سياسةُ الأنصار ومخاوفُ رسمها الطاغوت.. بقلم/ عبدالله عمر الهلالي
من يتأمل في نهج أنصار الله اليوم في السياسة يجد أن كُـلّ ما يطمح له موجودٌ في سياستهم، ستجد الحرية والعدل الذي هو أبلغ من المساواة.
أولاً وقبل التأكيد على ذلك نتطرق في حديث الأنصار المتكرّر عن الولاية ماذا يعني ذلك؟
من يفهم معنى الولاية التي يتحدث عنه الأنصار سيعرف أنها ليست حديثًا عَمَّن الذي يتربع على عرش رئاسة الجمهورية وإنما بمن تقتدي الأُمَّــة وإلى من تنظر ومن الذي يربيها ويربي شعوبها ويذكرها بمسؤوليتها ويصلح الاعوجاج في وضعها ويقيم الحق في أوساطها ويؤاخي بين بلدانها ويعمل على أن يخرجها من ظلمات الجهل إلى نور العلم وطريق الصلاح ويكون قائداً لثورة تقام في وجه أي باطل يستشري.
إذاً يجب أن نعرف أن الولاية أكبر من أن تكونَ رئاسةَ جمهورية، وهي لا تتعلق بشأن بلد اليمن فقط، بل هو خطاب للأُمَّـة كُـلّ الأُمَّــة أن تبحث جيِّدًا، فهيَ بين خيارينِ: إما ولاية الله، أَو ولاية الطاغوت، حتمية لا مخرج منها.
إذاً ما هي معايير الرئيس للجمهورية اليمنية؟ وكيف سيكون تكليفه على كرسي الحكم؟
معايير رئيس الجمهورية في سياسة الأنصار تقومُ على مبدأ الكمال الذي يعني أن يكون الرئيس شخصية مستقلة غير موالية للطاغوت، وشخصية تضمنُ للشعب العدل والاستقرار الأمني والمعيشي والاستقلال والحرية.
وشخصية تكون رحيمةً بالشعب وتحمل المسؤولية في تعليم وبناء شعبه على أرقى مستوى في كُـلّ المجالات وتنظيم الشؤون بحكمة وتدبير وتبنٍّ لمواقف الشعب، ولا ينظر الأنصار في معايير اختيار الرئيس للبلد إلى السلالة ولا إلى الحق الإلهي إطلاقاً.
وما يؤكّـد ذلك هو أن الشهيد الرئيس صالح الصماد، لم يكن من أهل البيت وإنما تحقّق فيه الشروط التي ذكرناها آنفاً.
كذلك اليوم الرئيس مهدي المشاط، ليس من سلالة أهل بيت الرسول معَ أنه ليس من المحرم أن يصعَدَ رئيساً للجمهورية من هذه السلالة؛ لأَنَّه أَيْـضاً لو حرمنا على هذه السلالة الحكم سيكون ذلك سلالية وعنصرية، وسيهدم علينا أُسُسًا مهمةً في السياسة، وهي أسس العدل.
هذا في ما يتعلق بمعايير الرئيس لكن كيف سيكون صعوده على الكرسي؟
لا جرم أنها ستكون هناك انتخابات على أرقى مما عليه كُـلّ انتخابات العالم.
الأنصار منذ اليوم الأول الذي مسكوا فيه السلطة حين دخلوا صنعاء تدعوا كُـلّ الأحزاب وكلّ الطوائف والمكونات إلى اتّفاق السلم والشراكة لإدارة البلد، وأنصار الله إلى اليوم وفي شتى مؤسّسات الدولة لم يحوثوا الوظائف ولا يعنصرونها إطلاقاً، من أعلى الهرم إلى أسفله ففي المجلس الرئاسي يوجد أعضاء من طوائفَ وأحزابٍ شتى.
كذلك في مؤسّسات الدولة، بل وصل الحال إلى أن الكثير من موظفي مؤسّسات الدولة يكرهون حتى الأنصار بل ويحرِّضون عليهم، وتسمعهم يجادلونك ويناظرونك.
في سياسة الأنصار سترى كثيرًا من المذاهب خطباءَ ومعلمين ومدرسين موجودين في حكومة الأنصار، وسترى كثيرًا من الأحزاب تشارك في السلطة بعكس مما عليه الوضعُ في الجنوب والمناطق المحتلّة.
هل عرفتم سياسة الأنصار في الحكم للبلد؟