المأجورة وقنواتهم المسمومة الخبيثة، كُـلّ هذا جاء بعد فشلهم المجلجل ميدانيًّا، آخذين من الهدن الإنسانية استراحاتٍ ومنطلقًا لمحاولات التفافية بنكهة السلام وما هيّ إلاّ كسرابٍ بقيعةٍ يحسبها الظمآن ماءً حتى إذَا جاءه لم يجده شيئاً.
ها نحن بفضلٍ من الله وتأييده متكلين على الله واثقين بنصره ووعده باذلين أسباب التمكين الإلهي الذي رسمه الله تعالى في قوله: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ” نرى قيادتنا الراشدة مستنفرةً في الاستجابة لهذا التوجيه الإلهي المتضمن حول الإعداد والجهوزية، وقد أفصح المتحدث الرسمي مجاهراً مفصحاً مهيباً ومنذراً أعداء الله بأن قواتنا على أهبة الاستعداد -ولله الحمد والفضل- وتنتظر توجيه القيادة لقبض أرواحهم وانتزاعها بلا رحمة ولا شفقة ولا وهن، وقد رأوا ما رأوا في استعراضات عسكرية متوالية، رأوا قوة الله الغالبة التي ستمرغ أنوفهم وتخطف أبصارهم وتكسر عنجهيتهم وطغيانهم وتفشل مؤامراتهم وخبثهم بحولٍ من الله وقوته.
هنا تأتي “المواجهة الحتمية” التي تلوح قريباً وتصدع مآذنها وتجلجل للمعركة الكبرى التي سينتصر فيها الحق وأعوانه ويبطل ويزهق باطل الذين كفروا واستكبروا وسيهزم الجمع ويولون الدبر.
لقد كشف الله تعالى حقائقَ عن العدوّ في آيةٍ واضحة وبينة: “وَلَن ترضى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ، مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ”.
ما نراه في واقعنا المعاصر زمن كشف الحقائق يرجعنا ويحوجنا أكثر إلى أن نعود ونسترشد ونتشرب من هدى الله؛ لكي نعيَ حقيقة المواجهة ونعرف أساليب العدوّ ونربطها على الأحداث.
ها نحن اليوم -بظاهر أعظم ناهيك عن خفايا وحقائق أصيلة متأصلة عن اليهود- نلمس الآية، نلمس مضمونها ورسالتها الإلهية “حتى تتبع ملتهم” يريدون منا أن نكون بمقاسهم وعلى دينهم، على طريقتهم من خلال ما أعلنوا عنه أخيراً بترويجهم للمثلية، يريدوننا أن نصبح أُمَّـة مثلية (المجتمع الميمي) الذي يجسد ويأتي في مضمونه أخطار تهدّد ديننا الحنيف وعقيدتنا المثلى ومبادئنا الزكية، يريدون أن ننحرف حتى نتيه ونضل ونضعف ويتمكّن منا أعداء الله وهذا أمر خطير جِـدًّا جداً جِـدًّا.
هناك توجّـهات إفسادية للأخلاق تضرب بالأمة المؤمنة ناهيك عن وسائل الحرب الناعمة، تأتي هذه المرة بمواجهة مباشرة، وبفرضية قانونية مشرعنة وبصوت مرتفع منهم يدعوننا إلى الرذيلة واستباحتها بكل قبح وعار لعنهم الله أينما ثقفوا.
نحن اليوم أمام مفترق خطير جِـدًّا، يريدون أن يكثروا من نسخ البابا الفاتيكاني (المخنث الكبير)، يريدون أن يحقّقوا معاهدة سيداو (لا يسع الحديث لشرحها تجسد في نصوصها مضمون إباحة الحرمات التي جاء بها ديننا الحنيف) يريدون أن يطبعوا القادة والزعماء والسؤال هنا يكمن؟ الدول المطبعة مع أرباب الكفر الذين تولوهم في جميع سلوكياتهم المنافية لما جاء به ديننا من خلال افتتاح البارات والخمور و… هلم جرًّا، وبحجّـة وتحت مظلة هيئة للترفيه بدل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هنا يأتي الشق الأخير من عنوان المقال “حتمية المواجهة”.
يتحتم علينا نحن كأمةٍ مؤمنةٍ أن ننتصر لدين الله وعقيدتنا الإسلامية ومبادئنا العظيمة ونتحَرّك لنصرة مقدساتنا الدينية وشعائرنا العظيمة؛ لأَنَّها محل خطر تقع بيد من لا أمان لهم، من هم أولياء لليهود والطواغيت!
يجب أن نعيَ الخطر الذي يحدقُ بنا وبهُــوِيَّتنا الإيمانية، وأن يكون هناك توجّـهٌ لنصرة الدين ومقدساته وتولي آل بيت رسول الله الأطهار، سيأتي هذا اليوم قريباً عاجلاً غير أجل، سيقود ويتولى الحرمين الشريفين سيدي وقائدي علم الهدى/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -أعانه الله وأمكنه ونصره-.