رابطةُ علماء اليمن تُحْيي الذكرى السنوية لأمينها العام العلامة عبدالسلام الوجيه
المسيرة: صنعاء
أحيت رابطةُ علماء اليمن، أمس الأول، بصنعاء، الذكرى السنوية للأمين العام للرابطة العلامة والأديب والمحقّق والمؤرخ عبد السلام بن عباس الوجيه بفعالية خطابية.
وفي الفعالية أكّـد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أهميّة اضطلاع العلماء بدورهم خلال المرحلة الراهنة التي تمر بها الأُمَّــة في نشر تعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه الفاضلة لمواجهة مؤامرات ومكائد ودسائس الأعداء ومخطّطاتهم.
وأشاد بدور العلامة عبد السلام الوجيه الذي عمل بجد ومثابرة خلال مسيرة حياته في الحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمانية من خلال التحاقه بمسيرة العلم وتأسيسه للحركة العلمية بالجامع الكبير بصنعاء، مُشيراً إلى أن الشعبَ اليمني وعلى امتداد التاريخ يأتي علماء يحافظون على هُــوِيَّته الإيمانية ويتمسكون بالتعاليم المحمدية وإن حدثت فجوات وهفوات هنا وهناك.
وأوضح العلامة شرف الدين، أن العلامة الوجيه حافَظَ على الهُــوِيَّة الإيمانية من عدة جوانبَ، وليس من الوهَّـابية والتكفيرية فقط، وحقّق العديد من الكتب والمؤلفات، ورأى من المناسب تثقيف الناس بها في ظل الهجمة الشرسة للوهَّـابية ومخاطرها على اليمن والأمة بصورة عامة.
ولفت مفتي الديار اليمنية إلى أن الفقيدَ الوجيهَ كان أحد مؤسِّسي رابطة علماء اليمن، وساهم بفعالية في كُـلّ أنشطتها من الندوات وإصدار البيانات والمواقف وانعقاد الاجتماعات واللقاءات وتسجيل موقف يليقُ بشخصيته العلمية والثقافية والفكرية والأدبية.
بدوره، أوضح أمين عام الرابطة، العلامة طه الحاضري، أن الفقيد عبد السلام الوجيه، قاد الرابطة في مرحلة استثنائية لعقد من الزمن، مضحياً؛ مِن أجل الدين والوطن رغم الفترة العصيبة التي مر بها اليمن من اغتيالات وتفجيرات واستهداف للعلماء والمفكرين والسياسيين والعسكريين والأمنيين.
ودعا إلى الاهتمام بالعلماء الأجلاء وخدمتهم ورعايتهم، خَاصَّةً في ظل الدور البارز خلال مرحلة العدوان في الصدع بالحق ومواجهة الطغيان وقوى الهيمنة والاستكبار.
وفي الفعالية التي حضرها كوكبة من العلماء والمسؤولين، أشار حميد رزق في كلمة أصدقاء الفقيد إلى ما تميز به الفقيد العلامة الوجيه من شخصية قوية وصاحب نظرة ثاقبة، ولم تقتصر حياته على العلم وتعليمه ونشره فحسب، بل كان سياسيًّا محنكاً وإعلامياً حصيفاً.
وأشَارَ إلى أحدث بحوث العلامة الوجيه الذي أطلق فيه صرخة لمواجهة مخاطر الحرب الناعمة والتحذير منها منذ ثمانينيات القرن الماضي ومواكبة بحثه لحديث الساعة، مؤكّـداً أن الفقيد كان من أوائل من تنبه وتصدى لما تُروج له وسائل الإعلام بمختلف أصنافها من خطر على الأطفال بصورة خَاصَّة والمجتمع بشكل عام.
وأعرب رزق عن الأمل في أن يحظى البحث باهتمام من قبل الجهات المعنية في طباعته وإخراجه إلى حيز الوجود واستفادة الجامعات والأكاديميات منه، مستعرضاً بعض القصص للفقيد عبدالسلام الوجيه ومنها إحصاء الطلاب في دار الرعاية وأسباب دخولهم الدار؛ نتيجة انحرافهم والتأثيرات السلبية لدُور السينما خلال العقود الماضية.
من جانبه أشار علي الموسوي أحد رفقاء الفقيد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كلمة تم بثها عبر الشاشة، إلى معرفته بالفقيد قبل 20 عاماً، تعلّم منه الأخلاقَ والقيم والمبادئ، وكان عالماً عاملاً، يعشق الإسلام المحمدي العلوي.
وذكر أن الفقيدَ الوجيه كان رَجُلاً منفتحاً على الآخرين ولم يكن متعصباً لدين أَو مذهب معين، بل تجاوز ذلك بمحاورة الآخرين ومناقشتهم، ما يؤكّـد ولائه لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، لافتاً إلى أن العلامة عبدالسلام الوجيه نهل من العلوم التراثية واهتم بإحيائها.
من جهته قدّم نجل الفقيد هاشم الوجيه، الشكر لقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ورابطة علماء اليمن وأصدقائه ورفاق دربه وطلابه ومحبيه على حضورهم لفعالية الذكرى السنوية لوالده والذي يعكس مدى الاهتمام به وإحياء ذكراه ومسيرة حياته، مبينًا أن الذكرى تأتي للتعريف بجانب من مسيرة حياة والده واستذكار الدروس والعبر منها في مواصلة مشواره والسير على نهجه والعمل بتوصياته؛ باعتباره قُدوة في الكفاح والجد والاجتهاد وقول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.