إطلالاتُ الرحمة والتزكية..بقلم/ أحمد المؤيد
لم تتوقفْ إطلالات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولم يتوقف اهتمامُه بالناس، موجِّهاً خطابَه لقلوبهم، مستغلاً الأوقاتَ العظيمةَ، التي عظَّمها الله تعالى، أَو لها صلةٌ بالشعب اليمني وتاريخه، بحيث أعاد لهذه الأوقات قيمتَها وقدرَها، بعد أن طمسها الأعداء، مثل شهر رمضان، العشر من ذي الحجّـة، الثامن عشر من ذي الحجّـة، الأول من محرم والعاشر منه، الثاني عشر من ربيع الأول، جمعة رجب، وغيرها من الأيّام والمناسبات والأوقات، التي ترتبط بالدين وأسسه وثوابته، ولها عند اليمنيين مكانة خَاصَّة؛ بوصفها مواسمَ لزراعة التقوى والهدى، وشَدِّ الناس إلى قضيتهم الإسلامية، إذ القلوبُ قريبةٌ إلى الله، بما تقدمه من أعمال روحية وعملية جهادية.
هذا الحرص على هداية الناس، والاهتمام العظيم بهم، يذكِّرُنا بمقامِ أنبياء الله ورسله -صلوات الله عليهم أجمعين- في اهتمامهم وحرصهم على إيصال رسالة الله إلى أممهم، لدرجة أن قال الله تعالى، لرسوله -صلوات الله عليه وعلى آله-: “لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، فهذا الرسول العظيم، في مقام القُدوة الحسنة، التي يتمثَّلُها السيدُ القائد، في زمن تغيرت فيه كُـلُّ اهتمامات الزعماءِ والحكام والسلاطين والملوك، الذين جُلَّ اهتماماتهم بناء أرصدتهم وثرواتهم، وبناء جيوشٍ تابعة لهم؛ لقمع وإخضاع شعوبهم؛ فلم نسمع منهم أية كلمة، تقول لشعوبهم: اتقوا الله، وبدلاً عن ذلك، يسعَون لإفساد شعوبهم، وإيصالِ كُـلّ وسائل الفساد إليهم، وتسهيل طرق الحصول عليه، بفتح مجالات الترفيه والاختلاط، ونشر الرذيلة الأخلاقية، والسعي بمجتمعاتهم إلى الجهل والأمية الفكرية، وتغييب كُـلّ مظاهر التقوى والصلاح، تحت قناع التحضر والإنسانية.
إنَّ وقوفَ السيد القائد -يحفظه الله-، أمام أبناء شعبه، في أكثر من مناسبة وفعالية، متوجّـهاً إليهم بالنصح والإرشاد، والموعظة والتذكير بالله وآياته، يكشف عن حرصه البالغ، على إنقاذ الناس، من مخاطر المشاريع الهدامة، والسير في طرق الشيطان الرجيم، واتباع خطواته وسبل الضلال، التي يعز على السيد القائد، أن يرى الناس يتخبطون فيها، ويسيرون عبرها إلى نار جهنم؛ لذلك لم يدخرْ جُهدًا ولا وسيلةً ولا مناسبة -رغم انشغالاته الكبيرة على كافة المستويات- إلا وسارع إلى تقديم الموعظة الحسنة، مبينًا سبل النجاة والفلاح، في الدنيا والآخرة، وواضعاً الأسس الحقيقية، الكفيلة بتحقيق ذلك، من خلال تعريف الأُمَّــة من هو عدوها، وكيفية مواجهته، وكشف حزبه وأعوانه، من الطغاة والظالمين والمستكبرين، وإسقاط كُـلّ مؤامراتهم وكيدهم وخداعهم؛ ولهذا سرعان ما توجّـه الشيطان الرجيم، وأعوانه من قوى الشر والإجرام، الأمريكية والصهيونية وأعوانهما، إلى شن الحروب الشعواء، على هذا المشروع القرآني، وحامله السيد القائد، محاولين بكل الطرق إطفاءَ نور الله، الذي يحملُه، ويهدي إليه.
(وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).