الولايةُ وحمايةُ الأُمَّــة من الضلال.. بقلم/ محمد الضوراني
الولايةُ مناسبةٌ إيمانيةٌ لكل الأُمَّــة الإسلامية، التي أعلن من خلالها الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وعند عودته إلى المدينة من الحج وفي منطقة اسمها الجحفة في منطقة من وادي غدير خم، في تلك المنطقة نزل عليه قول الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، في هذا اليوم العظيم والمبارك رُصَّت أقتابُ الإبل للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وكان الوقت وقت الظهيرة وتحت حرارة الشمس؛ لأَنَّ الكلام مهم والمسألة ضرورية وحاسمة، هناك تقدم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بجانبه الإمَـام عليّ -عليه السلام- قال الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-: “إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض”، فقال -صلى الله عليه وآله-: «إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه».
قال ذلك ثلاث مرات أَو أربع، ثم قال -صلى الله عليه وآله-: “اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره”.
إن قضية الولاية قضية مهمة وأمر إلهي لصلاح هذه الأُمَّــة والحفاظ عليها من الانحراف عن منهج الله الصحيح، نجد اليوم الفرق واضحًا بين من تولى الله ورسوله وتولى الإمَـام عليًّا من جسد الإيمان على أرقى مستوى وتعلم على يد الرسول وهو باب مدينة العلم، والاختيار جاء لرجل قادر على إصلاح الأُمَّــة وهدايتها واستقامتها على المنهج الصحيح والتوجّـه السليم بعيدًا عن الثقافات التي جاءت إلينا وهي بعيدة عن منهج الله وعن منهج الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وجاءت لتجعل هذه الأُمَّــة أكثر ضعفًا وانهزامًا وانقسامًا لصالح الأعداء من اليهود ومن تحالف معهم.
إن موضوع الولاية ليس لمُجَـرّد التعصب أَو لمُجَـرّد مذهبية أَو مُجَـرّد كلام عابر، الولاية تحمي الأُمَّــة وتحفظها من السقوط في حبال وشباك الأعداء وتجعل هذه الأُمَّــة أكثر قوة وتماسكًا وترابُطًا في مواجهة المشروع الذي تحَرّك به أعداء هذه الأُمَّــة من اليهود والنصارى ومن تحالف معهم من المنافقين الذين تحَرّكوا وفق مسار أعده اليهود، مسار ضلال الأُمَّــة وإضعافها في كُـلّ المجالات.
إننا عندما نعرف من نتولاه ومن نكون متحَرّكين بنفس مسارهم وتوجّـهاتهم التي أمرنا الله بها سوف نحمي أنفسنا ونحصِّنها من السقوط الفكري والثقافي والانحراف في التوجّـهات والثقافات، وبالتالي نصبح أدوات بأيدي الأعداء يقودون هذه الأُمَّــة كيفما يشاءون.
وقد وجدنا اليوم من تركوا الولاية وتمكّن منهم فريق الشيطان فأبعدهم عن التولي الحقيقي للتولي لمن هب ودب وباسم ولي الأمر وأنه لا بد من طاعته ولو كان كافرًا ولو كان غير صالح، هذا التولي الذي يريده أعداء الله بحيث يتمكّنون من السيطرة على الأُمَّــة والتحكم بها وتحديد ولي أمرها ومن يقود هذه الأُمَّــة وهو في الحقيقة متوليًّا لأعداء الأُمَّــة بل تابع ذليل لمشاريعهم وأهدافهم.
إن الولاية عزة وكرامة وشموخ لكل الأُمَّــة الإسلامية، وَإعداد واستعداد نفسي وفي كُـلّ المجالات لمواجهة أعداء هذه الأُمَّــة وفق مسار صحيح وتوجّـه صحيح ومنهجية صحيحة، ومع قيادة أمرنا الله أن نكون معها وأن نتولاها ونسير كما ساروا ويسيرون في السابق والحاضر والمستقبل.
إن ولاية الإمَـام عليٍّ -عليه السلام- وولاية أولياء الله من قرناء القرآن امتداد لولاية الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وامتداد لولاية الله -عز وجل- العظيم والقوي والكريم، من له ملك السماوات والأرض ولا شريك له من كُـلّ المخلوقات.
إننا نتولاك يا الله ونتولى رسولك -صلوات الله عليه وعلى آله- ونتولى الإمَـام عليًّا -عليه السلام- من أمرتنا بتوليه ونتولى أولياءك من عبادك الصالحين المجاهدين ونبرأ إليك يا الله من أعدائك وأعداء رسولك -صلوات الله عليه وعلى آله- وأعداء الإمَـام عليّ -عليه السلام- وأعداء أوليائك الصالحين المجاهدين المتقين.