وكيل وزارة التربية والتعليم محمد غلاب في حوار لصحيفة “المسيرة”: العدوانُ دمّـر الكثيرَ من المنشآت التعليمية والمعلِّمُ كان الصخرة التي تحطَّمت عليها مؤامراتُ الأعداء
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
قال وكيلُ وزارة التربية والتعليم، محمد غلَّاب: إن “تدشينَ الحكومة للعام الدراسي لهذا العام كان مميزاً عن الأعوام السابقة، مؤكّـداً أن هذا الاهتمام هو إحدى صور الجدية والترجمة لإيلاء التعليم أهميّة كبرى استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
وَأَضَـافَ غلاب في حوار خاص لصحيفة “المسيرة” أن “العدوان الأمريكي السعوديّ سعى إلى تدمير المنشآت التعليمية وقتل المعلمين والطلاب والطالبات، وأن المعلم كان الصخرة الصماء التي تحطمت عليها مؤامرات وأحلام الأعداء”.
إلى نص الحوار:
– بداية أُستاذ محمد.. كيف تنظرون إلى العام الدراسي الجديد في ظل تصريح رئيس الوزراء وتوجيهات قائد الثورة بإعطاء التعليم اهتماماً كبيراً؟
بادئ ذي بدء نتقدَّمُ بالتهنئة والمباركة لقائد الثورة سيدي ومولاي السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بحلول العام الهجري 1445هـ ولرئيس المجلس السياسي الأعلى ولقيادة الحكومة والوزارة وللإخوة التربويين في الميدان التربوي ولكل أبناء الإسلام في هذه الذكرى التي تمثل بداية بناء دولة الإسلام على يد رسول الله محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- القائد والقُدوة ومواجهة الأعداء، وارتبط ذلك التاريخ وبناء الدولة بالأنصار، فمنح رسول الله -صلوات الله عليه وآله- الشعب اليمني هُــوِيَّة إيمانية لم تكن لأحد (الإيمانُ يمانٍ والحكمة يمانية).
ومن منطلق هذه الهُــوِيَّة لا بُـدَّ من تقديم جزيل عبارات الشكر للمعلم المجاهد قائد الجبهة التربوية الذي صمد وضحى وفي مترسه التربوي، حمل سلاحه وجاهد من موقعه في تعليم أبنائنا في ظل رعونةِ وصلف تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي الذي سعى سعيه وناصب جهده وفتك بسلاحه ودمّـر بطائراته المدارس والمنشآت التعليمية وقتل المعلمين والطلاب والطالبات في مدارسهم، وما نموذج الشهيدة الطالبة إشراق في نهم إلا شاهد على قبح وبشاعة هذا العدوّ، فكان المعلم هو الصخرة الصماء التي تحطمت عليها مؤامرات وأحلام الأعداء، وَأَيْـضاً صم أُذُنَيْه عن دعوات النشاز التي كانت ترغب في تعطيل العملية التعليمية، وثبت واستمر بتعليمه للنشء برغم المعاناة والحصار وقطع المرتبات التي كانت سبباً لقيام تحالف العدوان بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.. ألا يستحق منّا هذا المعلم أن نقبل جبينه ونسعى لتوفير ما يعينه في الحد الأدنى؟!
ولا أنسى أن أشكر صدق الكلمة شبكة المسيرة التي تهتم دائماً بملامسة هموم ومعاناة واحتياج الشعب اليمني المجاهد المضحي في سبيل الله.
ونحن في بداية العام الدراسي 1445هـ في قيادة وزارة التربية وكادرها واثقون بالله تعالى ومتحَرّكون للقيام بالمسؤولية التربوية والأمانة مستعينين به عز وجل.
وبالنسبة لتصريح دولة الأخ رئيس الوزراء لا بُـدَّ أنه تصريح صادق وسيتبعه إجراءات عملية، خُصُوصاً وقائد الثورة -يحفظه الله- قد وجه بالاهتمام الكبير بالتعليم، وما تدشين العام الدراسي بهذه الصورة التي تكون غير مسبوقة أن تدشّـن الحكومة برئيسها ووزرائها وقادتها بدء العام الدراسي إلا إحدى صور الجدية والترجمة لإيلاء التعليم أهميّة كبرى استجابة لتوجيه السيد القائد يحفظه الله.
