بدرُ الهدى حامي الإسلام ومربِّي الأعلام.. بقلم/ أميرة السلطان
إن المتأمل في صفحات القرآن وخَاصَّة تلك الآيات المتعلقة بالاصطفاء الإلهي والاختيار يقف مبهوراً مما سيقرأ.
سيعلم يقيناً أن من يختارهم الله سبحانه وتعالى أنبياءً أَو أعلاماً لم يكونوا من أُسَرٍ عادية، بكل كانت أسرهم هي الأرقى والأنقى والأفضل على الإطلاق.
فعندما نقف عند قصة موسى -عليه السلام- ونتعلم منه معنى الإحسان أَو الثقة بالله سبحانه وتعالى نعلم يقيناً أن ذلك عائدٌ إلى أم عظيمة سلمت لأمر الله وبلغت من الإيمان مبلغاً لدرجة أن أوحى إليها الله وحياً.
تقرأ عن إسماعيل -عليه السلام- الذي قال لأبيه أفعل ما تؤمر وسلم لأمر الله ونعي جيِّدًا أن أسرته كانت أسرة عظيمة مؤمنة.
ثم نمر بقصة عيسى -عليه السلام- الذي كان منارة للتقوى والإيمان الخالص لله ويخبرنا القرآن عنه أنه ولد من رحم امرأة عفيفة طاهرة صانت نفسها وبلغت من الإيمان مبلغاً لم يبلغه أي رجلٍ من بني إسرائيل على كثرتهم في عصرها.
نأتي إلى نبينا الأكرم محمد -صلوات الله عليه وآله- الذي هو خاتم المرسلين ونعود إلى جده عبدالمطلب وكيف كانت صفاته وأخلاقه وترفعه عن أخلاق الجاهلية في عصره وحفاظه على دين الإسلام وتمسكه به.
نقف عند أخلاق أبيه عبدالله ومكرماته على الرغم من أن عبدالمطلب كان يمتلك من الأولاد الكثير إلا أن اختيار الله له ليكون هو والد خير رسله كان اختياراً وفق ما تقتضيه الحكمة الإلهية.
ثم نأتي إلى أم فاطمة الزهراء -عليها السلام- الصديقة خديجة وكيف كانت تلقب في قومها قبل الإسلام “بالعفيفة الطاهرة” وكان الاختيار الإلهي لها دون غيرها أن تكون هي من تنجب للنبي سيدة نساء العالمين لما بلغته من الإيمان والأخلاق العالية.
نبحث في سيرة أبو طالب عم النبي ووالد الإمام علي -عليه السلام- لم يكن اختيار عبدالمطلب له أن يتولى أمر النبي من بعده اختياراً عبثياً بل اختياراً مدروساً؛ لأَنَّه هو وحده سيكون المعلم والمربي للنبي والذي جاء من صلبه وارث علم رسول الله وخليفته من بعده الإمام علي -عليه السلام-.
وفي هذا الزمن وجب علينا أن نقف وقفة تأمل أُخرى ونسأل ما المبلغ الإيماني الذي بلغه السيد العلامة بدر الدين الحوثي لكي يختاره الله من بين ملايين المسلمين حول العالم ليكون هو والدٌ لعلمين من أعلام الهدى!؟
ما هي الدرجة من القرب إلى الله التي وصل إليها هذا العالم الرباني لكي يكون هو الأُستاذ والمعلم والمربي لرَجُلَين هما من كان على يديهما وما زال إنقاذ هذه الأُمَّــة؟
لم يكن السيد العلامة بدر الدين الحوثي بالرجل العادي بل نال فضلاً ومرتبة عند الله عظيمة ودرجة كبيرة لدرجة أن أي أثر للسيد حسين أَو للسيد عبدالملك -عليهما السلام- يعود إليه.
فإذا كنا نقرأ ملازم السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -عليه السلام- ونسمع للسيد القائد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي وننبهر ونندهش فما هما إلا ثمرة من ثمار عِلم السيد بدر الدين الحوثي.
وإذا كنا نقف وقفة إجلال وإكبار لأخلاقهما ومبدئهما ورقيهما فَـإنَّ الفضل في ذلك لمعلِّمهما ومربيهما السيد البدر، فالسلام عليك أيها السيد العالم الرباني يوم ولدت ويوم وقفت وحدك وحيداً على الرغم من كثرة العلماء في عصرك وزمانك متصدياً للفكر الوهَّـابي والانحرافات والخرافات التي طالت الدين.
سلامٌ عليك بما نقلت إلينا الدين المحمدي الأصيل وحافظت عليه نقياً صافياً.
السلام عليك بما صبرت وتحملت من سهام الغدر من السلطة العميلة الظالمة التي حاولت قتلك وشردتك في الوديان ولم تراعِ فيك حرمةً ولا مرضاً ولا كبراً في السن.
السلام عليك بما جاهدت وقدمت الأولاد والأحفاد لأجل دين الله وإعلاء رايته.
السلام عليك بما توليت وسلمت واستسلمت لأمر الله فجعلت من ابنك قائداً لك وعلمتنا أن التسليم لأمر الله واجب وضرورة للنجاة.
فسلامٌ سلام.