ربَّانيُّ آل محمد.. بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
بدر الهدى، نعم لقد كان كذلك ينير الدروب ويهدي الأُمَّــةَ لمنهجية الله في واقع سادة الضلال والانحلال الفكري والقيمي، كان يسعى في مواجهة كُـلّ المتطرفين في كُـلّ الطوائف والفئات التي انحرفت عن طريق ومنهجية الله؛ فكتابُ “الردود على الشبهات” يزخرُ بالتوضيحات كانت الأُمَّــة تفتقد مثلها، حافظ من خلالها بدر الدين على الأُمَّــة وقدّم الحججَ والبراهين التي تدحض كُـلّ شبهات من غزو المتطرفين.
كان أُمَّـة بحد ذاته، سعى مجاهداً في تعليم المجتمع منهجية الله، كعَلَمٍ من أعلام الهدى؛ فاستطاع بناء جيل قرآني عظيم مفعَم بالإيمان يمقتُ الطواغيتَ والمستكبرين.
لقد كان بدر الدين الذي لو تأملت واطلَعت على تفاصيل حياته ومؤلفاته لوجدتَ منبراً عظيماً لإقامة دين الله، بكل تفاصيله وتوضيحاته، لقد أحيا معالم الدين التي كانت غائبة، في عالم يسوده الضلال وفي ذروة اليقين بالأفكار الباطلة، لم يكن يجرؤ أي عالم أن يقدم ما قدمه بدر الدين -رضوان الله عليه-.
عندما سعى الضُّلالُ لتفسير القرآن الكريم على أهوائهم؛ لأَنَّهم لم يستطيعوا أن يحرِّفوا القرآن الكريم، قدَّمَ السيد العلامة بدر الدين -رضوان الله عليه-، مجلدات عديدة تحت عنوان “التيسير في التفسير – للقرآن الكريم”، بصورة سهلة وفطرية للإنسان؛ لكي يستوعب آيات القرآن الكريم كما أراد الله أن يكون، فجسّد ذلك حديث رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): “إني تاركٌ فيكم شيئاً لن تضلوا من بعده أبداً: كتابَ الله وعترتي”، لن نستطيع فهمَ القرآن الكريم إلا من خلال عترة آل محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، فالتيسير في التفسير، سهلُ الطريقة والتوضيح الحقيقي لمعاني مفردات وَآيات وسور القرآن الكريم.
ولو بحثت حول كيف كانت حياة بدر الدين، لوجدت أنها حياةُ الأنبياء والمرسلين والصادقين، من التواضع والزهد والجهاد والكفاح؛ مِن أجل إيصال هدى الله للأُمَّـة، كان حريصاً على هدايةِ الأُمَّــة، كان لا يأكل إلا حلالاً، وتحَرّك وفق معايير قرآنية.
أثمرَ بناؤه أعلامَ الهدى الشهيد القائد -رضوان الله عليه- والسيد القائد -يحفظه الله- فهم ثمرة من ثمار البناء القرآني رباني آل محمد، من واجهتهم قوى الشرك والضلال لما حملوه من العلم والمعرفة الإلهية التي تحقّق على أيديهم العزة والكرامة للأُمَّـة.
لكن النظام الظالم سعى لتنفيذ موجّهات الكيان الصهيوني؛ فشن عدوانًا على أسرة بدر الدين ومن يتحَرّك في صفهم بستِّ حروب ضروس، قدَّمَ آل بدر الدين أكثرَ من خمسين شهيدًا من الأطفال والنساء والرجال، فكانوا هم من بنوا لَبِناتٍ من العز في أَسَاس بنيان الإسلام الشامخ.
فرحمةُ الله عليه، وأسكنه فسيح جناته، وجعلنا من المقتفين أثرَه؛ لكي ننال رضا الله.