عندما أُقصي عليٌّ أُحرِقَ القرآن..بقلم/ بتول عبدالله الحوثي
القرآن كتاب الله المقدس الذي تكفل سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف لتبقى رسالة الله الأخيرة صحيحة خالية من الشوائب والشبهات لعلمه أنه قد يتعرض لذلك.
وشرع لحفظه من الانحراف أئمة ﴿يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ﴾ بهم يقرن القرآن وتطبق تعاليمه وتسير شؤون الأُمَّــة وفق توجيهاته لتحفظ هي أَيْـضاً من فرض ولاية أمر من نوع آخر غير تلك التي أمر بها الله على لسان نبيه -الذي لا ينطق عن الهوى -في يوم الغدير وأمام الجموع من حجاج حجّـة الوداع بعد أن رفعه على منصة الأقتاب وقال (هذا).
فاتجهت الأُمَّــة غير اتّجاه ذات اليمين وعزفت عن أمر رسول الله وسعى من تولى أمر الأُمَّــة آن ذاك أن يغيب أَو يشوه أي أثر يخجله من فضيحة المخالفة فاصطدم بآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ وهو يعرف جيِّدًا من هو المعني بها؛ فأُجبِروا على إقصاءها هي وغيرها من الآيات التي تنافي ما هم عليه من صفات ومثالب وتشير بشكل أَو بآخر إلى شخص علي ومناقبه الحسنة وكماله الإيماني وكفاءته العظيمة لتطبيق الدين ومؤهلاته الربانية لتولي مهمة حفظ القرآن والأمة على حَــدّ سواء.
وبدأ السعي من تلك اللحظة إلى تهميش القرآن وجعله حبراً على ورق لشرعنة أفعالهم وليتنعموا بلقب خليفة رسول الله بدلاً من مخالف رسول الله ورسالته وكتابه، حتى اندرست تعاليمه وضاعت قيمه وشوهت آثاره وضعفت قيمته حتى في نفوس أتباعه فما بالك بأعدائه.
وهكذا أصبح حاله اليوم يحرق ويمزق ويسب ويشوه ويتهم في صدقه وفعاليته، كما يشوه ويدنس ويعادى ويحارب أتباع علي وحاملي ثقافة حديث الغدير.
هذا الارتباط الوثيق ليس غريباً فالقاعدة المحمدية تقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي.