الولايةُ بريقُ حَقٍّ لا تحجُبُه الأباطيل..بقلم/ منير الشامي
كعادتهم سنوياً وفي كُـلّ مناسبة دينية سعّر الكارهون للحق في الداخل والخارج من حملتهم الإعلامية لصد اليمنيين عن إحياء ذكرى عيد الله الأكبر ورفعوا من مستوى صخبهم الإعلامي بوتيرة أعظم وأشد من كُـلِّ الأعوام السابقة وعبر مختلف المنابر والوسائل الإعلامية لصد اليمنيين عن إحياء عيد الله الأكبر (يوم الولاية) وذكرى غدير خم لدرجة أنهم اعتقدوا قطعاً بنجاح حملتهم المسعورة وتفوق صخبهم الهيستيري وتوقعوا تدني الحضور الشعبي يوم الذكرى إلى أدنى مستوياته في مختلف الساحات؛ الأمر الذي نتج عنه تلقيهم لأعنف صدمة فجهودهم راحت هباءً وحملتهم كانت سراباً، وهم يشاهدون بأم أعينهم أن الزخم الشعبي لإحياء هذه المناسبة تضاعف عن العام السابق، وأن عدد الساحات زاد بنسبة 250 % عما كانت عليه العام الماضي.
ولا غرابة في ذلك؛ لأَنَّ هذا هو النتيجة الطبيعية التي تعكس مستوى إفلاس المرجفين أمام صلابة الهُــوِيَّة اليمانية ونمو الوعي الشعبي واتساعه المتزايد عامًا عن عام.
وهنا لن أخوض في تحليل الجانب الكمي لزخم المناسبة فثمة جوانب أُخرى للمناسبة هي الأهم والأولى في الحديث عنها ولعل أهمها الرد على ما تضمنته حملة الكارهين للحق والمحاربين لأهله من تشويه للمناسبة وتضليل لحقيقتها وافتراءات كاذبة وباطلة أزهقها الوعي الإيمَـاني والقرآني لشعبنا اليمني وصارت كرماد اشتدت به رياح الهُــوِيَّة اليمانية في يوم عصفها وهو ما نبينه كما يلي لعلهم يهتدون.
لقد اختلفوا في حملتهم فمنهم من أنكر فيها واقعة الغدير كليًّا وأصدر تعميماً بمحاربة الخرافة حَــدّ زعمه من فنادق الرياض ومنهم من أنكر مضمونها ومنهم من شوه حقيقتها ومنهم من بدّع إحياءها ومنهم من استغلها استغلالًا مذهبيًّا وطائفيًّا وعرقيًّا وسلاليًّا وَ… إلخ.
فأقول لهم: لقد أعماكم بغضكم للمناسبة وأضلكم نفاقكم وكشفكم خبثكم ففضحتم أنفسكم من خلال حملتكم المسعورة من حَيثُ لا تشعرون، من وزيركم إلى حقيركم وكلكم حقراء فوزيركم الذي أنكر واقعة الغدير ووصفها بالخرافة ودعا إلى محاربتها نسي أنه بوصفه لعيد الغدير بالخرافة قد وصف تحقيق الكثير من مشايخه الذين يجلهم بالخرافة من محقّقي حديث الغدير وقولهم إنه حديث متواتر ومعلوم أن المتواتر أصح الأحاديث، ومن قال منكم إن إحياء هذه الذكرى والاحتفال بها بدعة فقد كذب على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ لأَنَّه أول من أحياها في أكبر حشد إسلامي للأُمَّـة اجتمع عصر الرسالة وهو أول من احتفل بها وكبر بكمال الدين وتمام النعمة ورضي الله بالإسلام ديناً لأمته، فهو من أرجع السابق وَانتظر المتأخر وَبدأ الاحتفال عند اكتمال الجمع كما هو ثابت في كتبكم بمختلف أنواعها من كتب الحديث والسيرة وكتب التاريخ.
وأما من حاول منكم تشويهها بالطائفية والسلالية والعنصرية فقد أخطأ الاختيار؛ لأَنَّ الإمَـام عليًّا -عليه السلام- لم ولن يكون يوماً لمذهب ولا لطائفة ولا لسلالة بل هو مثل للإنسانية جمعاء وقد والاه وعشقه العظماء والمفكرين والسياسيين والأحرار من كُـلّ أنحاء العالم ومن مختلف النحل والملل وحتى الأمم المتحدة على حرب الإسلام أصدرت قرارًا أقرت فيه وأكّـدت أن الإمَـام عليًّا -عليه السلام- أعدل خليفة ظهر على سطح الأرض، وأما من جحد منكم ولاية الإمَـام عليّ -عليه السلام- وأنكرها فنقول له الإمَـام عليّ ليس بحاجة إلى إقرارك له بالولاية بل أنت من تحتاج إلى الإقرار له بالولاية عليك، واعلم أيها المبغض أن الولاية أشمل وأعم من الخلافة وما خلافة أمر الأُمَّــة إلا أدنى مهامها وقد كانت عند أمير المؤمنين لا تساوي شراك نعله، إلا إن يقيم بها حقاً أَو يدفع بها باطلاً.
فكفاكم جحوداً لحَقٍّ لا يُجحد، ونورٍ لا يُحجب، ونعمةٍ لا يُكفر بها، والسلام على من اتبع الهدى.