ولايةُ الإمام علي وأعلام الهدى سفينةُ النجاة من طوفان الإفساد والإضلال.. بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
يثبت الواقع أن الاختراقات والانحرافات والضياع ومتاهة الشبهة وظهور مشايخ ومن يسمون أنفسهم علماء ومرجعيات دينية محسوبين على الإسلام، ونشوء ضلال وزيف فكري وثقافي وتخلف علمي والبحث عن الثقافات المغلوطة التي حصلت للأُمَّـة الإسلامية، كان نتيجتها هو الانحراف عن مسار الولاية الذي وجه وأمر به الله رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-، وبلغه رسول الله في حجّـة الوداع استجابة لتوجيه الله، حَيثُ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَـمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، بعد نزول هذه الآية، وفي وقت الظهيرة، في وقت حرارة الشمس، وحرارة (الرَّمْضَاء) أعلن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- لمن تقدم أن يعودوا، وانتظر في ذلك المكان حتى تكامل الجمع، وبعد ذلك رُصَّتْ له أقْتاب الإبل ليصْعَدَ عاليًا فوقها؛ لتراه تلك الأُمَّــة -إن كان ينفعها ذلك- لتراه، لتشاهده، وهي تعرفه بشخصه، لترى عليًّا يد رسول الله رافعة ليده وهي تعرف شخص (علي) ومن فوق تلك الأقتاب يعلن موضوعاً هاماً، يعلن قضية هامة هي قضية ولاية أمر هذه الأُمَّــة من بعده -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
والإمَـام عليٌّ -عليه السلام-، رجل معروف وله مواقف كثيرة، فهو من تربى في كنف رسول الله، وكان يقول: ((علي مع القرآن، والقرآن مع علي، علي مع الحق، والحق مع علي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)).
كلّ ذلك كان كافياً لأن يلزموا بتوجيهات الله ورسوله، ولكن الانحراف عن خط الولاية حرف مسار الأُمَّــة، كُـلّ من سار على منهجية الإمَـام عليٍّ، هم أعزاء أمام أعداء الله منصورون بنصره، الواقع يشهد بذلك ولنا نموذجٌ من الدول الإسلامية إيران دولة عظمى تمتلك قوة نووية عظمى في مواجهة قوى الشرك والضلال، حزب الله في لبنان نموذج إيماني راقٍ تهابهم إسرائيل وأمريكا يجرعون الصهاينة كؤوس الردى، أنصار الله في اليمن أعزاء كرماء منصورون بنصر الله، الحشد الشعبي في العراق كيف لقنوا داعش درساً قاسياً وحرّروا العراق من التكفيريين مشروع الصهاينة في المنطقة العربية، ومساعي تأسيس محور المقاومة لمواجهة مشاريع الإضلال والإفساد والتدجين ومصادرها أمريكا وإسرائيل، وكيف موقفهم تجاه الاستفزازات للأُمَّـة العربية والإسلامية من قيام الصهيونية العالمية بالرسوم والأفلام المسيئة للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، وظاهرة إحراق القرآن الكريم، أمام الإعلام العالمي، لقد ندّد قادة محور المقاومة بهذه التصرفات غير الأخلاقية.
وكيف ولاية الطاغوت أمريكا وإسرائيل، كيف أصبح واقع من يسارعون فيهم في ضلال فكري وثقافي وأخلاقي وقيمي وَمستنقع من الفساد الأخلاقي، لم يعد لهم إنسانية ولا ضمير ولا غيرة على رموز وأعلام الدين الإسلامي، فهم بذلك يعرضون أنفسهم لسخط وغضب الله وَللزوال الحتمي.
فما أحوجنا للعودة الصادقة لولاية الله ورسوله والإمَـام عليٍّ -عليه السلام- وعترته الأطهار أعلام الهدى الشهيد القائد -رضوان الله عليه- الذي نبهنا قبل 23 سنة من خطورة أمريكا وإسرائيل واليهود ووضح من خلال الدروس والمحاضرات الحجّـة وضحى بنفسه؛ مِن أجلِ إنقاذ الأُمَّــة، والسيد القائد -يحفظه الله- الذي يوضح ويبين ويقدم الدروس والمحاضرات العظيمة التي هي بمثابة علاج للواقع الشائك، وما أحوجنا للالتزام بهذه الدروس العظيمة في واقعنا العملي، فهم سفينة النجاة في عالم يسوده طوفان الضلال والإفساد والانحلال الأخلاقي.