480 يوماً من التهدئة والواقع كما هو..!..بقلم/ عبدالغني حجي

 

انقضت فترةٌ زمنيةٌ فاصلةٌ والشعبُ يعيشُ أملَ الخروج إلى بر الأمان، على أن ثمة ملامحَ إيجابيةً تدعو إلى التفاؤل، غير أن الحاصل والواقع لا سلم ولا حرب، وبين هذا وذاك، مراوغة وكذبٌ وحربٌ شديدة بجيش وعتاد هدفُها حرفُ بُوصلةِ العداء للداخل، وما السلام المزعوم والذي تتغنى به السعوديّة سوى طُعم لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه بقوة السلاح.

صحيح أن المطارَ مفتوحٌ لوجهات محدودة مشروطة والميناء كذلك، غير أن هذا لا يُعبّر عن نية سلام وإنما إظهار رغبة لإحلال السلام أمام الرأي العام فقط، واستخدام الميناء كوسيلة مساعدة للتضليل وإثارة التساؤلات عن الإيرادات، تحصيلها، وإنفاقها، والتشكيك بصدق قيادة صنعاء تجاه المواطن، والتعذر عن منح كامل حقوق الشعب المشروعة للشعب من ماله ومن ثرواته بما فيها المرتبات والتحجج بالموارد التي لا تسد نفقات الدولة بوضعها الحالي.

إذا كان هناك تغيرات اقتصادية خففت من معاناة المواطنين؛ فهذا لا يعني أنهُ تم بما تكرمتْ به دول العدوان لمساعدة اليمن، وإنما عن جهود القيادة التي تجعل الشعب أولوية قصوى، وتوليه جُل اهتمامها وتجود عليه من ما هو موجود وحسب الممكن والمتاح.

الجميع يدرك أن السعوديّة لم تفِ بأي وعد من وعود السلام، ولم يجد الشعب منها سوى مزيد من المعاناة، ولم تحقّق الهدنة أي شيء إلى الآن وما يجري حَـاليًّا استغباء لقضية الشعب ورغبته في التحرّر والاستقلال، وتمييع لجرائم الثماني سنوات، ومحاولة للالتفاف على المكاسب التي حقّقها الشعب بقوة الله وصبره وصموده.

برأيي الشخصي أن الحرب تكفي وأن الاستمرار سيكلف السعوديّة الكثير ويعيدها إلى ماضيها التعيس؛ لأَنَّ الحرب إن عادت لن يكون مصير ما يسمى التحالف إلا الفشل، وهذا الفشل سيكون أسوأ من ذي قبل، وتنتظره عواقب وخيمية لم يتذوقها بعدُ، على المستوى الدولي، ولن يكون هناك سلام تتهنَّأُ به دول العدوان، وستهب رياح الحرب لتحديد مصير كُـلا الطرفين، والهزيمة ستكون مخزية وستشل العظمة التي عمل الملوك المتعاقبين على بنائها على حساب الغير، والغباء الحقيقي هو استمرار المماطلة والمراوغة وإظهار سراب السلام ليحسبه الشعب نية صادقة من لدن الأمريكي والسعوديّ، ولو كانت النية إحلال السلام وهمهم تخفيف معاناة الشعب كانت الأمور عادت لطبيعتها ورُفِع الحصار كليًّا دون قيد أَو شرط يذكر، لكن الواقع لمن أراد معرفة النية السعوديّة والأمريكية تجاه الشعب يكفي لكشف ما سترته وسائل إعلامهم المخادعة، والتي تعمل كغسيل لغسل الأدمغة فقط وقلب الحقائق وتضليل الرأي العام بما يخدم فكر وتوجّـه السعوديّة وبما يحقّق مصالحها الرامية لجعل اليمن جسراً للعبور إلى مستقبل فاضح من الرفاهية والهيمنة.

نعي جيِّدًا والشعب يدرك حقيقة من يحارب وأن آل سعود عدوٌ لدود، له ماضٍ بغيض وتراكمات تاريخية لا يمحوها الزمن وتقادم الأعوام، ومن قتل وشُرد لا يمكن أن يأتي مع الدفن لقراءة الأذكار وذرف الدموع على التراب لذر الرماد على العيون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com