مرحلةُ الظنون وبشائرُ النصر القريب في معركة النفس الطويل..بقلم/ أبو خلدون الشيبة
المرحلة الراهنة التي يعيشُها شعبُنا اليمني العظيم هي مرحلة الظنون، وهي بدايةٌ للنصر القريب.
وهذه المرحلة مهمة جِـدًّا فهي مرحلة الوصول للرشد، للتهيئة، للتمكين، وهي مرحلةُ التمييز في معركة النفس الطويل.
مفاوضاتٌ وحواراتٌ جرت، وهنالك إعداد واستعداد يجري؛ تحسباً لأي حدث يأتي وقد طالت فترة المعاناة للشعب اليمني وبات الكثير يتساءل: متى تنتهي هذه المعاناة؟! ومتى يتم توقيع الاتّفاقيات، ومتى يمكن أن نجد نتائجها ملموسة في الواقع، في صرف مرتبات الموظفين وفك الحصار، ومتى…؟! وأسئلة كثيرة تدور في أذهان الناس.
هذه المرحلة هي مرحلة الظنون وبلوغ القلوب الحناجر والتي سيعقبها النصر العظيم.
هذه المرحلة تشبه المرحلة التي حصلت في عهد الرسول في غزوة الأحزاب التي تحدث الله عنها بقوله: (وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا).
هذه المرحلة هي مرحلة التهيئة للوصول إلى الرشد؛ مِن أجل التمكين فالله سبحانه وتعالى قادر أن يمنحنا النصر بأقرب وقت، ولكن الله يعلم أننا بحاجة إلى الرشد قبل التمكين فالرشد مهم جِـدًّا للتمكين: “رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”.
وهي مرحلة التمييز حتى يميز الله الخبيث من الطيب: “ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلى ما أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ”، فلو منحنا الله النصر على ما نحن عليه بدون وجود تمييز للخبيث من الطيب فَـإنَّ نتائجه ستكون غير طيبة وسيطغى الجانب الخبيث على الجانب الطيب وتستمر المعاناة؛ لأَنَّ الخبيث والمنافق سيظل ينخر في جسد حركة المسيرة والتي يجب أن يكون كُـلّ المنتمين لها مؤمنين صادقين مخلصين.
نحن في شعب اليمن نخوض معركة أسميناها منذ البداية بمعركة النفس الطويل، والتي يطول فيها نفسنا صبراً وتجلداً، وهي معركة نستنزف فيها أنفاس العدوّ وإمْكَانياته واستراتيجياته وقواته، ولا يظن الآخرون أن فيها شراً لنا بل هو خير، وكما يقول الله تعالى: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ)، فالعدوّ فيها يتألم ويعاني، فإذا كنا نحن في إطار حكومة الأنصار نعاني عدم صرف المرتبات، فبنفس الوقت فَـإنَّ عملاء ومرتزِقة العدوّ يعانون عدم صرف المرتبات بما فيهم حكومة اللاشرعية وميليشيات الإصلاح وميليشيات طارق والانتقالي فجميعهم بلا مرتبات والفرق بيننا وبينهم كبير، فنحن نعيش في عزة وكرامة وبين أهلنا وفي مناطقنا ولدينا الأمن والأمان والكرامة والتعايش السلمي بينما المرتزِقة في إطار اللاشرعية واللاإصلاح وميليشيات طارق والانتقالي يعيشون بلا عزة ولا كرامة ولا أمن ولا أمان ولا تعايش اجتماعي أَو سياسي فتراهم أحزاباً وجماعات متناحرة.
وفي نفس الوقت فَـإنَّنا بمعركة النفس الطويل نستنزف قدرات وإمْكَانيات العدوّ وفي كُـلّ يوم يزداد الخناق على العدوّ ومرتزِقة وهم بين سندان الجيش اليمني ومطرقة العدوّ السعوأمريكي الذي تزداد ضغوطاته عليهم؛ ما يجعل الكثير من مجندي العدوّ ومرتزِقته يعودون إلى حُضن الوطن.
ختامًا فَـإنَّ المرحلةَ مرحلة مهمة جِـدًّا وهي بوابة النصر والنصر والتمكين متوقفة على الرشد وهي مرحلة الابتلاء والتمييز، وسيعقبها نصر وعز يعز الله به المؤمنين، وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.