ودائماً العمل الجماعي الذي يسوده التعاون يكون موفقاً ومحاطاً برعاية الله.
وهنا أريد أن أنوّه إلى جزئية.. قد يقول البعض لماذا تأخر الاهتمام بالتعليم إلى اليوم؟ ولما لم يكن من البداية؟ نقول لهم بالتأكيد أن العلم النافع هو الترياق الذي به يتحصن النشء من الجهل ويحقّق بناء حضارة إسلامية عظيمة.. وإنما الأولويات فرضت على الجميع أن تكون مواجهة العدوّ عسكريًّا قبل كُـلّ شيء فلا فائدة في كتاب بيد طالب إن وصل المحتلّ سيدوسهما بقدمه.. ولذلك نحن في وزارة التربية نأمل أن يكون هناك تفاعل سريع يلمسه المعلم والطالب والمدرسة.. وليثق كُـلّ أبناء شعبنا اليمني ما نحن إلا خداماً له وهذا الكلام ليس للاستهلاك الإعلامي أَو لكسب العاطفة، بل يشهد الله على ذلك ونتشرف بهذه الخدمة ونسأله تعالى أن يوفقنا لنكون خداماً صادقين.
– ما الجديد الذي يمكن الاستبشارُ به.. ماذا عن حافز المعلم شهرياً، وَالاهتمام بالطالب، توفير الكتاب المدرسي… إلخ؟
بحسب تصريح معالي وزير التربية السيد العلامة يحيى بدرالدين الحوثي، بأننا سنطبع هذا العام ما نسبته 50 % من إجمالي احتياج الكتاب المدرسي؛ أي ما يقارب 23 مليون كتاب.. وكذلك سيتم البدء بصرف حافز خلال الأيّام القادمة بإذن الله تعالى.. وهذا بحسب توجيه فخامة الأخ الرئيس المشير الركن مهدي المشاط، لحكومة الإنقاذ.
والذي نؤكّـد عليه أن هذه المبالغ التي توفرت هذا العام ليست من فائض أَو سعة؛ ولكن باعتبار الاهتمام والنظر في صبر وتضحيات الشعب اليمني.. وإلا فالجميع يعلم أن الثروة وخيرات البلد تنهبها دول تحالف العدوان.. وننتهز الفرصة بمطالبة قواتنا المسلحة وطيراننا المسيَّر الضرب بيد من حديد لإيقاف نهب ثروات الشعب اليمني والحفاظ عليها من الهدر.
– كيف تقيِّمون واقعَ التعليم الحكومي في السنوات الماضية في ظل قصور كان واضحاً في جوانب عدة؟
التعليمُ اليومَ ليس وليدَ اللحظة، وإنما هو نتاج أنظمة فاسدة وعملية، وقد تعرض التعليم في بلدنا لهجمة شرسة واحتلال أمريكي إسرائيلي، وهذا ليس بخافٍ على أحد، وقد كان السفير الأمريكي هو الذي يقود البلد برمتها، ولكنه ركز بشكل كبير على التعليم لتحقيق عدة قضايا أبرزها تعطيل الإنتاج العلمي، ساند الوهَّـابية المقيتة بالزحف الكبير إلى داخل المناهج فعززوا ثقافة التكفير والتفجير ودجَّنوا الجيل ورسّخوا الولاء للأعداء، وسعوا لتدمير الهُــوِيَّة الإيمانية واليمنية، وغيرها من القضايا.. وما أفرزه العدوان السعوديّ الأمريكي منذ 2015م وإلى الآن.
ونحن في هذا لا نقدم تنظيرًا ولا افتراءً ولا مزايدةً، بل هو جزء بسيط من الواقع المؤسف.. وَأَيْـضاً نضعُ المجتمع أمام صورة مصغرة من واقع سيء وتركة مريضة حتى يُقيِّمَ حجمَ المسؤولية التي تتطلب منّا العمل الجماعي والنقد البناء في سبيل خدمة شعبنا اليمني من جهة.. ومن جهة أُخرى ولا نعفي أنفسنا من التقصير ليعذرونا نوعاً ما.. فأمام قيادة الوزارة تَحَدٍّ كبيرٌ في تصحيح ما أفسده الأعداء ثقافيًّا وعلمياً وفكرياً والتحَرّك نحو تطوير وتحديث مناهجنا والذي كفله قانون التربية والتعليم رقم (45) لسنة 92م في المادة رقم (35)؛ مِن أجل أن تكون مناهجنا مناهج منتجة علمياً بدلاً من المناهج العقيمة التي تقدم الجهل عمداً.. بالإضافة إلى تدريب وتأهيل المعلمين والإدارات المدرسية وتنشيط دور الإشراف التربوي وتعزيز دور الشراكة بين المجتمع والوزارة للارتقاء بالعملية التعليمية..
– تحضر اليونسكو والبنك الدولي وغيرهما هذا العام.. ما الذي يمكن أن يقدمَه هؤلاء لقطاع التعليم؟
إذا أردنا معرفةَ ما سيقدمونه من دعم للعملية التعليمية فلنقيِّمْ ما قدموه منذ بداية العدوان وإلى اليوم.. وهذا الذي يجب علينا أن يكون شعبنا عارفاً له؛ فالبنك الدولي والمنظمات هي شريكٌ رئيسٌ وفي خندق الأعداء في حربهم على شعبنا.. وهي تعتبر الوجه الناعم للعدوان.
فعندما تقدِّمُ وزارةُ التربية خططَها لدعم طباعة الكتاب المدرسي وتوفير حافز مالي للمعلم يرفضون ذلك رفضاً قاطعاً، متعللين بحج أوهن من بيت العنكبوت، من هذه الحجج أنهم لا يريدون أن يتدخلوا في القضايا السياسية.. لكن عند اهتمامهم بالقضايا الهامشية التي تحقّق لهم بعض الأهداف والأجندة لا يعتبر تدخلاً سياسيًّا.. ولذلك نحن لا نعول عليهم أبداً وكيف ذلك؟! وقد أخبرنا اللهُ جل شأنه عن هدفهم الرئيس قال تعالى (وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) فهذا ما يريدونه ومن أصدق من الله قيلاً ومن أصدق من الله حديثاً.
– هناك توجّـه لسنوات مضت نحو التعليم الأهلي مقابل تراجع دور التعليم الحكومي، هذا ما دفع هذه المدارس إلى المبالغة في رسومها الدراسية على نحو لا يطاق إذَا صح التعبير.. ما حاجتنا إلى معالجة هذه الإشكالية التي تمس المواطنَ، خَاصَّة أن الكثير من أولياء الأمور قد يدفعون الكثير لتعليم أبنائهم على حساب احتياجاتهم المعيشية؟
يفترض من مُلَّاكِ مدارس التعليم الأهلي أن يكونوا شركاءَ فاعلين في العملية التعليمية، وأن يفهموا جيِّدًا أن الاستثمار في التعليم ليس كالتجارة في الخردوات حتى يقدم بورصة السوق التعليمية ويتفاعل معها ارتفاعاً وهبوطاً، فمن أراد أن يدخل هذا الميدان فليأتي وهو يحمل القيم العظيمة والمبادئ الإيمانية؛ لأَنَّه سيتحمل مسؤولية وأمانة غير عادية وهي التعليم، والجانب الآخر؛ وهو الأهم أن الدستور اليمني يؤكّـد على مجانية التعليم ولكن القوانين النافذة خالفت ذلك ربما لمصالح حزبية وطائفية بصورة عامة، فأنتجوا قوانين قلصت دور الوزارة من حَيثُ الصلاحيات والتدخلات؛ باعتبار تشجيع الاستثمار متناسيين أن تشجيع الاستثمار لوحده سيشجع على الجهل.
وما أريد تأكيده أننا لسنا في مواجهة مع المدارس الأهلية أبداً وإنما نسعى متعاونين لبناء شراكة حقيقية تقوم على ابتغاء مرضات الله في كُـلّ مجالات العمل التربوي ومساندة أبناء شعبنا المجاهد، وحتى لا تشكل المدارس الأهلية عبئاً إضافياً يضاف إلى أعباء تحالف العدوان، والوزارة تقوم بعمل معالجات مُستمرّة ولكن كما أسلفت لكم أن القانون يعيق.
وهنا كعمل مُستمرّ بتوجيه من معالي الوزير لاستكمال تجهيز البنية القانونية للوزارة بما يمكن الوزارة القيام بوظائفها وممارسة مهامها وإيقاف هذه المهزلة وحماية شعبنا المجاهد من الانتهازيين والاستغلاليين.
– لماذا لا نجد أسعارَ الرسوم للمدارس الأهلية بموقع الوزارة؟
وللأسف الشديد أن تجبرنا أغلبُ المدارس الأهلية على وضع هكذا تساؤل.. العلم ليس فاتورة كهرباء حتى نضع له تسعيرة..؛ فالعملية التعليمية هي بناء جيل للنهوض بالمسؤولية ومواجهة الأعداء، ومع ذلك نوضح أن أسعارَ الرسوم في المدارس الأهلية أولاً موجود على رابط ومواقع مكاتب التربية في الأمانة والمحافظات وهذه الرسوم هي كما وقع عليها ملاك المدارس عند حصولهم على التراخيص.
– لما لا تلتزم هذه المدارس بتعليق لوحة الشفافية الخَاصَّة بمبالغ الرسوم الدراسية؟
نشكر المدارس التي التزمت بتعليق لوحة الشفافية وعملت بها، والمدارس التي لم تلتزم هناك إجراءات اتخذت بحقهم سواء من قبل المعنيين في الوزارة أَو من قبل مكاتب التربية والتعليم، وأغلقت مدارس وتم توقيع التزامات من أُخرى تجاه ذلك.
– برأيكم هل حماس مسؤولي التربية في محله بعودة جديدة للتعليم الحكومي، خَاصَّة أن معلِّمي المدارس الحكومية يعمل غالبيتهم في القطاع الأهلي؟
بالتأكيد أنه يجب الاهتمام بالمدارس الحكومية؛ لأَنَّ التعليم سيادي ولا مجال للتفريط فيه؛ فالدولة تبني جيلاً يحقّق أهدافها وفي حال التفريط سيكون هناك جيل يتصارع مع نفسه.
والحماس مطلوب بالاستعانة بالله والتوكل عليه في تجويد التعليم في المدارس الحكومية، خَاصَّة ولديها أغلب مقومات الجودة من معلم متخصص ومؤهل وموظف ثابت ضمن هيكل الدولة بالإضافة إلى البنية التحتية مبنى مدرسي وتجهيزات ومعامل وغيرها.. ولكن العدوان فرض على المعلم والإدارة المدرسية غض الطرف قليلًا؛ كي يوفق المعلم من العمل في جدول المدرسة الحكومية ويغطي جدولاً آخر في مدرسة أهلية لتوفير احتياجاته وهي معالجة مؤقتة وهذا فقط في المدن وعواصم المحافظات؛ أما الأرياف فلا يوجد مدارس أهلية.
– هناك من يقول إن التعليم العام في البلاد بحاجة لمراجعة وتحديث يتناسب مع تطور التعليم عالميًّا، أي أن التعليم الموجود لم يعد مناسباً بتفاصيله السردية التلقينية والحشو الذي نستعيده من الطالب بقاعة الامتحان إذَا ما أردنا جيلاً متسلحاً بالمعرفة والمهارة؟
وهذه حقيقة كما ذكرنا سابقًا بتقادم الموجود من جهة والسيطرة السافرة والإجرامية للعدو الأمريكي على المناهج الدراسية.
ولذلك وهذا ضمن أعمال وأنشطة الوزارة ضلوعها بهذا الدور في تطوير المناهج الدراسية وتحديث الوسائل والأساليب والطرائق التعليمية للمناهج المحدثة بما يحقّق مواكبة التطور العالمي العلمي ويحافظ على الهُــوِيَّة الإيمانية لبناء حضارة إسلامية بإذن الله تعالى.
– كمسؤول في وزارة التربية والتعليم ألا يفترض أن يعمم نموذج مدرسة عبدالناصر للمتفوقين في كُـلّ محافظات اليمن؟
نموذج مدرسة عبدالناصر للمتفوقين نموذج متميز وهي مدرسة نوعية لا تضاهيها أية مدرسة أهلية ولست مبالغاً، ولذلك سعت الوزارة ممثلة بقطاع التعليم لتعميم النموذج، وفتحت ثلاث مدارس واحدة منها للمتفوقات بأمانة العاصمة، وواحدة في محافظة إب والأُخرى في محافظة حجّـة.. وفي إطار التعميم تسعى الوزارة لإيجاد مدرسة في كُـلّ محافظة بإذن الله تعالى.
