إلى مقام أمير المؤمنين.. بقلم د/ حمود محمد عباد
يا سيدي وأنا ببحرِك نطفةٌ
ذابت ودادًا والودادُ بحورُ
فتوهَّجت روحي بسِرِّ وجودِها
فأضاءَ من أنوارِها التفكيرُ
يا عُروتي الوثقى تُقاك بصيرتي
وهداك في صدرِ الوجودِ ينيرُ
يا نَفْسَ (طه) يا مدينةَ علمِهِ
يا مَن به الحقُّ المبينُ يدورُ
يا وارثًا للأنبياء علومِها
وبفيضِ علمِك يسطعُ التنويرُ
يا هادمَ الأصنام يا خيرَ الورى
بعد النبي على الأنامِ أميرُ
يا ترجمانَ الوحيِ يا مولىً لنا
يومَ الغديرِ تباركُ التأميرُ
فاللهُ مولى أحمد وحبيبُه
والمصطفى مولى الملا المنصورُ
فأذاع مولانا النبيُّ ولايةً
ودعا وقال: وقولُه مشهورُ
من كنتُ مولاه فَـإنَّ وليَّه
هذا إلى المولى عليٍّ يشيرُ
رفع النبيُّ يدَ الوصيِّ كأنَّها
شمسٌ فشعت بالولاءِ بدورُ
وأقرّ (طه) للوجودِ ولايةً
فانساب في روحِ الوجودِ غديرُ
يا سيفَ رَبِّ العالمين يسلُّهُ
(طه) بوجهِ عدوِّه ويغيرُ
يا قدرةَ الرحمن بين عبادهِ
يسمو بفضلِ ولائه التنويرُ
يا قوةً لله تحمي دينَه
فيزولُ ظلمٌ كافرٌ وشرورُ
يا ملهمَ الأحرار آياتِ الفدا
ومعلمَ الثوراتِ كيف تثورُ
يا مَن بيانُ الجفرِ يحوي سرَّهُ
يا مَن يحارُ بعلمه التفسيرُ
يا آيةَ الرحمنِ بين عباده
فلأنت بشرى للورى ونذيرُ
يا سِرَّ علمِ اللهِ تحوي كُنْهَهُ
أمُّ الكتابِ ووحيُه المنشورُ
يا نورَ رَبِّ العالمينَ ينالُهُ
مَن باتِّباعِ الطاهرين بصيرُ
يا مَن بجوفِ البيتِ كان حدوثُه
والبيتُ من أسلافهم معمورُ
فالله زوَّجه ببضعةِ أحمد
فانساب في روح الحياة حبورُ
ونمت له في كُـلِّ روح زهرةٌ
وهمت على قلبِ الربيعِ عطورُ
فالحُبُّ في شعبِ السعيدةِ (حيدرٌ)
واللهُ أكبرُ والمحبُّ كبيرُ
سَلَّ اليمانيون حيدرةَ الوغى
سيفًا وسيفُ (محمدٍ) منصورُ
خاضوا على درب الجهاد سبيلَه
وجهادُهم بولائه مبرورُ
عرفوه قرآنًا يُرتِّلُ آيَهُ
أخلاقُه وسلوكُه تفسيرُ
أرسى أميرُ المؤمنين مسيرةً
للثائرين على هداه تسيرُ
فمتى يكون القدسُ في كف الهدى
فيعُمُّ في أرجائه التطهيرُ
ونرى (أبا جبريلَ) يرفعُ رايةً
في المسجدِ الأقصى لها تكبيرُ
فإذا الصلاةُ على النبي وآله
تحيي النفوسَ وللحياةِ ضميرُ
فيدُكُّ في وكرِ اليهودِ حُصُونَها
ويزولُ من بركاتِها التكفيرُ