جمال بن عمر: الدولُ الرئيسية في مجلس الأمن تتنافَسُ لجني أرباح خيالية من حرب اليمن
أكّـد أن الحل يبدأ بإنهاء التدخلات الخارجية:
المسيرة: متابعات
في شهادةٍ جديدةٍ تؤكّـدُ حرصَ المجتمع الدولي على إطالة أَمَدِ الحرب على اليمن، وتفضحُ زيفَ شعارات السلام التي ترفعها الدول الراعية لتحالف العدوان، صرح المبعوث الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر، أن نظرة مجلس الأمن إلى الملف اليمني محكومة بمعايير انتهازية ومصالح مادية تسعى الدول الكبرى لتحقيقها من وراء استمرار الصراع، مُشيراً إلى أن الحل في اليمن يبدأ بإنهاء التدخلات الخارجية؛ وهو ما يؤكّـد صوابية الموقف الوطني.
وقال ابن عمر في لقاء مع قناة “الجزيرة”، الجمعة، إن “الدول الرئيسية في مجلس الأمن الدولي أصبحت تنظر لليمن بعد اندلاع الحرب على أنه فرصة لبيع السلاح” مُضيفاً أن “هناك تنافساً بين هذه الدول على بيع السلاح والتوقيع على عقود كبيرة جِـدًّا وخيالية”.
وتؤيد هذا التصريح الأرقام الكبيرة لقيمة الصفقات العسكرية التي أبرمتها العديد من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مع النظامين السعوديّ والإماراتي، لتزويدهما بالإمْكَانات والقدرات والأسلحة والاستشارات؛ مِن أجل مواصلة الحرب على الشعب اليمني، وبعض هذه الصفقات لا زالت عقودها سارية حتى الآن وتدر على تلك الدول مبالغ كبيرة، كما هو الحال مع عقود صيانة الطائرات الحربية السعوديّة، التي تستفيد الولايات المتحدة الأمريكية منها، إلى جانب مبيعات السلاح والتدريب وتقديم المعلومات.
ويفسر تصريح المبعوث السابق إلى اليمن الموقف السلبي المُستمرّ لمجلس الأمن تجاه الملف اليمني، والذي تعبر عنه بوضوح مجريات كُـلّ الجلسات التي يتم عقدها لبحث الشأن اليمني، كما يعبّر عنه تواطؤ ممثلي الأمم المتحدة في اليمن المُستمرّ مع دول العدوان وخضوعهم لإملاءات ورغبات رعاته الدوليين.
وكان ابن عمر قدم استقالته من منصبه كمبعوث أممي إلى اليمن، في الأيّام الأولى للعدوان على اليمن، وكان قد واجه مجلس الأمن بحقيقة الأسباب التي أفشلت الاتّفاق السياسي في البلد، وأبرزها التدخل السعوديّ وإعلان ما سمي بـ”عاصفة الحزم”؛ وهو الأمر الذي أثار انزعَـاج السعوديّة ورعاتها الدوليين.
وتضمنت العديد من المقابلات واللقاءات الصحفية التي أجراها ابن عمر خلال السنوات الماضية، تأكيدات واضحة على زيف كُـلّ المبرّرات والدعايات التي تم ترويجها لشن العدوان على اليمن.
وفي لقاءه الأخير مع قناة الجزيرة، أوضح المبعوث السابق أن سلطة هادي قبل الحرب كانت تتلكأ في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وأشَارَ إلى أنه كانت هناك محاولات لفرض تصورات معينة بدون موافقة العديد من المكونات ومنها “أنصار الله” و”الحراك الجنوبي”.
وأوضح أن الحل في اليمن يبدأ بوقف تدخلات الدول التي تستفيد من استمرار الصراع.
وتؤكّـد هذه التصريحات صوابية الموقف الوطني المتمسك بضرورة إنهاء كُـلّ أشكال التدخل الخارجي بما في ذلك التدخل العسكري والحصار وتواجد القوات الأجنبية.