الهجرةُ النبوية والنصرُ الإلهي.. بقلم/ محمد الضوراني
إنَّ الهجرة النبوية مناسبة نستذكر منها ما قدمه الرسول -صلوات الله عليه وَآله- من ثبات وصمود وتَحَدٍّ لقوى الكفر والطغيان رغم تكالب الطغاة والمتجبرين والضالين على النبي وعلى آل بيته وأصحابه السابقين، نجد حجم الأذى الذي تلقاه الرسول من قومه من قريش ومن تحالف معها الذين استخدموا ضد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عدة أنواع من الأساليب والحرب المعنوية والثقافية والعسكرية، حرب فكرية فقالوا عنه إنه مجنون وساحر وكذاب، محاولة منهم لضرب الروحية الإيمَـانية لدى من كان يسمع كلام الله وهدى الله، فشلوا في هذه الحرب برعاية الله ولطف الله وتأييد الله خسروا؛ لأَنَّ الحق منتصر مهما تكالب أهل الباطل، الحق يسود وينتشر بثبات وصمود وتحدي أهل الحق، استخدموا بعد ذلك أُسلُـوب التآمر والغدر واتفقوا على استهداف الرسول الأكرم بالاغتيال فقرّروا أن يجمعوا من كُـلّ قبيلة شخص لقتل الرسول وهو في بيته وفي فراشة وفي منتصف الليل بحيث يتفرق دم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بين القبائل، رغم كُـلّ ذلك جاء اللطف الإلهي والرعاية الإلهية وخرج الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من مكة وقرّر الهجرة إلى المدينة المنورة ليستمر في تأدية دوره وواجبه في تقديم هدى الله للناس وإبلاغ الناس بتوجيهات الله وهو القرآن الكريم، جاء دور الفدائي الجسور والمقاتل الشجاع المؤمن الصادق الإمام علي بن أبي طالب وفشل مخطّط المتآمرين برعاية الله وتأييده، ثم تحَرّك الرسول الأكرم فحماه الله في طريق هجرته من كُـلّ الأعداء وفقدوا صوابهم وفقدوا أبصارهم ووصل الرسول الأعظم للمدينة واستقبله الأنصار، وبدأ بذلك مرحلة جديدة تطورت وتسارعت وأصبح المسلمون أكثر قوة وتماسكاً وإرادَة وأصبح لهم كيانٌ يجمعهم، ومن خلاله أصبحت هجرة الرسول (ص) مرحلة فارقة، مرحلة من النصر المبين.
وهكذا نستلهم من هذه المناسبة الإيمَـانية أن الله يرعى عبادة المخلصين ويحميهم ويؤيدهم وينصرهم ويحول الصعوبات والتحديات إلَّا فرص وإنجازات وانتصارات لم تخطر في ذهن الكثير والكثير، نحن اليوم في الشعب اليمني المظلوم نستلهم من كُـلّ المناسبات الإيمَـانية ومنها هذه المناسبة أن الله قد حفظ هذا الشعب وقيادته وتحقّق لنا العزة والكرامة والتأييد بينما نجد العكس لمن قبلوا الاستسلام وخضعوا للاحتلال سقطوا وانهاروا وأصبحوا في ذل وإهانة وأصبحوا لا شيء يذكر، بل خسروا رعاية الله وتأييد الله ونصر الله، لذلك لا بدَّ علينا كمجتمع مؤمن أن نعي الدروس ونستلهم منها العبر ونراجع أنفسنا مع الله ونبتعد عن أسباب الخذلان وأسباب الضلال وهي نسيان الله ونسيان دين الله ونسيان أولياء الله من عباد الله الصالحين، نجد أن الصعوبات والتحديات المؤامرات سوف تنكسر وتتلاشى ما دمنا نعي أننا على الحق ونتحَرّك بالحق ونستشعر رقابة الله علينا ونعي واجباتنا الدينية التي أمرنا الله بها وهو كفيل بأن يرعانا ويحمينا وينصرنا بنصرة والمتغيرات تحدث سريعاً والأحداث متسارعة.