– من العدالة في التعليم أن تعطى الأجيال القادمة فرصاً متساوية من التعليم الجيد.. ما تعليقكم؟
الجيلُ والنشءُ هو محطُّ اهتمام قيادتنا، ولولا هذا العدوان الذي فرض علينا واقعاً آخر لكان التعليم هو الأولوية التي لا تسبقها أولوية، وبالتالي فالعدالة ستتحقّق في ظل دولة الإمام علي -عليه السلام- وتحت قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- لكل أبناء البلد وباعتبار المرحلة والممكن والمتاح والله -سبحانه وتعالى- هو من يتولى تحقيق النتائج ورسم العاقبة.
– المدارس الأهلية اليوم تتحول إلى نماذج فندقية من حَيثُ التصنيف نجمة واحدة وخمسة نجوم فكل مدرسة ولها سعر رسوم دراسية.. ما المعيار برأيكم الذي يمكن أن يساعد في وضع رسوم دراسية موحدة لهذه المدارس؟
ما سيجعل أغلب المدارس الأهلية تلتزم بالمعايير وتقوم بدورها التربوي يتمثل في جانبين:- الأول: هو تجويد التعليم في المدارس الحكومية، والآخر: يتمثل في وعي أولياء الأمور ومساندة المدارس الحكومية، وكذلك الضبط القانوني للمخالفين وتطويعهم للعمل بما يخدم أبناء الشعب اليمني ويراعي الوضع المعيشي القائم.
– المدارس الأهلية لا تكترث بتعميمات الوزارة بل تقول وهذا حاصل مع أولياء الأمور إن الوزارة تعيشُ في برج ولا تعرف بمتطلبات تشغيل المدارس الأهلية.. ولهذا رأينا زيادة كالمعتاد سنوياً في الرسوم الدراسية رغم تأكيد الوزارة أن الرسوم المقرة هي رسوم العام قبل الماضي.. كيف تعلقون على هذا؟
من يقول هكذا من المدارس الأهلية هم الذين نسمِّيهم تجار التعليم الذي لا هَمَّ لهم إلا كم سيكون العائد، ويتجلى ذلك من خلال القول الذي يردون به.
وبالنسبة للتعاميم الوزارة تتعامل من منطلق الحرص والشراكة القائمة وإلا فهي تمثل الدولة في جانب التعليم، ستتخذ إجراءاتها الصارمة ولها الحق في ذلك ما دام البلد يمُرُّ بحالة اعتداء خارجي وهذا عرف متعارف وليس مُجَـرّد رد مستفز، فالمطلوب من مثل هذه المدارس أن تحرص على بقاء العلاقة والتعاون وبما يراعي الوضع المعيشي للشعب وأن يتقوا الله في ذلك فهم وإن وجدوا أنفسهم أحياناً في مأمن، فالله سبحانه غيرُ غافل وهو حاضرٌ ناظرٌ يجازي ويحاسب ويعاقب.
– كلمة أخيرة؟
بعون الله وفضله ونحن في العام التاسع من الصمود في وجه العدوان بكل قوة وعنفوان سيكون التعليم هو المحور الذي ننطلق من خلاله نحو سباق علمي وعالمي.
وهنا ندعو أولياء الأمور لرفد أبنائهم إلى المدارس الحكومية ومتابعة دراستهم ومستوى تحصيلهم العلمي ومساندة دور الإدارة المدرسية في ذلك.. والمعلمون الأعزاء ندعوهم إلى الاستمرار بدورهم العظيم الذي ينالون من ورائه الأجرَ العظيمَ والرعاية الإلهية.. ونقول لإخوتنا المجاهدين في الجبهات وكذلك لأسر الشهداء إننا بإذن الله تعالى سنقوم بدورنا التربوي والتعليمي والذي يحافظ على تضحياتكم وتضحيات شعبنا اليمني والسير نحو بناء حضارة إسلامية تقيم القسط وتقدم الشاهد على عظمة الله سبحانه وتعالى.