المثليةُ على سُنَّةِ الشيطان وأوليائه..بقلم/ هـدى أبو طـالـب

 

استوقفتني آيات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أحد أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

في الآية الكريمة خطاب إلهي تحذيري من تتبع خطوات الشيطان وهكذا بدأت حرب الشيطان واستهدافه للبشرية منذ إعلانه عداوته على أبوينا آدم وحواء وإخراجهما من الجنة وكتب عليهما الشقاء في هذه الدنيا عقوبة عاجلة لمخالفتهما توجيهات الله؛ بسَببِ إغواء إبليس لهما وحقده المُستمرّ للبشرية إلى قيام الساعة إلا من زكاة الله ولم يكن عرضة لوسوسة إبليس وأدرك خطورة العقوبة والشقاء الذي قد يسببه الإنسان لنفسه لتتبعه خطوات الشيطان.

كيف تكون تتبع خطوات الشيطان كما بدأ مع أبوينا: آدم وحواء؟

وهو من الجانب النفسي الترغيب كقوله تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَو تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ).

وهذا الواقع الذي نعيشه الآن مع حرب اليهود والنصارى من أولياء الشيطان وفي عصر العولمة وتتبع الموضات بكل أشكالها التي تستهدف الأُمَّــة في الواقع البشري بأكمله مما نشاهده ونلمسه ونعاني منه في مواقع التواصل الاجتماعي والنت تلك الشبكات العنكبوتية والمسلسلات الخليعة والمقاطع المخلة بالأخلاق التي تفسد زكاء النفس وفطرتها التي عبر عنها السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- حين قال: إن الحرب الناعمة أخطر وأفتك على شبابنا وبناتنا من الصواريخ التي تخترق أجسادنا، استهداف ممنهج وخطير للغاية يقوده الشيطان وأتباعه من البشر انتهت بأفتك حرب وهو زواج المثلية رجل يتزوج رجل وامرأة بمثلها وتغيير خلق الله لتجعل من الذكر أنثى ومن الأنثى رجل.

قال تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مبينًا).

توعد شيطاني عدائي ينفذه أولياؤه من البشر: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، (وَلُوطًا، إذ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أحد مِنَ الْعَالَـمِينَ)، (وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ).

والله سبحانه وتعالى يرشدنا بالطرق والوسائل الإسلامية السليمة بالزواج الذي شرعه الله لتكوين أسرة زاكية طاهرة غير مدنسة بأوساخ تشريعات إبليس وأعوانه، (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنفسكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).

الزواج الذي شرعه الله لأسمى هدف وهو التحصين والتناسل لإقامة أُمَّـة نقيَّة مطهرة من أرجاس الطاغوت والوثنية، أُمَّـة تكون مؤهلة للاستخلاف على هذه المعمورة لإقامة العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والشيطان يريد لنا الهلاك ويسخر نفسه ويسخر جنوده بكل ما يستطيع مجسداً ذلك في قوله تعالى: (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ إيمَـانهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أكثرهُمْ شَاكِرِينَ)، (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).

حالة استثنائية لفئة معينه من المؤمنين لن تؤثر فيهم وسوسه الشيطان، (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْـمُخْلَصِينَ).

والله يقول مخاطباً إبليس وأوليائه: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ).

وتوعد إلهي مخيف نتيجة تتبع خطوات الشيطان وخططه الخبيثة للإيقاع بهذه الأُمَّــة التي أراد الله لها أن تكون من خير الأمم وقص علينا الآيات والصور؛ لتكون عظةً وعبرةً لكل البشرية، حَيثُ يقول سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِـمَنْ يَخْشَى)، (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَـمُ بِالْـمُفْسِدِينَ)، (أَلَـمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُـلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون).

فما بعد الهدى إلا الضلال، (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)، (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إلى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُـمَاتِ أُولئك أصحاب النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا).

وختامًا جعلنا الله وإياكم ممن اتبعوا سبل الوقاية والنجاة لنحظى برضوان الله وهدايته، (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com