ثـم مـاذا يـا أُمَّـة الإسلام؟! بقلم/ أسماء الجرادي
تمر الأُمَّــة الإسلامية اليوم بأصعب الظروف نتيجةً لعدد من الأزمات التي واجهتها وما زالت تواجهها مما أَدَّى إلى إضعافها، فوصلت اليوم لأدنى مستوى من الإذلال والمهانة.
فبعد أن كانت خير أُمَّـة أخرجت للناس وبعد القوة التي وصلت إليها في عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وسلم- هَـا هي تعاني الأمرَّين، وتواجه هجمة عدوانية ظالمة وحاقدة، فقد نجح الأعداء بتفريقها وتمزيقها ومن ثم السيطرة عليها، لقد زرعوا العملاء الذين قاموا بإشعال الفتن والحروب وتدمير الأُمَّــة من الداخل، وها هم اليوم يستضعفون هذه الأُمَّــة ويستهينون بها بعد أن حذرنا الله في كتابه الكريم في معظم الآيات وأوصانا وصايا كثيرة تجاهلناها ومنها أنه أمرنا بأن نحاربهم ونترك لهم مكان بيننا إلَّا أن يدفعوا الجزية صاغرين، وأخبرنا أننا إن لم نحاربهم أنهم سوف يتآمرون علينا حتى يسيطروا علينا مهما كان بيننا وبينهم من عهود ومواثيق أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع دينهم، فأخبرنا أن لا نتيح لهم مجالاً للتكبر والسيطرة علينا، وللأسف تجاهلنا كُـلّ الأوامر الإلهية الخَاصَّة بأمن الأُمَّــة وجرينا خلفهم نطلب العيش والسلام وهو ما لم نحصل عليه ولن نحصل عليه أبداً برغم كُـلّ التنازلات التي قدمناها، لقد واليناهم وطبعنا معهم ومع كُـلّ هذا لم نجنِ من هذا غير الحرب والقتل ووصلنا للمستوى الأضعف، وها هم يعتدون على مقدسات الأُمَّــة في فلسطين وقتلوا الكثير من أبنائها ودون أن يرتفع لهذه الأُمَّــة صوت، فهم ما زالوا يحلمون بالسلام، وها هم أَيْـضاً يعتدون بالسب على أشرف الخلق محمد بن عبدالله الصادق الأمين وتجاهلنا كُـلّ هذا بحجّـة أنهم لن يصلوا إليه بشيء فأصبح الاعتداء والسب والكلام على رسول الله بالشيء المعتاد لم يؤثر في مشاعر المسلمين كما ينبغي.
واتجهوا مؤخراً للاعتداء على كتاب الله الكريم فقاموا بإحراقه وتمزيقه واللعب فيه ورميه أمام الجماهير وبشكل علني أمام الحكومات ووسائل الإعلام والتي تداولت هذه الأفعال بشكل استفزازي لما تبقى من مشاعر لدى المسلمين، وللأسف لم يكن هذا الحادث كافياً بإيقاظ ضمير حكام الأُمَّــة فقد استمروا في تجاهلهم؛ لأَنَّهم ماضون في طريق السلام ويجب أن يتجاهلوا ويردّدوا قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فيوهموا أنفسهم بمعنى هذه الآية أنهم لا يتدخلون؛ لأَنَّ الله هو الحافظ لكتابه، صحيح أن الله هو الحافظ وهو من يحفظ كتابه الكريم وكلماته العظمى من التحريف والضياع ولكنه لم يقل أن نبقى هكذا مهانين ونسمح لأحقر الخلق وأبناء الشياطين أن يتطاولوا على أعظم الكتب وأن يستهينوا بخير أمة.
القرآن الكريم أُنزل على النبي العربي محمد بن عبدالله الصادق الأمين كتاب عالمي أتى جامعاً وكاملاً وماحياً لجميع الكتب السابقة التي تعرضت للتحريف، فما كان من الأعداء الغربيون الحاقدون الحاسدون إلا أن يرفضوه ويقوموا بحملات معارضة وتشويه ساعدهم فيها ضعف الدول الإسلامية وتفككها وتوكلها على الله في هذه الأمور.
القرآن الكريم أنزل رحمة للعالمين كما قال تعالى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ، وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ) وتردّدت الآيات التي تذكرنا أن هذا القرآن نذير ورحمة وذكر للعالمين وليس محصورًا لفئة دون أُخرى ولا لدولة دون أُخرى، هو للجميع وحمايته واجب الجميع والاعتداء عليه هو اعتداء على كُـلّ العالم إن كانوا يعقلون، والخاسر حقاً هو من تجاهل هذه الكلمات الإلهية كما قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ومَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ)، هم خاسرون وسوف ينالوا جزاءهم ونحن أشد خسراناً لسكوتنا وتجاهلنا لأوامر الله، وبهذا سوف نخسر أكثر وأكثر إلى أن نفقد عقيدتنا.
أمتي هل يكفينا كُـلّ هذا الذي حصل لنا، ألم يحن الوقت؛ لأن نصحوا ونستعين بالله ونبني هذه الأُمَّــة من جديد ونعيد لها مجدها وكرامتها التي أضعناها ونحن نبحث عن السلام، هيا لنسلك الطريق التي وجهنا الله بها، طريق القوة فالقوة هي من ستجلب لنا السلام الحقيقي، السلام مع القوة لا الضعف والاستسلام، إن ما حدث كافٍ ليوقظنا من سباتنا، ماذا ننتظر بعد كُـلّ هذا؟!
لنعلم أن القوة بأيدينا وأن ما هم إلا ضعفاء أذلاء وقد أخبرنا الله عنهم ليطمئننا بقوله: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) صدق الله العظيم، وهو ما لاحظناه واقعاً في الحروب مع إسرائيل وكذَلك بالحرب الأوكرانية الروسية، فما نحتاجه نحن فقط هو قوة الإيمان وَتطبيق ما جاء في كتاب الله من أوامر، وسوف يكون النصر وتعود أمتنا عظيمة يهابها الأعداء، وتعود خير أُمَّـة أخرجت للناس بعون الله.